الإعلاميّ
محمّد حسنين هيكل:
القلق
من «المدّ الشّيعي» مُصطَنَع، أو موجَّه
أميركا
تُدير صراعها مع إيران، لأنّها لا تستطيع القضاء عليها
ـــــ
إعداد: «شعائر» ـــــ
مقتطفات من حوار أجرته فضائيّة (سي بي سي) المصريّة الخاصّة مع الكاتب
الصّحفي الأستاذ محمّد حسنين هيكل، تحدّث فيه عن طبيعة الصّراع بين الجمهوريّة
الإسلاميّة الإيرانيّة والولايات المتّحدة، مشدّداً على أهميّة التّعاون والتّواصل
السّياسيّ بين كلٍّ من طهران والقاهرة.
إيران هي البلد المحوَريّ في الصّراع القادم؛ فبؤرة الصّراع الدّوليّ تنتقل
من الخليج نحو الشّرق الأقصى، وإيران تُسمّى
في الاستراتيجيا الدّولة الـ «Pivot»، أي «الدّولة المُرتَكَز». موقعُها
الجغرافيّ، موقعٌ فريد إلى أقصى حدّ: فهي داخلة على البلقان وأوروبا، ومجاورة
لروسيا، ولأفغانستان، ولتركيا، وللعراق، ومطلّة أيضاً على الخليج، وعلى المحيط
الهنديّ، وهي هضبةٌ عالية تطلّ من البعيد على الصّين والهند حيث الصّراعات
القادمة. نحن نتكلّم عن موقعٍ يشكّل الساحة الخلفيّة للصّراع القادم في العالم.
***
الولايات
المتّحدة تُدير صراعها مع إيران، لأنّها لا تستطيع تدميرها كما فعلت مع العراق.
وهي تُريد إسقاط النّظام الإيراني قبل المعركة القادمة من «صراع القرن».
***
لا تستطيع «إسرائيل»
بمفردها أن تضرب إيران، والإيرانيّون يعملون باستمرار لكسب الوقت بدأَبٍ وبصبرٍ،
ومضى عليهم ستّ سنوات وهم يتفاوضون على المشروع النّووي، ووصلوا في تخصيب
اليورانيوم من نسبة 5% في بداية الأزمة إلى ما نسبته اليوم 30%، وهم ماضون بخطًى
حثيثة.
***
تتذرّع دول
الخليج في رفضها للمشروع النّووي الإيراني بقُربها منها، أوليس مشروع باكستان
النّووي أيضاً قريباً منهم؟ وهل من مصلحة المنطقة أن يكون فيها طرفٌ واحدٌ يحكم
فيها، مالكاً للسّلاح النّوويّ؟
***
هل علاقة مصر
بالولايات المتّحدة تُعطي واشنطن حقّ الوصاية علينا وعلى علاقاتنا مع البلدان
الأخرى؟ في عهد مبارك كانوا معترضين على هذه العلاقة، لأنّهم يرفضون هذا التّوازن
الاستراتيجيّ في المنطقة الّذي لا يحقّقه إلّا مصر وإيران وتركيا، لا بدّ أن يكون
هذا المثلّث موجوداً، وهم لا يريدونه. والاعتراض على هذا التّقارب ممتدّ منذ حكم
مبارك إلى اليوم. ولكن علينا أن نسأل إن كان هذا القرار المصريّ صائباً، أو إنْ كان
قراراً مصريّاً خالصاً. أنا أعتقد أنّنا خضعنا حيث لا يجب الخضوع لإملاءاتٍ
خارجيّة، وهذا لا يليق.
***
أعتقد أن صراع
المذاهب يكاد يكون «نكتة». عددُ الشّيعة في العالم حوالي 200 مليون شخص. وكم شيعي
يوجَد في مصر؟ أقلّ الأرقام تقول 18 ألف، وأكثر الأرقام تجاوزاً تقول 35 ألف.
أنا أدّعي أنّ
هذا القلق -من المدّ الشّيعيّ- إمّا مُصطَنع وإمّا مدفوع وموجَّه من بعض القوى، لا
أريد أن أتّهم أحداً، ولكن ببساطة لا يمكن لأحدٍ أن يقول أنّ هؤلاء الـ 200 مليون
شخص الموجودون في كلّ مكان يقومون بتشييع الناس. ولا أتصوّر أنّ 18 أو 20 ألف شخص في
مصر ممكن أن يقوموا بـ «فيتو» حتّى لو كان شعورهم المذهبيّ قد وصل إلى أقصى حدّ.
***
أسجّل عَتَبي
على «شيخ الأزهر» الشّيخ الطّيّب بسبب الطّريقة الّتي تعامل بها مع الرّئيس الإيراني
أحمدي نجاد عندما ذهب لزيارة الأزهر. ومع احترامي الشّديد لشيخ الأزهر، أقول له:
ليست هذه هي الطّريقة الصّحيحة لاستقبال رئيس دولة ذهب لزيارتِك. لا أعرف مَن الذي
كان يريد أن يُرضيه الشّيخ الطّيّب عبر الطّريقة الّتي تعاملَ بها مع رئيس دولة،
فهو لم يحضر المؤتمر الصحفيّ مع الرّئيس نجاد! نختلف أو نتّفق، ولكن توجَد
اعتبارات: رئيس دولة مهمّة في الشّرق الأوسط، قصد أن يزور الأزهر، من واجبي أن
أعاملَه كرئيس دولة.