الإمام الخمينيّ
عارفاً مجاهداً
معرفتُه
بالله تعالى وأوليائه سرُّ العصر الخمينيّ*
ـــــ الشّيخ حسين
كوراني ـــــ
* تأمّلاتٌ في عرفان الإمام الخمينيّ
قدّس سرّه وجهاده واللّغة الخمينيّة في الحديث عن رسول الله
وأهل البيت صلّى الله تعالى عليه وعليهم.
* اختارت «شعائر» هذه المادّة
لتَوضيح أمرَين:
الأوّل: أنّ عرفان الإمام الخمينيّ هو السّبب
في معرفتِه النّوعيّة المتميّزة بالحقيقة المحمّديّة.
الثّاني: أنّ عرفان الإمام هو السّرّ في
جهادِه وزهدِه وبساطة العيش، وهو أبرز معالم «خطّ الإمام».
ليس
العرفانُ في حقيقتِه كما هي صورتُه في الأذهان، رغم أنّ تعديلاتٍ جوهريّةً دخلت
على هذه الصّورة مع الإمام الخمينيّ، ولقد مرّت مرحلةٌ كان العرفان يُعتَبر فيها
كفراً كما يصرّح الإمامُ نفسه، ولعلَّ التّعديل الذي طرأ يستطيع أن يؤسّس لمرحلة
جديدة يتبوّأ العرفان فيها موقعه الطّبيعيّ السّامي.
وفي
حين دافع الإمام عن العرفان كثيراً، فقد هاجم بشدّة الادعاءات الكثيرة التي لا علاقة
لها بالعرفان الحقيقيّ، الذي يؤكّد الإمام على نُدرة وجوده بالرّغم من كثرة الادّعاء،
ومن أوضح ما قاله الإمام في هذا المجال: «العرفان الحقّ، قلَّ وجودُه في الدّنيا».
(للتّوسّع: أنظر: صحيفه نور: ج 20، ص 494).
ويكشف
التّدقيق في نصّ الإمام رضوان الله عليه
أنّه يلتزم الدّفاع عن البُعد الرّوحي والمعنوي في الإسلام، وهو الذي تمّ التّعبير
عنه بمصطلحات عديدة أسلمُها مصطلح «العرفان» الذي لم يخْلُ بدوره من الشَّطحات،
على غرار التّصوّف الذي بلغَتْ شَطحاتُه حدّاً يستدعي الابتعادَ عن المصطلح
والكثير من معانيه.
هذه
النّتيجة المذكورة أعلاه تتجلّى بوضوحٍ من الجَمع بين نصوص الإمام التي تمدحُ
العرفان والنّصوص التي تذمُّه، والشّواهدُ في المجالَين كثيرة جدّاً، وقد تكون
متعادلة.
·
في
المجال الأوّل (مدح العرفان) أكتفي بالشّواهد التّالية:
*
في معرض حديثه عن مقاصد الأنبياء والمعاني الدّقيقة التي ينبغي التّنبُّه إليها،
والتي هي المعاني العرفانيّة، يقول قدّس
سرّه:
«نحن
الذين نتحدّث عن مقصد الأنبياء، فإنّ أيدينا أيضاً تَقصرُ عن الوصول إلى مقصدهم
الحقيقيّ. إنّه أمر آخر فوق (ما نتصوّر عادةً). لم يكن مقصدهم الحكومة، كانت
الحكومة لمَقصدٍ آخر لا أنّها كانت الَمقصد، ترجع جميعُ مقاصدِهم إلى معرفة الله،
كلُّ ما يَقع في الدّنيا (يرتبط بمعرفة الله أو عدم معرفتِه) وكلّ ما كان الأنبياء
يريدون تحقيقَه هو معرفةُ الله (نشر) حقيقةِ معرفةِ الله، إذا تحقّق ذلك يترتّب
عليه كلُّ (خير) ويحصَلُ بعده.
منشأ
جميع أنواع الفساد التي تقعُ في الدّنيا هو عدمُ الإيمان بالله، إذا تحقّق الإيمان
بالله تحققّتْ جميعُ الفضائل.
كان
الأنبياء يعملون بالتّدريج وبما أمكن لسَوق البشر إلى جهة معرفة الله، وجميعُ
الأمور الأخرى كانت مقدّمةً لهذا المعنى. ".."
لاحظوا
ماذا يقول الأمير في (دعاء كميل). يقول: على فرض أنّي تحمّلتُ النّار فكيف أتحمّلُ
فراقَك؟ (فهَبني.. صبرتُ على عذابِك فكيف أصبرُ على فراقك؟). ماذا كانوا
يقولون عليهم السلام؟.
ماهي
اللّغة التي تتحدّث بها المناجاة الشّعبانيّة؟ إنّ في الأدعية الواردة عن الأئمّة عليهم السلام
إشاراتٍ كثيرةً إلى مقاصد الأنبياء.
في
القرآن الكريم إشاراتٌ غاية في اللّطف، وحيث إنّ القرآن قد جاء للعموم، فقد تمّ التّعبير
عنها بحيث يتمكّن من إدراكها الخواصّ والعموم.
القرآنُ
الكريم مركزُ كلِّ أنواع العرفان، مبدأُ كلِّ أنواع المعرفة، أي أنّ فهمَه صَعب.
الذين فهموه هم (مَن خُوطب به)، الذين كانوا متَّصلِين برسول الله، أولئك
يعرفون واقعَ الحال، هم الذين يعرفون حقيقة مقاصد الأنبياء..».
·
وفي
المجال الثّاني (ذمَ العرفان):
*
«العرفاء كانوا معتقدين بالإسلام، إلّا أنّهم كانوا يُرجعون جميع المسائل إلى البُعد
العرفانيّ، ولم يكونوا يعتقدون بمسائل العصر. كانوا حتّى إذا واجهَتهم روايةٌ في
الجهاد يحملونها على جهاد النّفس، وكانوا ينظرون إلى الإسلام بصورة أخرى غير تلك
الصّورة الواقعيّة الشّموليّة الجامعة لكلّ الأبعاد .... لقد ابتُلينا بهم لفترة،
وطبعاً كانوا أشخاصاً صالحين، إلّا أنّهم كانوا ينظرون إلى بُعدٍ واحدٍ من الإسلام».
( صحيفه نور: ج 10، ص459).
والنّتيجة هي التزامُ الإمام البُعدَ الرّوحيّ،
مع استعماله لمصطَلح العرفان بما يوحي بتبنّي دلالته على هذا البُعد الأعظم في
الإسلام.
ويحدّد الإمام موضوع
علم العرفان بقولِه:
«موضوعُ الفلسفة مطلَق
الوجود؛ من الحقّ تعالى إلى آخرِ مراتبِ الوجود، وموضوعُ علم العرفان والعرفان
العلميّ هو الوجود المطلَق، أو ... الحقّ تعالى، ولا بحثَ له في غير الحقّ وجلوته
(وتجلّيه) الذي ليس غيره.
إذا بحث كتابٌ أو عارفٌ
عن شيء غير الحقّ فلا الكتابُ عرفان، ولا القائلُ عارف...». (من
رسالته إلى السّيّدة طباطبائيّ، زوجة ابنه المرحوم السّيّد أحمد).
وحول موقع الإمام بين
العرفاء، ومكانته السّامية في علم العرفان، أكتفي بتسجيل ثلاث ملاحظات:
* الأولى: قبل انتصار الثّورة
الإسلاميّة بكثير، اتّفق الفيلسوف الفرنسيّ «هنري كوربان» مع الفيلسوف «السّيّد
جلال الدّين الآشتياني» على اعتبار نصّ الإمام أحدَ محاور دراسةٍ في عدّة مجلّدات
تهدف إلى التّعريف بالفكر الفلسفيّ والعرفانيّ (الإيرانيّ) المتميّز، وقد كتب السّيّد
آشتياني عام 1963م يصفُ الإمام بأنّه «خاتِم الحكماء الإلهيّين».
* الثّانية: أنّ الإمام يناقشُ
آراءَ كبار العرفاء، ويسجّلُ رغم احترامِه الشّديد والمتميّز لهم، مواطنَ اختلافه
معهم، من ذلك قوله:
«وبهذا البيان ترتفعُ الشّبهة التي وردت في (شرح) الحديث الشّريف: خلق
اللهُ المشيئةَ بنفسِها، من دون حاجةٍ إلى التّفسير البعيد للمحقّق العظيم الشّأن
الميرداماد نضّر اللهُ وجهَه، ولا إلى التّأويل
الغريب للمحقّق الجليل الفَيض، أو التّأويل العجيب للمحدّث الخبير المجلسيّ عليهما الرّحمة».
يضيف: «والعجب أنّ
الفيلسوف الإسلاميّ الكبير صدر المتألّهين قدّس سرّه، قد صرفَ النّظر هو أيضاً عن تحقيق أصحاب المعرفة
وأولي الألباب في هذا الحديث، حيث أَوَّلَه على نحوٍ مختَلف». (جنود
العقل والجهل: ص 23، ط: الأعلمي).
* الثّالثة: أنّ الإمام بالرّغم من
احترامِه لكبار الفلاسفة والعرفاء، فهو يعبِّر عنهم بأنّهم كانوا «راجلين».
يقول في ذلك:
«إذا جال شخصٌ في
مشارب الفلسفة قبل الإسلام وبعدَه، وخصوصاً في القرون الأخيرة، وقارن بين عرفاء ما
قبل الإسلام (الذين كانوا في الهند وغيرها ممّن تعاطوا مثل هذه المسائل) وعرفاء ما
بعد الإسلام، الذين دخلوا هذا المجال بتعليم الإسلام، يدرك أيّ تحوّلٍ تحقّق في
هذا البُعد، في حين أنّ عرفاء الإسلام الكبار أيضاً كانوا راجلين في كشف حقائق
القرآن». (صحيفه
نور: ج 17، ص 430، حسينيّة جماران، بمناسبة ذكرى المبعث الشّريف).
يريدُ الإمام أنّ عَظَمة
حقائق القرآن فوق أن تطالَها كلَّها العقول، وفي بقيّة النّصّ وغيره تصريحٌ بذلك، إلّا
أنّ محل الشّاهد هو وصفُ عرفاء الإسلام بأنّهم كانوا راجلين.
هذا الوصف عندما يصدر
من مثله، فهو يعني -على الأقلّ- أنّه في موقعٍ يؤهِّلُه لتَقييم مثل هؤلاء الكبار،
ويعني على الأكثر أنّه يفوقُهم جميعاً.
***
الإمام الخمينيّ مجاهداً
رُبّ مجاهدٍ يُعار
الجهادَ كما يُعار شخصٌ الإيمان، فلا يكون الجهادُ مستقرَّه وموطنَه.
ورُبّ شخصٍ يبدو
قدوةً في الجهاد، تحقَّق النّصرُ على يدَيه وأُقيمت الدّولة، وليس له من الجهاد في
الحقيقة إلّا الادّعاء.
لا يصحّ -إذاً- أن
يكون المقياسُ في جهاد الإمام وغيره، محض إقامة الدّولة، بل يجب أن يكون المقياس
سيرتُه في مواجهة الأحداث المصيريّة، والمنعطفات الحادّة، والتزامُه الرّؤية التي
انطلقَ منها، وسيرته الشّخصيّة في تجنّب التَّرَف ورَغَد العيش، وسيرتُه في التّواضع،
والمنصب، ورعاية حقوق النّاس، خصوصاً الفقراء والمجاهدين، ورعاية حقّ الله تعالى
في فرائضِه والنّوافل.
عندما يكون المقياس
ذلك ويُراد تطبيقُه على مَن وصَلَ به المسار الجهاديّ إلى السّلطة والحُكم، تكون
المهمّة دقيقةً جدّاً، لأنّ السّائد أن تكون المقاييس في خدمة السّلطان.
مع الإمام الخمينيّ،
يختلف الأمر، فهو بحقّ أكبر من أن يُتحدّث عنه بمثل هذه المقاييس، لأنّه بقَطع النّظر
عن مساره الحافل في ميدان الجهاد الأكبر، فقيهٌ عارف.
لم تُبلور الأحداثُ
شخصيّتَه، بل بلوَر هو بشخصيّته -بما آتاه الله تعالى لعرفانِه- قوافلَ الشّهداء
ومواكبَ المجاهدين وفيهم من كبار العلماء، ومنهم مَن قال: «ذوبوا في الخمينيّ
بقدر ما ذابَ هو في الإسلام»، وطَبعتْ شخصيّتُه بطابعها الجهاديّ العصرَ كلَّه،
وأجيالاً قادمةً يرعُف بها الزّمان.
بين العرفان والجهاد
يؤكّد ما تقدّم أنّ
الحديث عن الفقيه العارف المجاهد، يختلفُ جذريّاً عن المجاهد، وعندما يدقّ الحديث
ويصعبُ عن عرفاء مثل شهداء المقاومة الإسلاميّة في لبنان، كما وصفَهم الإمام، فكيف
يتأتّى الحديثُ عن الإمام نفسِه، ولا علاقة لهذا التّقريظ بلَوثة تاريخ البلاط
وكُتَّابه، فهو بمسؤوليّةٍ بين يدَي خير الشّاهدين.
يكشفُ التّأمّل في
شخصيّة العارف أبعاداً قد يصحّ القول عنها إنّها تتماهى فيها أمواج الأسفار
الأربعة، أو إنّها ثمرةُ التّوحيد الحقيقيّ، أو الولاية الحقّ، وغير ذلك كثير.
الجهاد قرارُ عقل،
تلقّاه القلب بالإعجاب، بل بالحبّ إلى حدّ إسلامِ الرّوح له، فالموقفُ الجهاديّ –إذاً-
ثمرة عقلٍ سليم وقلبٍ سليم. عقلٍ متوقّّد، وقلبٍ شفَّ حتّى غدا مرآةَ العقل وتجلِّى
سلطانُه على المشاعر والأحاسيس.
في العارف يسمو
الجهاد ليَغدو معرفةً في المُجْتَلَد، سَفَراً في الخلق بالحقّ، عبادةً وعبوديّة،
وفيضَ حبٍّ غامر، أين منه حبّ الأم لوحيدها.
تذهبُ نفسُ العارفِ
حسراتٍ على النّاس لما يحلُّ بهم من فوادح، ويحلّ بهم من قوارع، أعظمها هولاً
وأشدّها خطراً الظّلم الذي يصادرُ الكرامات والوجود، ويُثقل كاهلَهم بالإصر
والأغلال، واستباحة الظّلام وطواغيته للمحرّمات وتجاوزهم الحُرُمات، وعدوانهم الصّارخ
على الحرّيّات حتّى لقمة القوت وشربة الماء وتنفّس الهواء.
يتحدّث الإمام عن حبّ
الأنبياء للنّاس، فيقول:
«تتلخّص جميع الأمور
التي كان الأنبياء يتحرّقون بسببِها في أنّهم كانوا يرون النّاس يجرّون أنفسَهم
نحو جهنّم.
الأنبياءُ مظهرُ رحمة
الحقّ تعالى، يريدون الخيرَ لكلّ النّاس، يريدون لكلّ النّاس أن يعرفوا الله،
يريدون السّعادة لجميع النّاس، وعندما يرون أنّهم يسيرون إلى جهنم، فإنّهم يتأسّفون.
في القرآن الكريم
إشارةٌ إلى ذلك: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ الكهف: 6». (صحيفه
نور: ج 19، ص 437 - 438).
وطبيعيٌّ أن يقتدي
العارفُ بالأنبياء، لا سيّما سيّدهم المُصطفى الحبيب صَلّى الله عليه وآله وعليهم
أجمعين، فيؤرِّقُه ما يتعرّضُ له النّاسُ من مآسٍ على أيدي الطّواغيت، وتعكفُ همّتُه
على مُنازلة مراكز الظّلم والاستعباد، حاملاً لواء الحريّة والكرامة والمساواة،
باذلاً مهجتَه في الخُطى البدريّة الكربلائيّة للدّفاع عن عباد الله تعالى الذين
قال عنهم سبحانه: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ الزّمر:53.
﴿يَا حَسْرَةً عَلَى
الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾
يس:30.
لم يَقْوَ الإسرافُ في المعصية، على حَجبِ
حبِّ الله لعبادِه، ولم يَقْوَ هُزْءُ النّاس بالرُّسُل على
مَنع تكرار المحاولة،
لأنّ حبّ الله تعالى للنّاس لا يقفُ عند هذه الحدود، وصولاً إلى إرسا
ل أفضل الخَلق
على الإطلاق لأداء هذه المهمّة إلى أُناسٍ منهم أبو جهل، وأبو لهب، وأبو سفيان.
والعارفُ الذي سُمِّيَ بذلك لمعرفتِه بالله
تعالى لا يُمكن إلّا أن يكونَ مظهرَ حبِّ الله تعالى وحبِّ سادة أوليائه للنّاس.
قلبُ العارف القلبُ السّليم الذي ليس فيه
غيرُ حبِّ الله وحبِّ مَن وما يحبُّ عزّ وجلّ.
يترتّب على حبِّ العارف وعرفانه، أمران:
الأوّل: العارفُ هو أعرفُ النّاس بالحقيقة المحمّديّة،
فهو قد بلغَ الغايةَ التي بلغ من خلال معرفتِه بالحقيقة المحمّديّة. «مَن أرادَ
اللهَ بدأَ بِكُم».
الثّاني: أنّ العارفَ قائدٌ جهاديٌّ
استشهاديّ، لأنَّ رفضَه لظُلمات
الطّواغيت ومنكرِهم، واستعدادَه لخوض اللُّجَج في مواجهتِهم مستَمدٌّ من براءة
الله تعالى وبراءة أوليائه منهم، ولَعْنِهم، وحلول غضب الله تعالى عليهم.
يقفُ العارف في الجبهة المقابلة للطّاغوت،
فلا ركونَ ولا موادّةَ ولا مداهنة، وإنّما هي المواجهةُ المستمرّة أبداً ﴿..حَتَّى
لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ..﴾ البقرة:193.
ويتجاوزُ جهادُ العارف حدودَ التّكليف «الرّسميّ»
ليُصبحَ تجسيداً لحبِّ التّكليف والحنينِ إلى توفيقِ أدائه، ويشبُّ في شغاف قلبِه
ضَرَمُ لقاءِ الله مخضّباً بِدَم الشّهادة، ويتعملقُ الإصرار، إلى حيث يُمكن أن
يصبحَ خزينُ قلبِ العارف، الخزينَ الإلهيّ الذي تسيلُ منه أوديةٌ بقَدَرِها.
أليس هذا ما عاشَته الأمّةُ مع الإمام الخمينيّ
وما تزال؟
___________________________________________
مقاربة لسماحة الشّيخ
حسين كوراني قدّمت بتاريخ 26 ربيع الأوّل، عام 1426 للهجرة،
في المستشاريّة الثّقافيّة للجمهوريّة الإسلاميّة
الإيرانيّة بدمشق