الملف

الملف

13/03/2013

من أدعيةِ المحدَّثة العَليمة


السَّلامُ عليك يا فاطمةُ بنتَ
رسولِ الله ورحمةُ الله وبركاته
. صلَّى الله عليك وعلى روحِكِ وبَدَنِكِ.
أَشهدُ أنّكِ مَضَيْتِ على بيّنةٍ من ربّك، وأنّ مَن سَرَّكِ فقد سَرَّ رسولَ
الله
صلّى الله عليه وآله وسلم، ومَن جَفاكِ فقد جفا رسولَ اللهِ صلّى الله عليه
وآله وسلم، ومَن آذاكِ فقد آذى رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله، ومَن وَصَلَكِ
فقد وَصَلَ رسولَ الله
صلّى الله عليه وآله، ومَن قَطَعَكِ فقد قَطَع رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم، لأنَّكِ بَِضعةٌ منه ورُوحُهُ الّتي بين جَنْبَيه، كما
قال عليه أفضل سلام الله وصلواته
.
أُشهِدُ اللهَ ورُسُلَهُ وملائكتَه أنِّي راضٍ
عمّن رضيتِ عنه، ساخطٌ على من سخطْتِ عليه، متبرِّئٌ ممَّن تبرَّأتِ منه، مُوالٍ
لمن واليتِ، معادٍ لمن عادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ أبْغضتِ، محبٌّ لِمن أَحْبَبْتِ،
وكفى بالله شهيداً وحسيباً وجازياً ومُثيباً.

من زيارتها عليها السلام.
الشيخ الصدوق- من لا يحضره الفقيه ج2 - صفحة 573 






__________________
 

هذا الملف
أدعيةُ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام

الشّيخ حسين كوراني


عندما قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله «فاطمة أُمُّ أبيها» لم يَصدر في ذلك من عاطفةٍ أبويّةٍ تتحدّثُ عن خصوصيّةٍ عائليّةٍ ترتبطُ بالتّدبير المنزليّ! فهو صلّى الله عليه وآله، وإنْ كان سيّدَ الخَلق «الرّؤوف الرّحيم» بإذن الله تعالى، إلّا أنّه «رسولٌ» لا ينطقُ عن «الهوى» والميولِ الشّخصيّة والعائليّة والرّغباتِ الخاصّة، بل يبلِّغُ عن «المرسِل». لذلك فإنّ كلَّ الحديث النّبويّ الصّادر ﴿..وَحْيٌ يُوحَى﴾ النجم:4.
يعني ما تقدّم أنّ اللهَ تعالى أمرَ نبيَّه صلّى الله عليه وآله، أن يبلّغَ الأجيالَ أنّ «فاطمة أُمُّ أبيها».
وبالتّدبُّر في الأسباب، يبدو أنّ أبرزَها ما مؤدّاه: إنْ قيلَ لكم إنّ الدّليلَ على الطّريق إلى الله «أُمُّ المؤمنين» فإنّ فاطمة أُمُّ أبيها، فَخذوا منها وعنها معالمَ دينِكم.


***

الدّينُ هو توحيدُ الله تعالى، وأبرزُ معالمِه الدّعاء. ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ..﴾ الفرقان:77. وبين أدعية المعصومين عليهم السلام كنوزُ أدعيةِ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام التي يتلهّفُ المحمّديّون لمعرفتِها والتّوفيقِ لقراءتها. لذلك كان هذا الملفّ خاصّاً بأدعيةِ الزّهراء عليها السلام.

***

يُوقنُ مَن يتتبَّعُ أدعيةَ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام أنّه لا يكادُ ينقضي العَجبُ من تَغييبِ أكثرِ هذه الكنوز التّوحيديّة الفاطميّة، عن دائرةِ التّعرُّف على عِلم الزّهراء عليها السلام، وسائرِ مقاماتِها الإلهيّة.
ولا نجدُ الإجابةَ على سببِ هذا التّغييب إلّا في الاستلابِ الثّقافيّ الذي وصلَ إلى حدِّ محاولةِ التّعرّفِ إلى المعصوم، بمعزلٍ عن البُعد الغيبيّ في شخصيّتِه الذي يُعتَبر الدّعاءُ أظهرَ دلائلِه والتّجلّيات.
وإذا لاحظنا أنّ الدّعاءَ ثمرةُ أسمى حالاتِ القُرب، وأنّ معاني حديثِ المعصوم مع الله تعالى مَنجمُ الحقائق الأرقى -ولذلك عبّر بعض العلماء عن أدعية المعصومين بـ «القرآن الصّاعد»- نَصِلُ إلى أنّ معرفتَنا بالمعصومِ تبقى ناقصةً ما لم نتدبّر في أدعيتِه ونحاول التّعرّفَ عليه من خلالها.
إنّنا مدعوّون -على الدّوام- إلى التّعمّقِ في فَهمِ ما يُمكننا فهمُه من معاني أدعيةِ الصّدّيقة الكبرى عليها السلام.

***

 


ما رُوي عنها عليها السلام من الأدعية، نوعان: الأدعية التي علّمَها إيّاها رسول الله صلّى الله عليه وآله وعُرفت باسمِها، والأدعية التي لم يُذكَر أنّها من تعليمِه صلّى الله عليه وآله، وظاهرُ السّياق أنّها أدعيةٌ أنشأَتها هي سلامُ الله عليها. ولوَفرة الأدعيةِ المستقلّة أو المقترنةِ بصلاة، فقد اقتصرتُ هنا على القسم الأوّل من أدعيتِها عليها السلام، على أملِ التّوفيق لتقديم القسم الثّاني في ملفّ عدد جُمادى الثّانية بحوله تعالى.


**

 

__________________

تسبيحُ اللهِ تَعالى
سُبْحَانَ اللهِ ذِي العِزِّ الشّامِخ


تتّضحُ أهميّةُ التّسبيحِ من قولِه تعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ طه:130.
أمّا كيفَ نسبِّح وماذا نقول، فهو ما يَنبغي الرّجوعُ فيه إلى المعصومين عليهم الصّلاة والسّلام.
ما يلي، نماذجُ من التّسبيح المَرويّ عن الصّدّيقة الكبرى الزّهراء عليها السلام.



 ( 1 )

تسبيحٌ غيرُ محدّدٍ بوقتٍ خاصّ: عن أبي سعيد المداينيّ، قال: دخلتُ على أبي عبد الله عليه السلام فقلتُ: ".." جُعِلتُ فداك، عَلِّمني تسبيحَ عليٍّ وفاطمة عليهما السلام، قال: نعم يا أبا سعيد ".." وتسبيحُ فاطمة عليها السلام:
«سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ، سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ، سُبْحانَ ذِي البَهْجَةِ وَالجَمالِ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدَّى بِالنُّورِ وَالوَقارِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّملِ فِي الصَّفا وَوَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ».
(ابن قولويه، كامل الزّيارات: ص 384)
وقد شرح المجلسيُّ الأوّل في موسوعتِه (روضة المتّقين) مفردات هذا التّسبيح كما يلي:
«سبحانَ ذي الجلال»: أي العَظَمة المعنويّة، أو الأَجَلّ ممّا يَصِفُه الواصفون. «البَاذِخ»: ذو الكبرياء. «العَظيم»: بمَعنى الجليلِ فيها، وكذا «ذو العزِّ الشّامخ»: الرّفيع. «المُنيف»: العالي. «سبحانَ ذي المُلك»: أي العظَمة أو القدرة التّامّة. «الفاخر»: النّفيس، أو يفخرُ ملكٌ على كلِّ ملكٍ بالقِدَم الذّاتيّ. «سبحانَ ذي البَهجة»: والحُسن «والجمال» بالحُسن الذّاتيّ، فإنّ ذاتَه أحسنُ الذّوات، وصفاتَه أحسنُ الصّفات، وأفعالَه أحسنُ الأفعال، بل لا مناسبةَ بينَه وبينَ غيرِه إلّا من حيث التّفهيمِ بالنّظر إلى عوامِّ الخَلق. «سبحانَ مَن تردّى بالنّور»: أي لبسَ رداءَ النّور، «والوَقار»، والحِلم، أي ينوّرُ عالمَ العَدَم بلباسِ الوجود، والضّالّين بلباسِ الهداية، و[يعفو] عن المُذنبين بالحِلم. «سبحانَ مَن يرى أثرَ النّمل» مع نهاية الخَفاء «في الصّفا»: الحجرِ الأَملَس الذي لا يظهرُ فيه شيء، يعني علمُه محيطٌ بالكليّاتِ والجزئيّات. «وَوَقْعَ الطّير»: أي موقعَه في الهواء [أو صوتَ خَفْقِ أجنحتِه].
(المجلسيّ الأوّل، روضة المتّقين: ج 5، ص 418)

( 2 )

تسبيحُ فاطمة عليها السلام في اليوم الثّالث (من كلِّ شهرٍ هجريّ)

تحتَ عنوان: «تسبيحُ النّبيّ والأئمّة عليهم الصّلاة والسّلام» أوردَ الفقيهُ القطبُ الرّاونديّ في كتابه الشّهير (الدّعوات، ص 89) تسبيحَ المعصومين عليهم السلام، لكلِّ يومٍ من أيّام الشّهر، وجاءَ فيه أنّ تسبيحَ الزّهراء عليها السلام في اليوم الثّالث من الشّهر هو ما يلي:
«سُبحانَ مَن استَنارَ بالحَوْلِ والقوّة، سبحانَ مَن احتجبَ في سَبعِ سماواتٍ فلا عَيْنَ تراه، سُبحانَ مَن أذلَّ الخلائقَ بالموت، وأعزَّ نفسَه بالحياة، سبحانَ مَن يَبقى ويَفنى كلُّ شيءٍ سِواه، سبحانَ مَن استخلصَ الحمدَ لِنَفسِه وارتضاه، سبحانَ الحيِّ العليم، سبحانَ الحليمِ الكريم، سبحانَ المَلِكِ القُدّوس، سبحانَ (العليّ) العظيم، سبحانَ الله وبِحَمدِه».
القطب الرّاونديّ، الدّعوات (عُرف بـ «سَلوة الحزين»، ص 90)


( 3 )

تسبيحُ الزّهراء عليها السلام

وهو التّسبيحُ المعروفُ المشهورُ الذي يُؤتى به بعدَ كلِّ صلاة، والرّواياتُ في فضلِه كثيرةٌ جدّاً. منها ما رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام: «تسبيحُ فاطمةَ عليها السلام في كلِّ يوم، دبر كلِّ صلاة، أحبُّ إليّ من صلاةِ ألفِ ركعةٍ في كلِّ يوم».
* قال الشّيخ الطّوسيّ: «التّعقيبُ [أذكارٌ يؤتى بها عقيب الصّلاة] مُرغَّبٌ فيه عَقيب الفرايض، والدّعاءُ فيه مَرجوٌّ [تُؤمل استجابته وتُرجى]، ولا يُترَك تسبيحُ فاطمة عليها السلام خاصّة، وهو أربعٌ وثلاثون تكبيرة، وثلاثٌ وثلاثون تحميدة، وثلاثٌ وثلاثون تسبيحة. يبدأُ بالتّكبير. ثمّ بالتّحميد. ثمّ بالتّسبيح، وفي أصحابنا مَن قدَّم التّسبيحَ على التّحميد، وكلُّ ذلك جايز».
(المبسوط: ج 1، ص117)
* وقال الشّهيد الثّاني: «ثمّ تسبِّحُ تسبيحَ الزّهراء عليها السلام، علَّمها إيّاه النّبيُّ صلّى الله عليه وآله. وقد رُوي [عن الإمام الباقر عليه السلام] أنّ: ما عُبِدَ اللهُ بشيءٍ أفضلَ منه، ولو كان شيءٌ أفضلَ منه لَنَحَلَه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله فاطمةَ عليها السلام.
وهو ثلاثٌ وثلاثون تسبيحةً، وثلاثٌ وثلاثون تحميدةً، وأربعٌ وثلاثون تكبيرةً، ويتخيّرُ بين البَدأة بالتّسبيح كما ذكرناه وبين البَدأة بالتّكبير، وكلٌّ منهما مرويّ». (الرّسائل: ج 2، ص 829)
* وقال الشّيخ البهائيّ: «..المشهورُ استحبابُ تسبيح الزّهراء عليها السلام في وقتَين؛ أحدهما بعد الصّلاة والآخر عند النّوم، وظاهر الرّواية الواردة به عند النّوم تقتضي تقديمَ التّسبيح على التّحميد، وظاهر الرّواية الصّحيحة الواردة في تسبيح الزّهراء عليها السلام على الإطلاق يقتضي تأخيرَه عنه ".." (فَيَنبغي) حملُ الثّانية على الأولى لصحّة سَندِها واعتضادِها ".." ليرتفعَ التّنافي بينَهما».
(مفتاح الفلاح: ص 213)
والنّتيجة أنّه قدّس سرّه يُفتي باستحبابِ تسبيح الزّهراء عليها السلام بالتّرتيب المعروف بعد كلّ صلاة، وقبلَ النّوم. وهو مطابقٌ لما جاء في (العروة الوثقى) -كما يأتي- ووافقَ عليه جميعُ المراجع الذين وردتْ تعليقاتُهم في هذه النّسخة. (نسخة برنامج مكتبة أهل البيت عليهم السلام - الإصدار الثّاني).
* قال السّيّد اليزديّ في (العروة الوثقى): «الظّاهرُ استحبابُه في غير التّعقيب أيضاً، بل في نفسِه، نعم هو مؤكَّدٌ فيه [في التّعقيب]، وعندَ إرادةِ النّوم لِدَفعِ الرّؤيا السّيئة، كما أنّ الظّاهر عدمُ اختصاصِه بالفرائض، بل هو مستحبٌّ عَقيب كلِّ صلاة، وكيفيّتُه: الله أكبر: أربعٌ وثلاثون مرّة، ثمّ الحمد لله ثلاثٌ وثلاثون، ثمّ سبحان الله كذلك، فمجموعُها مائة، ويجوز تقديمُ التّسبيح على التّحميد، وإنْ كان الأَولى الأوّل». [أي: تقديم التّحميد كما هو الشّائع]

***

تنبيهات


الأوّل: عند الشّكّ في عددِ تكبيراتِ تسبيحِ الزّهراء عليها السلام، أو تحميداتِه، أو تسبيحاتِه، يبني المسبِّحُ على الأقلّ إنْ لم يكن قد تجاوزَ ما شكَّ فيه، أي إنْ شكَّ -مثلاً- في التّكبير وهو لم يتجاوزه بعدُ إلى التّحميد، يبني على الأقلّ ويُكمِلُ العددَ المطلوب، أمّا إنْ كان قد تجاوزَ المحلَّ فيَبني على أنّه قد جاءَ بالعددِ المطلوب، أمّا إنْ وجدَ أنّه قد زادَ على العددِ المطلوب فإنّه يرفعُ اليدَ عن الزّائد، أي كأنّه ألغاه، وينوي أنّه لم يُرِد غيرَ العددِ المطلوب. قال السّيّدُ اليزديّ في (العروة الوثقى) ووافقَه المراجع: «إذا شكَّ في عدد التّكبيرات أو التّسبيحات أو التّحميدات بنى على الأقلّ إنْ لم يتجاوز المحلّ، وإلّا بنى على الإتيانِ به، وإنْ زادَ على الأعدادِ بَنى عليها، ورفعَ اليدَ عن الزّائد».
الثّاني: للحصول على مزيدِ الثّواب، يُستحبُّ أن يتّخذَ المؤمنُ سبحةً من طينِ قبرِ سيّد الشّهداء عليه السلام [أي تراب القبر الشّريف]، ولكن ينبغي التّنبُّه لعدمِ تعريض التّربة المباركة للإهانة من خلال وضعِها في الجيب أو المحفظة بطريقة تُعرِّضُها لما لا يليق، والتّنبُّه كذلك لأهميّة الكَوْن على طهارة حين ملامسةِ السّبحة من هذه التّربة، ولتحقيقِ ذلك يناسبُ أن يقتصرَ التّسبيحُ بهذه السُّبحة على الأوقات والأماكن التي يُمكن فيها مراعاةُ حرمةِ التّربة الشّريفة.
حولَ أصل هذا الاستحباب، جاء في (العروة الوثقى): «يستحبُّ أن تكون السّبحةُ بطينِ قبر الحسين صلوات الله عليه، وفي الخبر أنّها تسبِّحُ إذا كانت بِيَدِ الرَّجل من غير أن يسبِّح، ويُكتَب له ذلك التّسبيحُ وإنْ كان غافلاً».
الثّالث: بعدَ الكلام حولَ تسبيحِ فاطمة عليها السلام: قالَ الشّيخُ المفيد عليه الرّحمة في (المُقنعة): «وتستغفرُ اللهَ بعد ذلك بما تيسّر، وتصلّي على محمّدٍ وآلِه، وتدعو فتقول: أللَّهُمَّ انْفَعْنا بِالعِلْمِ، وَزَيِّنَّا بِالحِلْمِ، وجَمِّلْنا بِالعافيةِ، وَكَرِّمْنا بِالتَّقْوى، إنَّ وَليّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتابَ وَهُو يَتَولّى الصّالِحينَ».
(المجلسيّ، بحار الأنوار: ج 83، ص 51)




 

 

..تهاونَ بصلاتِه من الرِّجال والنّساء

عن سيّدة النِّساء فاطمة عليها السلام، أنّها سألتْ أباها محمّداً صلّى الله عليه وآله فقالت:
«يا أبَتاه، ما لِمَن تهاوَنَ بِصَلاتِهِ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ؟».
قال: «يا فاطِمَة، مَن تَهاوَنَ بِصَلاتِهِ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ ابتَلاهُ اللهُ بِخَمسَ عَشَرَةَ خِصلَةً: سِتٌّ مِنها في دارِ الدُّنيا، وثَلاثٌ عِندَ مَوتِهِ، وثَلاثٌ في قَبرِهِ، وثَلاثٌ فِي القيامَةِ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ.
* أمَّا اللَّواتي تُصيبُهُ في دارِ الدُّنيا: فَالأُولى يَرفَعُ اللهُ البَرَكَةَ مِن عُمرِهِ، ويَرفَعُ اللهُ البَرَكَةَ مِن رِزقِهِ، ويَمحُو اللهُ عزَّ وجلَّ سيماءَ الصّالِحينَ مِن وَجهِهِ، وكُلُّ عَمَلٍ يَعمَلُهُ لا يُؤجَرُ عَلَيهِ، ولا يَرتَفِعُ دُعاؤُهُ إلَى السَّماءِ، والسّادِسَةُ لَيسَ لَهُ حَظٌّ في دُعاءِ الصّالِحينَ.
* وأمَّا اللَّواتي تُصيبُهُ عِندَ مَوتِهِ فَأَوَّلُهُنَّ أنَّهُ يَموتُ ذَليلاً، والثّانيَةُ يَموتُ جائِعاً، والثّالِثَةُ يَموتُ عَطشاناً؛ فَلَو سُقيَ مِن أنهارِ الدُّنيا لم يُروَ عَطَشُهُ.
* وأمَّا اللَّواتي تُصيبُهُ في قَبرِهِ: فَأَوَّلُهُنَّ يُوَكِّلُ اللهُ بِهِ مَلَكًا يزعجُهُ في قَبرِهِ، والثّانيَةُ يُضَيِّقُ عَلَيهِ قَبرَهُ، والثّالِثَةُ تَكونُ الظُّلمَةُ في قَبرِهِ.
* وأمَّا اللَّواتي تُصيبُهُ يَومَ القيامَةِ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ: فَأَوَّلُهُنَّ أن يُوَكِّلَ اللهُ بِهِ مَلَكًا يَسحَبُهُ عَلى وَجهِهِ والخَلائِقُ يَنظُرونَ إلَيهِ، والثّانيَةُ يُحاسَب حِساباً شَديداً، والثّالِثَةُ لا يَنظُرُ اللهُ إلَيهِ ولا يُزَكّيهِ ولَهُ عَذابٌ أليمٌ».
(السيّد ابن طاوس، فلاح السائل: ص 22)


 

___________________




دعاءُ التّحرُّز من الآفات، والتّعَوُّذ من الهَلَكات

الدّعاءُ الكاملُ المعروف بـ «دعاء الحَريق»


* عن الإمام السّجّاد عليه السلام: «سِرٌّ من سِرِّ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله أَتَى بِه جبرئيلُ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله فعلَّمَه عليّاً عليه السلام، وابنتَه فاطمة عليها السلام، وتَوارَثناه عن آبائنا، وهو الدّعاءُ الكاملُ الذي مَن قدَّمَه أمامَه في كلِّ يومٍ، وكَّلَ اللهُ عزّ وجلَّ به مائةَ ألفِ مَلَكٍ يَحفظونَه في مالِه ونفسِه ووُلدِه ".." وأهلِ عنايتِه..».
* قال الكفعميّ في كتابَيه (المصباح، والبلد الأمين): «إنّما سُمِّي هذا الدّعاءُ بدعاءِ الحريق، لِما رُوِيَ عن الصّادق عليه السلام، قال: سمعتُ أبي محمّدَ بنَ عليٍّ الباقر عليه السلام يقول: كنتُ مع أبي عليِّ بنِ الحسين عليهما السلام بـ "قبا" يعودُ شيخاً من الأنصار، إذ أَتى أبي عليه السلام آتٍ وقالَ له: إلْحَقْ دارَك، فقَد احترَقَتْ، فقال عليه السلام: لَم تَحتَرِق..».
* تقدّم «شعائر» هذه الرّواية حولَ الدّعاء، بلفظِ «المجلسيّ» (بحار الأنوار: ج 92، ص 204)، مصحّحاً على (الثّاقب في المناقب، ص 138) لابن حمزة الطّوسيّ، و(البحار: ج 46، ص 285)، والدّعاء بلفظِ «الكفعميّ» في (البلد الأمين)، وهما كما يلي:




قال المجلسيّ رحمه الله:
«الكتابُ العتيقُ الغَرويّ: دعاء التّحرُّز من الآفات، والتّعوُّذ من الهَلَكات:
قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد المَروزيّ: حدّثني عمارة بن زيد، قال: حدّثني عبد الله بن العلاء، عن جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام ".." قال: كنتُ مع أبي [الإمام الباقر عليه السلام] محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام، وبيننا قومٌ من الأنصار، إذ أتاه آتٍ فقالَ له: إلْحَق فقد احترقت دارُك، فقال: يا بُنَيّ، ما احترَقَتْ، فذهبَ ثمّ لم يلبثْ أن عادَ فقال: قَد واللهِ احترقتْ دارُك، فقال: يا بُنَيّ، واللهِ ما احترقتْ، فذهب، ثمّ لم يلبث أن عادَ ومعَه جماعةٌ من أهلِنا وموالينا يبكون ويقولون لأبي: قد احترقتْ دارُك، فقال: كلّا، واللهِ ما احترقتْ ولا كذبتُ (ولا كُذِبت)، (وإنّي لَأَوْثَقُ بما في يدي منكم لِما أخبَرَ به أعينُكم).
وقام أبي وقمتُ معه حتّى انتهوا إلى منازلِنا، والنّارُ مشتعلةٌ عن أيمانِ منازلِنا وعن شمالِها، ومن كلِّ جانبٍ منها، ثمَّ عدلَ إلى المسجدِ فخرَّ ساجداً وقال في سجودِه: وعزَّتِك وجلالِك، لا رفعتُ رأسي من سجودي (حتّى تُطفيها)، قال [الصّادق عليه السلام]: فَوَاللهِ ما رفعَ رأسَه حتّى طُفِئَت، (وصارَ إلى دارِه وقد) احترقَ ما حولَها، وسَلِمَت منازلُنا.
قال: فقلتُ: يا أبه، جُعِلتُ فداك، أيّ شيءٍ هذا؟ قال: يا بنيّ، إنّا نتوارثُ من عِلم رسولِ الله عليه السلام كنزاً هو خيرٌ من الدّنيا وما فيها، ومن المال والجواهر، وأعزّ [من] الجمهور والسّلاح والخَيل والعدَد.
فقلت: يا أبه، جُعِلتُ فداك، وما هو؟ قال: سِرٌّ من سرِّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، أتى جبرئيلُ محمّداً عليه السلام، وعلّمَه محمّدٌ عليّاً أخاه، وفاطمة عليها السلام، وتَوارثناه عن آبائنا، وهو الدّعاءُ الكاملُ الذي مَن قدّمه أمامَه في كلِّ يومٍ وكَّلَ اللهُ عزّ وجلّ به مائةَ ألفِ مَلَكٍ يحفظونه في مالِه ونفسِه ووُلدِه وجَسَدِه وأهلِ عنايتِه، من الغرَق والحَرَق والسّرَق والهَدم والخَسف والقَذف، وزُجِرَ عنه الشّيطان، ولا يحلُّ به سحرُ ساحر، ولا كيدُ كائد، ولا حسدُ حاسد، وكان في أمانِ الله عزّ وجلّ، وأعطاه اللهُ ثوابَ ألف صِدِّيق، فإنْ ماتَ من يومِه دخلَ الجنّة إن شاء اللهُ تعالى.
قلتُ: يا أبَه، جعلني اللهُ فداك، عَلِّمنِيه، قال: نعم، احتَفظ به ولا تُعلِّمه إلّا لِمَن تثقُ به، فإنّه دعاءٌ لا يُسألُ الله عزّ وجلّ شيئاً إلّا أعطاه قائلَه، يا بنيّ إذا أصبحتَ قل..»، وأَوْردَ الدّعاء، الذي سأُوردُه هنا نقلاً عن (البلد الأمين) للكفعميّ رحمه الله تعالى، مُصحّحاً على (مصباح المتهجّد) للشّيخ الطّوسيّ.

***

دعاءُ الحريق، برواية الكفعميّ في (البلد الأمين)


قال الكفعميّ في (البلد الأمين): «ويُستحبُّ أن تدعو بدعاءِ عليّ بن الحسين عليه السلام من الصّحيفة، وقد ذكرناه في هذا الكتاب في محلّه منها، وهو دعاؤه في الصّباح، أوّلُه: الحمدُ للهِ الذي خلقَ اللّيلَ والنّهارَ بقوّتِه، إلى آخره، ثمّ تدعو بدعاءِ الكامل، المعروف بدعاءِ الحَريق:
أَللَّهُمَّ إِنّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكَّانَ سَبْعِ سَماواتِكَ وَأَرَضيكَ، وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ وَوَرَثَةَ أَنْبِيائكَ وَرُسُلِكَ، وَالصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكَ وَجَميعَ خَلْقِكَ، فَاشْهَدْ لي وَكَفى بِكَ شَهيداً، أَنّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْمَعْبُودُ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِمَّا دُونَ عَرْشِكَ إِلى قَرارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ السُّفْلى باطِلٌ مُضْمَحِلٌّ ما خَلا وَجْهَكَ الْكَريمَ، فَإِنَّهُ أَعَزُّ وَأَكْرَمُ وَأَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَصِفَ الْواصِفُونَ كُنْهَ جَلالِهِ، أَوْ تَهْتَدِيَ الْقُلُوبُ إِلى كُنْهِ عَظَمَتِهِ. يا مَنْ فاقَ مَدْحَ الْمادِحينَ فَخْرُ مَدْحِهِ، وَعَدا وَصْفَ الْواصِفينَ مَآثِرُ حَمْدِهِ، وَجَلَّ عَنْ مَقالَةِ النَّاطِقينَ تَعْظيمُ شَأْنِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَهْلَ التَّقْوى وَأَهْلَ الْمَغْفِرَةِ. ثلاثاً
ثمّ تقول: لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ما شاءَ اللهُ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيي، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. إحدى عشرة مرة
ثم تقول: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ما شاءَ اللهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْحَليمِ الْكَريمِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْحَقِّ الْمُبينِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِلْءَ سَماواتِهِ وَأَرَضيهِ، وَعَدَدَ ما جَرى بِهِ قَلَمُهُ وَأَحْصاهُ كِتابُهُ وَمِدادُ كَلِماتِهِ وَرِضا نَفْسِهِ. إحدى عشرة مرة
ثم قل: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ الْمُبارَكينَ، وَصَلِّ عَلى جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَإِسْرافيلَ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعينَ، وَالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى مَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوانِهِ، وَصَلِّ عَلى رِضْوانَ وَخَزَنَةِ الْجِنانِ، وَصَلِّ عَلى مالِكٍ وَخَزَنَةِ النّيرانِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَالسَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ، وَالْحَفَظَةِ لِبَني آدَمَ، وَصَلِّ عَلى مَلائِكَةِ الْهَواءِ وَالسَّماواتِ الْعُلى، وَمَلائِكَةِ الْأَرَضينَ السُّفْلى، وَمَلائِكَةِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَالْأَرْضِ وَالْأَقْطارِ، وَالْبِحارِ وَالْأَنْهارِ، وَالْبَراري وَالْفَلَواتِ وَالْقِفارِ، وَصَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ الَّذينَ أَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِتَسْبيحِكَ وَتَقْديسِكَ وَعِبادَتِكَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى أَبينا آدَمَ، وَأُمِّنا حَوَّاءَ وَما وَلَدا مِنَ النَّبيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَلى أَصْحابِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَعَلى أَزْواجِهِ الْمُطَهَّراتِ، وَعَلى ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى كُلِّ نَبِيٍّ بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ، وَعَلى كُلِّ نَبِيٍّ وَلَدَ مُحَمَّداً، وَعَلى كُلِّ مَنْ في صَلَواتِكَ عَلَيْهِ رِضىً لَكَ وَرِضىً لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ. أَللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْوَسيلَةَ وَالْفَضْلَ، وَالْفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَأَعْطِهِ حَتَّى يَرْضى، وَزِدْهُ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَمَرْتَنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما يَنْبَغي لَنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ في صَلاةٍ صُلِّيَتْ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَبِعَددِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَلَفْظَةٍ وَلَحْظَةٍ وَنَفَسٍ وَصِفَةٍ وَسُكُونٍ وَحَرَكَةٍ مِمَّنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَمِمَّنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَبِعَدَدِ ساعاتِهِمْ وَدَقائِقِهِمْ، وَسُكُونِهِمْ وَحَرَكاتِهِمْ، وَحَقائِقِهِمْ وَميقاتِهِمْ، وَصِفاتِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ، وَشُهُورِهِمْ وَسَنَتِهِمْ، وَأَشْعارِهِمْ وَأَبْشارِهِمْ، وَبِعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ما عَمِلُوا، أَوْ يَعْمَلُونَ، أَوْ كانَ مِنْهُمْ، أَوْ يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَكَأَضْعافِ ذلِكَ أَضْعافاً مُضاعَفَةً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ ما خَلَقْتَ، وَما أَنْتَ خالِقُهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، صَلاةً تُرْضيهِ.
أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ وَالشُّكْرُ، وَالْمَنُّ وَالْفَضْلُ، وَالطَّوْلُ وَالْخَيْرُ، وَالْحُسْنى وَالنِّعْمَةُ، وَالْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَالْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ، وَالْقَهْرُ وَالسُّلْطانُ، وَالْفَخْرُ وَالسُّؤْدَدُ، وَالْامْتِنانُ وَالْكَرَمُ، وَالْجَلالُ وَالْخَيْرُ، وَالتَّوْحيدُ وَالتَّمْجيدُ، وَالتَّحْميدُ وَالتَّهْليلُ وَالتَّكْبيرُ وَالتَّقْديسُ، وَالرَّحْمَةُ وَالْمَغْفِرَةُ، وَالْكِبْرِياءُ وَالْعَظَمَةُ، وَلَكَ ما زَكى وَطابَ وَطَهُرَ مِنَ الثَّناءِ الطَّيِّبِ، وَالْمَديحِ الْفاخِرِ، وَالْقَوْلِ الْحَسَنِ الْجَميلِ الَّذي تَرْضى بِهِ عَنْ قائِلِهِ، وَتُرْضِيَ بِهِ قائِلَهُ وَهُوَ رِضًى لَكَ، يَتَّصِلُ حَمْدي بِحَمْدِ أَوَّلِ الْحامِدينَ، وَثَنائي بِثَناءِ أَوَّلِ الْمُثْنينَ عَلى رَبِّ الْعالَمينَ، مُتَّصِلاً ذلِكَ بِذلِكَ، وَتَهْليلي بِتَهْليلِ أَوَّلِ الْمُهَلِّلينَ، وَتَكْبيري بِتَكْبيرِ أَوَّلِ الْمُكَبِّرينَ، وَقَوْلِيَ الْحَسَنُ الْجَميلُ بِقَوْلِ أَوَّلِ الْقائِلينَ الْمُجْمِلينَ الْمُثْنينَ عَلى رَبِّ الْعالَمينَ، مُتَّصِلاً ذلِكَ بِذلِكَ، مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ. وَبِعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَالرِّمالِ وَالتِّلالِ وَالْجِبالِ، وَعَدَدِ جُرَعِ ماءِ الْبِحارِ، وَعَدَدِ قَطْرِ الْأَمْطارِ، وَوَرَقِ الْأَشْجارِ، وَعَدَدِ النُّجُومِ، وَعَدَدِ الثَّرى وَالْحَصى وَالنَّوى وَالْمَدَرِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذلِكَ كُلِّهِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَما تَحْتَهُنَّ، وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما فَوْقَهُنَّ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ إِلى قَرارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ السُّفْلى. وَبِعَدَدِ حُرُوفِ أَلْفاظِ أَهْلِهِنِّ، وَعَدَدِ أَزْمانِهِمْ وَدَقائِقِهِمْ وَشَعائِرِهِمْ وَساعاتِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ، وَشُهُورِهِمْ وَسِنيّهِمْ [سِنينهم]، وَسُكُونِهِمْ وَحَرَكاتِهِمْ، وَأَشْعارِهِمْ وَأَبْشارِهِمْ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ما عَمِلُوا أَوْ يَعْمَلُونَ أَوْ بَلَغَهُمْ أَوْ رَأَوْا أَوْ ظَنُّوا أَو فَطِنُوا أَوْ كانَ مِنْهُمْ أَوْ يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ذلِكَ وَأَضْعافِ ذلِكَ، وَكَأَضْعافِ ذلِكَ أَضْعافاً مُضاعَفَةً لا يَعْلَمُها وَلا يُحْصيها غَيْرُكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَأَهْلُ ذلِكَ أَنْتَ، وَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ مِنّي وَمِنْ جَميعِ خَلْقِكَ يا بَديعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. أَللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْناكَ، وَلا مَعَكَ إِلهٌ فَيَشْرَككَ في رُبُوبِيَّتِكَ، وَلا مَعَكَ إِلهٌ أَعانَكَ عَلى خَلْقِنا، أَنْتَ رَبُّنا كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ.

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ، وَأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ، وَأَفْضَلَ ما أَنْتَ مَسْؤُولٌ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ. أُعيذُ أَهْلَ بَيْتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَنَفْسي وَديني وَذُرِّيَّتي وَمالي وَوُلَدي وَأَهْلي وَقَراباتي وَأَهْلَ بَيْتي، وَكُلَّ ذي رَحِمٍ لي دَخَلَ فِي الْإِسْلامِ، أَوْ يَدْخُلُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَحُزانَتي وَخاصَّتي، وَمَنْ قَلَّدَني دُعاءً أَوْ أَسْدى إِلَيَّ يَداً، أَوْ رَدَّ عَنّي غِيبَةً، أَوْ قالَ فِيَّ خَيْراً، أَوِ اتَّخَذْتُ عِنْدَهُ يَداً أَوْ صَنيعَةً، وَجيراني وَإِخْواني مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، بِاللهِ وَبِأَسْمائِهِ التَّامَّةِ الْعامَّةِ، الشَّامِلَةِ الْكامِلَةِ الطَّاهِرَةِ، الْفاضِلَةِ الْمُبارَكَةِ الْمُتَعالِيَةِ، الزَّاكِيَةِ الشَّريفَةِ الْمَنيعَةِ، الْكَريمَةِ الْعَظيمَةِ الْمَخْزُونَةِ الْمَكْنُونَةِ الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ، وَبِأُمِّ الْكِتابِ وَخاتِمَتِهِ، وَما بَيْنَهُما مِنْ سُورَةٍ شَريفَةٍ، وَآيَةٍ مُحْكَمَةٍ، وَشِفاءٍ وَرَحْمَةٍ، وَعَوْذَةٍ وَبَرَكَةٍ، وَبِالتَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ وَصُحُفِ إِبْراهيمَ وَمُوسى، وَبِكُلِّ كِتابٍ أَنْزَلَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ حُجَّةٍ أَقامَهَا اللهُ، وَبِكُلِّ بُرْهانٍ أَظْهَرَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ نُورٍ أَنارَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ آلاءِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ، أُعيذُ وَأَسْتَعيذُ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخافُ وَأَحْذَرُ، وَمِنْ شَرِّ ما رَبّي مِنْهُ أَكْبَرُ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَالشَّياطينِ وَالسَّلاطينِ، وَإِبْليسَ وَجُنُودِهِ وَأَشْياعِهِ وَأَتْباعِهِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي النُّورِ وَالظُّلْمَةِ، وَمِنْ شَرِّ ما دَهَمَ أَوْ هَجَمَ أَوْ أَلَمَّ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ غَمٍّ وَهَمٍّ وَآفَةٍ وَنَدَمٍ وَنازِلَةٍ وَسَقَمٍ، وَمِنْ شَرِّ ما يَحْدُثُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَتَأْتي بِهِ الْأَقْدارُ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي الْأَرَضينَ وَالْأَقْطارِ وَالْفَلَواتِ وَالْقِفارِ، وَالْبِحارِ وَالْأَنْهارِ، وَمِنْ شَرِّ الْفُسَّاقِ وَالْفُجَّارِ وَالْكُهَّانِ وَالسُّحَّارِ وَالْحُسَّادِ وَالذُّعَّارِ [الذين يخوّفون النّاسَ ويُذعرونهم] وَالْأَشْرارِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ، وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَما يَعْرُجُ فيْها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ. وَأَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحُزْنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَمِنْ ضَلَعِ الدَّيْنِ [أي ثقلِه وكثرَتِه] وَغَلَبَةِ الرِّجالِ، وَمِنْ عَمَلٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ عَيْنٍ لا تَدْمَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ، وَمِنْ نَصيحَةٍ لا تَنْجَعُ [لا تؤثِّر فتَشفي]، وَمِنْ صَحابَةٍ لا تَرْدَعُ، وَمِنْ إِجْماعٍ عَلى نُكْرٍ، وَتَوَدُّدٍ عَلى خُسْرٍ، أَوْ تَواخُذٍ [مطالبة بشيء] عَلى خُبْثٍ، وَمِمَّا اسْتَعاذَ مِنْهُ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَالْأَنْبِياءُ الْمُرْسَلُونَ، وَالْأَئِمَّةُ الْمُطَهَّرُونَ، وَالشُّهَداءُ وَالصَّالِحُونَ، وَعِبادُكَ الْمُتَّقُونَ.
وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَني مِنَ الْخَيْرِ ما سَأَلُوا، وَأَنْ تُعيذَني مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعاذُوا، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُون.
بِسْمِ اللهِ عَلى أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِسْمِ اللهِ عَلى نَفْسي وَديني، بِسْمِ اللهِ عَلى أَهْلي وَمالي، بِسْمِ اللهِ عَلى كُلِّ شَيْءٍ أَعْطاني رَبّي، بِسْمِ اللهِ عَلى أَحِبَّتي وَوُلَدي وَقَراباتي، بِسْمِ اللهِ عَلى جيراني وَ إِخْواني، وَمَنْ قَلَّدَني دُعاءً، أَوِ اتَّخَذَ عِنْدي يَداً، أَوِ ابْتَدَأَ إِلَيَّ بِرّاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، بِسْمِ اللهِ عَلى ما رَزَقَني رَبّي وَيَرْزُقُني، بِسْمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصِلْني بِجَميعِ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْ تَصِلَهُمْ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَاصْرِفْ عَنّي جَميعَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْ تَصْرِفَهُ عَنْهُمْ مِنَ السُّوءِ وَالرَّدَى، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَوَلِيُّهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ فَرَجَهُمْ وَفَرَجي، وَفَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَهْمُومٍ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني نَصْرَهُمْ، وَأَشْهِدْني أَيَّامَهُمْ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَاجْعَلْ مِنْكَ عَلَيْهِمْ واقِيَةً حَتَّى لا يُخْلَصَ إِلَيْهِمْ إِلّا بِسَبيلِ خَيْرٍ، وَعَلَيَّ مَعَهُمْ، وَعَلى شيعَتِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ، وَعَلى أَوْلِيائِهِمْ، وَعَلى جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَمِنَ اللهِ وَإِلَى اللهِ، وَلا غالِبَ إِلّا اللهُ، ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ، حَسْبِيَ اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَأُفَوِّضُ أَمْري إِلَى اللهِ، وَأَلْتَجِئُ إِلَى اللهِ، وَبِاللهِ أُحاوِلُ وَأُصاوِلُ، وَأُكاثِرُ وَأُفاخِرُ، وَأَعْتَزُّ وَأَعْتَصِمُ. عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابُ. لا إِلهَ إِلّا اللهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ عَدَدَ الثَّرى وَالنُّجُومِ، وَالْمَلائِكَةِ الصُّفُوفِ. لا إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ. لا إِلهَ إِلّا اللهُ سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ
».
أضاف "الكفعميّ" في (البلد الأمين): «وممّا خرجَ عن صاحبِ الزّمان عليه السلام زيادةٌ في هذا الدّعاء إلى محمّد بن الصّلت القمّيّ:
أَللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالْأَنْبِياءِ الْمُرْسَلينَ، أَنْتَ إِلهُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَإِلهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا إِلهَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَجَبَّارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا جَبَّارَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ خالِقُ مَنْ فِى السَّماءِ، وَخالِقُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا خالِقَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ حَكَمُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَحَكَمُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا حَكَمَ فيهِما غَيْرُكَ.
أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنيرِ، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي يَصْلُحُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً حينَ لا حَيَّ، وَيا مُحْيِيَ الْمَوْتى، وَيا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ، رِزْقاً واسِعاً حَلالاً طَيِّباً، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ غَمٍّ وَكُلَّ هَمٍّ، وَأَنْ تُعْطِيَني ما أَرْجُوهُ وَآمُلُهُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ
».


توضيحات حولَ «الدّعاء الكامل» المعروف بدُعاء الحريق

وردَ هذا الدّعاء في كتاب (صحيفة الزّهراء عليها السلام)، بعنوان: «دعاؤها في الصّباح والمساء، المعروف بدُعاء الحريق»، وبالرّجوعِ إلى المصادر نجدُ ما يلي:
1- أوردَ الشّيخُ الطّوسيّ هذا الدّعاء باسم «الدّعاءُ الكاملُ المعروف بِدُعاء الحريق»، من دون نسبتِه إلى الزّهراء عليها السلام، في (مصباح المتهجد، ص 220) ضمنَ تعقيباتِ صلاة الصّبح. قال قدس سره: «دعاءٌ آخر: من روايةِ معاوية بن عمّار في أعقابِ الصّلوات، وتقولُ بعدَ الفجر..». إلى أن قال: «ثمّ تدعو بدُعاءِ الكاملِ المعروف بدُعاء الحريق، فتقول: أللّهُمّ إنّي أصبحتُ..»، إلى آخرِ الدّعاء.
2- وأوردَه الكفعميّ في كتابَيه (المصباح، ص72) باسمِ الدّعاء المعروف بدُعاء الحريق، وفي (البلد الأمين، ص 55) قال: «ثمّ تدعو بدُعاء الكامل المعروف بدُعاء الحريق»، وقد أوردَه الكفعميّ في الكتابَين، أيضاً ضمنَ تعقيباتِ الصّلاة.
3- وأوردَ الشّيخُ البهائيّ في (مفتاح الفلاح، ص 61) الفقرة الأولى منه إلى «أهلِ التّقوى وأهل المغفرة - ثلاثاً»، من دونِ ذِكر أيّ اسمٍ له. [تأتي ملاحظة من العلّامة المجلسيّ حولَ أنّ البعض تصوّر أنّ الدّعاء ينتهي عند هذه العبارة]
4- أوردَه المجلسيّ في (بحار الأنوار: ج 92، ص 204) نقلاً عن كتابَي الكفعميّ [أي البلد الأمين، والمصباح]، بالاسم الذي وردَ فيهما، وعن (الكتاب الغَرويّ العتيق) باسم: «دعاء التحرُّز من الآفات، والتّعوُّذ من الهَلَكات»، وأوردَ المجلسيّ عن هذه المصادر الثّلاثة روايةً عن الإمام الصّادق عليه السلام، جاءَ فيها عظيمُ فضائلِ هذا الدّعاء الذي علّمَه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله لأمير المؤمنين والزّهراء عليهما السلام، وَوَرِثَه عنهما أهلُ البيت عليهم السلام، ولم يُورد الشّيخ الطّوسيّ ولا الشّيخ البهائيّ هذه الرّواية.
5- قال العلّامة المجلسيّ رحمه الله: «بيان: فَهِمَ بعضُ الأصحاب أنّ دعاءَ الحريق ينتهي عند قوله: (وأهل المغفرة) ثلاثاً - ويُحتَمل أن يكون الجميعُ منه، إلى قوله: إنّي كنتُ من الظّالمين».
6- وقال المجلسيُّ أيضاً: «قالَ الكفعميّ في كتابَيه: إنّما سُمِّيَ هذا الدّعاء بدُعاء الحريق، لِما رُوِيَ عن الصّادق عليه السلام، قال: سمعتُ أبي..»، وأوردَ المجلسيّ عن الكفعميّ الرّواية كما تقدّمت، ولم أجد الرّواية في (البلد الأمين)، نعم وجدتُها في هامش (المصباح، ص 72) وليس في ما وجدتُه: "إنّما سُمِّيَ هذا الدّعاء بدُعاء الحريق، لِما رُوِيَ..". بَل يبدأ ما أوردَه الكفعميّ بحسبِ هذه النّسخة من (المصباح) بقوله: "عن الصّادق عليه السلام..".
7- قال المجلسيّ أيضاً: «أقول: وَوجدتُ هذا الدّعاء مسنَداً في كتابٍ عتيقٍ من أصولِ أصحابنا بالشّرحِ الذي ذكرَه الكفعميّ رضوان الله عليه إلى قولِه: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم)، ولم يذكر ما بعدَه».


____________




يا اللهُ يا أعزَّ مَذكور

لا يدعو به أحدٌ إلّا استُجيبَ له
 

قال النّبيّ صلّى الله عليه وآله للزّهراء عليها السلام: «يا فاطمة، ألا أُعلِّمُكِ دعاءً لا يدعو به أحدٌ إلّا استُجيب له، ولا يحيكُ [يؤثّر] في صاحبِه سمٌّ ولا سحرٌ، ولا يَعرض له شيطانٌ بسوء، ولا تُرَدُّ له دعوة، وتُقضى حوائجُه كلُّها، التي يرغب إلى الله فيها؛ عاجلها وآجلها؟ فقالت عليها السلام: أجل يا أَبَه، لَهذا واللهِ، أحبُّ إليَّ من الدّنيا وما فيها».
ما يلي، نَصُّ الرّواية المتضمّنة لهذا الدّعاء، تقدّمه «شعائر» من كتاب (دلائل الإمامة) للطّبريّ الشّيعيّ (من أعلام القرن الخامس الهجريّ).


قال الطّبريّ في (دلائل الإمامة):
حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر العلويّ الحسنيّ، قال: حدّثني موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسنِ بن الحسنِ بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جدِّه الحسنِ بن عليّ، عن أمِّه فاطمة بنتِ رسولِ الله عليهم السلام، قالت: قال لي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: يا فاطمة، ألا أُعلِّمُكِ دعاءً لا يدعو به أحدٌ إلّا استُجيب له، ولا يحيكُ [يؤثّر] في صاحبِه سمٌّ ولا سحرٌ، ولا يَعرض له شيطانٌ بسوء، ولا تُرَدُّ له دعوة، وتُقضى حوائجُه كلُّها، التي يرغب إلى الله فيها؛ عاجلها وآجلها؟
قلتُ: أجل يا أَبَه، لَهذا واللهِ، أحبُّ إليَّ من الدّنيا وما فيها. قال: تقولين:
يا اللهُ، يا أَعَزَّ مَذْكُورٍ وأَقْدَمَهُ قِدَماً في العِزَّةِ والجَبَروتِ، يا اللهُ، يا رَحِيمَ كُلِّ مُسْتَرْحِمٍ، ومَفْزَعَ كُلِّ مَلْهُوفٍ، يا اللهُ، يا راحِمَ كُلِّ حَزِينٍ يَشْكُو بَثََّهُ وَحُزْنَهُ إِلَيْهِ، يا اللهُ، يا خَيْرَ مَنْ طُلِبَ المَعْرُوفُ مِنْهُ وأَسْرَعََهُ إعْطَاءً، يا اللهُ، يا مَنْ تَخَافُ المَلائِكَةُ المُتَوَقِّدَةُ بِالنُّورِ مِنْهُ، أَسْأَلُكَ بِالأَسْمَاءِ الَّتي يَدْعوكَ بِها حَمَلَةُ عَرْشِكَ ومَن حَوْلَ عرشِكَ، يُسَبِّحُونَ بِها شَفَقَةً مِنْ خَوْفِ عَذابِكَ، وبِالأَسْماءِ الَّتِي يَدْعُوكَ بِها جَبْرَئِيلُ ومِيكائِيلُ وإِسْرافِيلُ إلَّا أَجَبْتَني وكَشَفْتَ يا إلَهي كُرْبَتِي، وسَتَرْتَ ذُنُوبِي. يَا مَنْ يَأْمُرُ بِالصَّيْحَةِ فِي خَلْقِهِ فَإذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ [يُحشَرون]، أَسْأَلُكَ بِذَلِكَ الإِسْمِ الَّذي تُحْيِي بِهِ العِظَامَ وَهِيَ رَميمٌ، أنْ تُحيِي قَلْبِي، وَتَشْرَحَ صَدْري، وَتُصْلِحَ شَأْنِي. يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالبَقَاءِ، وَخَلَقَ لِبَرِيَّتِهِ المَوْتَ والحَياةَ، يَا مَنْ فِعْلُهُ قَوْلٌ، وَقَوْلُهُ أَمْرٌ، وَأَمْرُهُ مَاضٍ علَى ما يَشَاءُ.
أَسْأَلُكَ بالإسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ خَلِيلُكَ حينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، فاسْتَجَبْتَ لَهُ وقُلْتَ: (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، وبِالإسْمِ الَّذي دَعَاكَ بِهِ مُوسَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ فاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ، وبالإسْمِ الَّذِي كَشَفْتَ بِهِ عَنْ أَيُّوبَ الضُرَّ، وَتُبْتَ بِهِ عَلى دَاوُدَ، وسَخَّرْتَ بِهِ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ والشَّيَاطِينَ، وعَلّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وبِالإسِمِ الَّذِي وَهَبْتَ بِهِ لِزَكَرِيَّا يَحْيَى، وخَلَقْتَ عِيسَى مِنْ رُوحِ القُدسِ مِنْ غَيِرِ أَبٍ، وبِالإسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ العَرْشَ والكُرْسِيّ، وبِالإِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الرَّوْحانِيّينَ، وبِالإِسْمِ الَّذي خَلَقْتَ بِهِ الجِنَّ والإِنْسَ، وبِالإِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ جَمِيعَ الخَلْقِ وَجَمِيعَ مَا أَرَدْتَ مِنْ شَيْءٍ، وبِالإسْمِ الَّذِي قَدرْتَ بِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، أَسْأَلُكَ بِهَذِهِ الأَسْماءِ لَمَّا أَعْطَيْتَني سُؤْلي، وَقَضَيْتَ بِهَا حَوَائِجِي.
فإنّه يُقال لكِ: يا فاطِمَة، نَعَمْ، نَعَمْ.
* أوردَ هذا الدّعاء، السّيّدُ ابنُ طاوس في (مُهَج الدّعوات، ص 140) باختلافٍ يسيرٍ عمّا أوردناه هنا من (دلائل الإمامة، ص 73)، وأوردَه الكفعميّ في (المصباح، ص 303) وقال: «ومنها الدّعاء الذي تدعو به [الزّهراء عليها السلام] في عَقيب صلواتِها التي يأتي ذكرُها في صلواتِ يوم الجمعة في الفصل السّابع والثّلاثين وهو: يا أعزَّ مذكور».
كما أوردَه المجلسيّ في (البحار: ج 88، ص 182) نقلاً عن «السّيّد عليّ بن الحسين بن باقي رحمه الله في مصباحه»، وأوردَه كذلك في (البحار: ج 92، ص 405) نقلاً عن السّيّد في (مهَج الدّعوات).


__________________



أدعيةُ الأسبوع لفاطمة الزّهراء عليها السلام


   

* موقعُ الدّعاء من العلاقةِ باللهِ تعالى والحصولِ على رضاه عزّ وجلّ، موقع ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ..﴾ الفرقان:77
* لأَدعيةِ الأيّام أهميّةٌ خاصّةٌ بين الأدعية، وقد رُوِيَ فيها الكثيرُ عن كلٍّ من المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، منها ما تقدّمه «شعائر» في هذا الملفّ لِتعزيزِ ثقافة الدّعاء.
* أوردَ المجلسيّ في (بحار الأنوار: ج 87، ص 338 - 340) نقلاً عن (البلد الأمين) للكفعميّ، أدعيةَ الأيّام المرويّة عن الصّدّيقة الكبرى الزّهراء عليها السلام.


دعاء يوم السّبت: أللَّهُمَّ افتَحْ لنا خزائنَ رحمتِكَ، وهَبْ لنا اللَّهُمَّ رحمةً لا تُعذِّبُنا بعدَها في الدُّنيا والآخِرةِ، وارزُقْنا من فضلِكَ الواسِعِ رِزقاً حلالاً طيِّباً، ولا تُحوِجْنا ولا تُفْقِرْنا إلى أحدٍ سِواكَ، وزِدْنا لكَ شُكراً وإليك فقراً وفاقةً، وبكَ عمَّنْ سِواكَ غِنًى وتَعَفُّفاً .أللَّهُمَّ وَسِّعْ علينا في الدُّنيا، أللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بك أنْ تَزْوِيَ وَجْهَكَ عنَّا في حالٍ ونحنُ نرغبُ إليكَ فيه، أللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَعْطِنا ما تُحِبُّ، واجْعَلْهُ لنا قوَّةً في ما تُحِبُّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين.

دعاء يوم الأحد: أللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمي هذا فلاحاً وآخرَهُ نجاحاً وأَوْسَطَهُ صَلاحاً، أللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واجْعَلْنا مِمَّنْ أَنابَ إليْكَ فَقَبِلْتَهُ، وتَوَكَّلَ عليكَ فَكَفَيْتَهُ، وتَضَرَّعَ إليكَ فَرَحِمْتَهُ.


دعاء يوم الإثنين: أللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ قوَّةً في عِبادتِكَ، وتَبَصُّراً في كتابِكَ، وفهماً في حُكْمِكَ، أللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، ولا تَجعلِ القرآنَ بنا ماحلاً [شاهداً علينا]، والصِّراطَ زائلاً، ومحمَّداً صلّى الله عليه وآله عنَّا مولِّياً.


دعاء يوم الثّلاثاء: أللَّهُمَّ اجْعَلْ غفلةَ النَّاس لنا ذِكراً، واجْعَل ذكرَهُم لنا شُكراً، واجْعَل صالحَ ما نقول بألسنَتِنا نيَّةً في قلوبِنا، أللَّهُمَّ إنَّ مغفرتَكَ أوسعُ من ذنوبِنا، ورحمتَكَ أرْجى عندنا من أعمالِنا، أللَّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ، ووفِّقنا لِصالِحِ الأعمالِ والصَّوابِ من الفِعال.

دعاء يوم الأربعاء: أللَّهُمَّ احرُسْنا بِعَيْنِكَ الّتي لا تَنام، ورُكنِكَ الذي لا يُرام، وبأسمائِكَ العِظام، وصلِّ على محمَّدٍ وآلِه، واحفَظْ علينا ما لوْ حَفِظَهُ غيرُك ضاع، واستُرْ علينا ما لوْ سَتَرَهُ غيرُك شاع، واجعلْ كُلَّ ذلك لنا مطواعاً، إنَّك سميعُ الدُّعاء قريبٌ مُجيبٌ.


دعاء يوم الخميس: أللَّهُمَّ إنِّي أسألُك الهُدى والتُّقى والعفافَ والغِنى والعملَ بما تحبُّ وتَرضى. أللَّهُمَّ إنِّي أسألُك من قوَّتِك لِضَعْفِنا، ومِن غِناكَ لِفقرِنا وفاقَتِنا، ومن حلمِكَ وعلمِكَ لِجهْلِنا، أللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَعِنَّا على شُكرِكَ وذِكرِكَ، وطاعتِكَ وعبادَتِكَ برَحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمين.


دعاء يوم الجمعة: أللَّهُمَّ اجعلنا مِن أَقْربِ مَنْ تقرَّب إليكَ وأَوْجَهِ مَنْ تَوَجَّه إليك، وأَنجَحِ مَن سَأَلَكَ وتَضَرَّعَ إليك، أللَّهُمَّ اجعلنا ممَّن كأنَّه يَراكَ إلى يومِ القيامةِ الذي فيه يَلقاك، ولا تُمِتْنا إلَّا على رِضاكَ، أللَّهُمَّ واجعلْنا ممَّن أخلصَ لك بِعملِه وأحبَّك في جميع خَلْقِكَ. أللَّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ، واغفِرْ لنا مغفرة جَزْمَاً حَتْماً لا نَقْتَرِفُ بعدَها ذنباً، ولا نَكتسِبُ خطيئةً ولا إثماً، أللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، صلاةً ناميةً دائمةً زاكيةً مُتتابِعَةً مُتَواصِلةً مُترادِفةً، بِرَحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمين.


_____________




من قصار الأدعية

1- علَّمَه الإمامُ الحسين للإمام السّجّاد عليهما السلام، والدّماءُ تَغلي.
رّوى القُطبُ الرّاوُنديّ في (الدّعوات):
«عن (الإمام) زين العابدين عليه السلام قال: ضمّني والدي عليه السلام إلى صدرِه يومَ قُتِلَ، والدّماءُ تَغلي، وهو يقول: يا بُنَيَّ، احْفَظْ عَنّي دُعاءً عَلَّمَتْنيهِ فاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلامُ، وَعَلَّمَها رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله، وَعَلَّمَهُ جَبْرَئيلُ عليه السّلام فِي الْحاجَةِ وَالْمُهِمِّ وَالْغَمِّ وَالنّازِلَةِ إِذا نَزَلَتْ وَالأَمْرِ الْعَظيمِ الْفادِحِ، قالَ: ادْعُ:
بِحَقِّ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، وَبِحَقِّ طه وَالْقُرآنِ الْعَظِيمِ، يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ الْسائِلينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ما فِي الضَّميرِ، يا مُنَفِّسُ عَنِ الْمَكْرُوبينَ، يا مُفَرِّجُ عَنِ الْمَغْمُومينَ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الْكَبيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ، يا مَنْ لا يَحْتاجُ إِلَى التَّفْسيرِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدِ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا».


2- في طلبِ مكارمِ الأخلاق ومرْضِيّ الأفعال:
في (بحار الأنوار) للعلّامة المجلسيّ (ج 91، ص 225): من كتاب (اختيار ابن الباقي): «دعاءٌ عن سيّدتنا فاطمة الزّهراء عليها السلام:
أللّهُمّ بعلمِك الغَيب، وقُدرَتِك على الخَلق، أَحْينِي ما علمتَ الحياةَ خيراً لي، وتَوَفَّنِي إذا كانتِ الوفاةُ خَيراً لي، أللّهُمّ إنّي أسألُكَ كلمةَ الإخلاصِ، وخَشيتَك في الرِّضا والغَضَبِ، والقصدَ في الغِنى والفَقر، وأسألُكَ نَعيماً لا يَنفَد، وأسألُك قُرَّةَ عَينٍ لا تَنقطِع، وأسألُكَ الرِّضا بالقَضاء، وأسألُكَ بَرْدَ العَيشِ بعدَ المَوتِ، وأسأَلُكَ النَّظَرَ إلى وَجهِك، والشَّوقَ إلى لقائك، من غيرِ ضرّاءَ مُضِرّة، ولا فتنةٍ مُظلمة، أللّهمّ زَيِّنّا بزينةِ الإيمان، واجعَلنا هداةً مهديّين، يا ربَّ العالَمين».



3- ..بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيث..
في سياقِ ذِكر عددٍ من أدعيةِ كلٍّ من المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، في (المصباح)، قال الشّيخ الكفعميّ رحمه الله: «فاطمة عليها السلام: فَمِن أدعيتِها ما ذكرَه السيّد ابنُ طاوس في مُهَجه [مُهج الدّعوات]:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا حَيُّ يا قَيّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيثُ فَأَغِثْني، وَلا تَكِلْني إِلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأصْلِحْ لي شَأني كُلَّه».
وفي بحار الأنوار للعلّامة المجلسيّ (ج 91، ص210) أنّ هذا الدعاء -مع زيادة كلمة «أَبَدَاً» بعدَ «طَرْفَةِ عَيْن»- هو حرزُ أُمِّها السيّدة خديجة رضوان الله تعالى عليها.


4- أللّهمّ قنّعني بما رزقتني..
قال السيّدُ ابُن طاوس رحمه الله في (مُهَج الدّعوات، ص 141):
«.. دعاءٌ آخر عن مولاتِنا فاطمة الزّهراء صلوات الله عليها: أللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، واستُرنِي وَعَافِنِي أبداً ما أبقيتَنِي، واغفِرْ لِي وارحَمنِي إذا تَوَفّيتَني، أللَّهُمَّ لا تُعْيِنِي في طَلَبِ مَا لا تُقدِّرُ لي، وَمَا قَدَّرتَهُ علَيَّ فاجعلهُ مُيَسَّرا سَهلاً. أَللَّهُمَّ كافِ عَنِّي وَالِدَيَّ وَكُلَّ مَن لهُ نِعمَةٌ علَيَّ خيرَ مُكَافَأةٍ، أللَّهُمَّ فَرِّغنِي لِمَا خَلقتَنِي لَهُ، وَلا تشغلني لِما تَكَفَّلتَ لي به، ولا تُعذِّبنِي وَأنا أستغفرُك، وَلا تَحرِمني وَأنَا أَسأَلُك. أللَّهُمَّ ذَلِّلْ نَفسِي فِي نَفسِي، وَعَظِّم شَأنَكَ في نَفسي، وأَلهِمْنِي طاعَتَك، وَالعَمَلَ بِما يُرضِيكَ، والتَّجنُّبَ لِما يُسخِطُك يا أرحَمَ الرَّاحِمِين».



5- أللّهُمّ ربَّنا وربَّ كلِّ شيء:
قال السّيّدُ ابنُ طاوس عليه الرّحمة:
«دعاءٌ آخر لفاطمةَ الزّهراء عليها السلام: رُوِيَ أنّ فاطمةَ عليها السلام زارتِ النّبيَّ صلّى الله عليه وآله، فقالَ لَها: أَلَا أُزَوِّدُكِ؟ قَالَت: نَعَم. قَال: قُولِي:
أَللّهُمّ رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ، مُنْزِلَ التَّوراةِ والإنجِيلِ والفُرقَان، فَالِقَ الحَبِّ والنَّوى. أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها. أَنْتَ الأَوّلُ فَلَيسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعْدَك شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيسَ دُونَك شَيءٌ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِه عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السّلامُ، وَاقْضِ عَنّي الدَّيْنَ، وأَغْنِني مِنَ الفَقْرِ، ويَسِّرْ لِي كُلَّ الأَمْرِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ».


6- لكلّ حاجة:
الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا يَنْسى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَخِيبُ مَنْ دَعاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجاءَ مَنْ رَجاهُ.
ثمّ يَسأل اللهّ عزّ وجلّ ما يريد.



7- دعاؤها عليها السلام في شَكْواها:
نقل العلّامة المجلسيّ في (البحار، ج 43، ص 217) عن (مصباح الأنوار): «عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (الباقر عليه السلام) قال: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله سِتِّينَ يَوْماً، ثُمَّ مَرِضَتْ فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهَا فَكَانَ مِنْ دُعَائِهَا فِي شَكْوَاهَا:
يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ فَأَغِثْنِي. أللَّهُمَّ زَحْزِحْنِي عَنِ النَّارِ وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، وَأَلْحِقْنِي بِأَبِي مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله.
فَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ لَهَا: يُعَافِيكِ اللهُ وَيُبْقِيكِ، فَتَقُول: يَا أَبَا الْحَسَن، مَا أَسْرَعَ اللّحَاقَ بِاللهِ، وَأَوْصَتْ بِصَدَقَتِهَا وَمَتَاعِ الْبَيْتِ، وَأَوْصَتْهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ، وَقَالَتْ: بِنْتَ أُخْتِي وَتَحَنَّنُ عَلَى وُلْدِي. قَالَ (الباقر عليه السلام): وَدَفَنَهَا لَيْلاً».


 




اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

08/03/2013

دوريات

نفحات