| بحيثُ احتفالُ السَّنا الأَزَهـرِ |
وحيثُ أريجُ الثَّرى الأَعْفَرِ |
| ومن حيثُ (سامرّةٌ) في التِّلاع |
جلالٌ ومَنْبَعُ وَحْيٍ ثَري |
| تَلَفَّعُ في أُفُقٍ أزرقٍ |
وتَجلِسُ في مَقعدٍ أخضرِ |
| هناكَ ضريحٌ لِهادي الأنامِ |
وآخَرُ للحسَنِ العسكري |
| ضريحانِ عندَهما للنَّبـيِّ |
مكانَ المعاني من الأَسْطُرِ |
| ولا غَرْوَ فالزَّهرُ نَسْلُ الخميل |
وسِنْخُ الثُّريّا من المُشتَري |
| [أَيَا سُرَّ مَن رأى] هل ضجَّت الـ |
تّواريخُ في سَمعِكِ المُوقَرِ |
| وهل مرَّت العِبَرُ الحاشداتُ |
وما للمظاهرِ مِن مُخبرِ |
| لِتُنْبِيكِ أنَّ ديارَ الغـرور من |
جوسقٍ ثَمّ أو جعفرِ |
| تَهاوَت رُكاماً وظلَّ الخلودُ |
ينامُ على رَمْلِكِ الأسمَرِ |
| وتَهتفُ أنَّ بُذورَ الطُّغاةِ |
طَواها التُّرابُ ولم تُثمِرِ |
| وأنَّ بذورَ التُّقى أَنْجَبَـتْ |
خمائلَ رائعةَ المنظَرِ |
| ويا أيُّها الدَّهرُ أينَ الطُّغاةُ |
وقَرْعُ السُّيوفِ على مِغْفَرِ |
| وسُكْرُ المقاصيرِ في لَهْوِها |
وعَزْفُ القِيانِ على مزهرِ |
| وبَطْشُ السِّياطِ وفَتْكُ السِّلاحِ |
وَرَدْحُ المَدائحِ من مُفتَري |
| تلاشَتْ فلا صَخَبٌ للخيولِ |
ولا سَجعاتٌ على مِنبَرِ |
| وظَلَّت محاريبُ آلِ الرَّسولِ |
وحَبرٌ لها في الدُّجى ينبري |
| بأجوائهنَّ صدًى ضارعٌ |
وفي التُّربِ جبهةُ مُسَتَغْفِر |
| أَجَلْ، تلكَ عاقِبَةُ المُتَّقين |
رَواها الخُلودُ مدى الأَعْصُرِ |
| فيَا لِضَريحَيْنِ يَجْثُو الرَّجاءُ |
بِظِلِّ سَماحِهِما المُمطِرِ |
| ويا [لإمامَين] تَبكيهما |
عيونُ الهُدى بالدَّمِ الأحمرِ |
| غَرِيبَيْنِ عاشا وليلُ الغريب |
دُموعٌ تَرقرَقُ بالمِحْجَرِ |
| وماتا بَعيدَيْن يا للشَّجا |
عن الدَّارِ والأهلِ والمعشرِ |
| فيَا لِضرائحِ آلِ النَّبيّ |
بَعُدْنَ عن الخيفِ والمِشْعَر |
| تَوَزَّعْنَ أشتاتَ في حاضرٍ |
من الأرضِ أو مَهْمَهٍ مُقْفرِ |
[الجوسق: القصر يكون داخلَ البستان،
والجعفَر هو النّهر الصّغير] |
|
| [المهمَه: الأرض البعيدة] |
|