خيرٌ من الصّلاة تنفُّلاً،
وأفضلُه تسبيح الزّهراء عليها السلام
«التّعقيب:
وهو بعد الفريضة أفضلُ من الصّلاة تنفُّلاً،
كما في حَسَنة زرارة، وأفضلُه تسبيحُ الزّهراء عليها السلام، ففي صَحيحة
أبي خالد القمّاط: «أنَّه في كلّ يوم، دبر كلّ صلاة، أفضلُ من صلاة ألف ركعة في
كلّ يومٍ».
والظّاهر
أنّ الجلوس غيرُ شرطٍ في حصول حقيقته الشّرعيّة، بل في كماله، وإنْ فسَّره بعضُ اللّغويّين
بالجلوس بعد الصّلاة لدعاءٍ أو مسألةٍ، وقد فسَّره بعضُ علمائنا بالاشتغال بعد الصّلاة
بدعاءٍ أو ذِكرٍ أو ما أشبَهه، ولعلّ المُراد بما أشبَهه: البكاء من خَشيةِ الله تعالى،
والشّكر على جزيل آلائه، والتّفكّر في عجائبِ أرضِه وسمائِه، وما هو من هذا القبيل.
وهل يعدُّ
الاشتغال بعد الصَّلاة بقراءة القرآن تعقيباً، فيَبرأ ناذِرُ التّعقيب به؟ الظّاهر
نعم، وفيه تأمُّل، ولم أَظفر في كلامِ الأصحاب بشيءٍ في هذا الباب».
(الاثنا عشريّة، الشّيخ
البهائيّ)
ليسوا في القبور حالِّين، ولا
في الثّرى ساكنين
«قال السَّائل: قد أَجمَعنا
على أنَّ الحُجَج عليهم السلام أحياءٌ
غيرُ أمواتٍ يَعُون ويَسمَعون، فهل هُم في قبورِهم؟ فكيف يكون الحيُّ في الثَّرى باقياً؟
والجواب: أنَّهم
عندنا أحياءٌ في جنّةٍ من جنَّات الله عزَّ وجلَّ، يَبلُغُهم السَّلام عليهم من بعيدٍ
ويَسمَعونه من مَشاهدِهِم، كما جاء الخبر بذلك مبيّناً على التّفصيل، وليسوا عندنا
في القبور حالِّين، ولا في الثَّرى ساكِنين. وإنَّما جاءت العبادةُ بالسَّعيِ إلى مشاهدِهم،
والمُناجاة لهم عند قبورهم امتحاناً وتعبُّداً، وجُعِلَ الثّوابُ على السَّعي والإعظام
للمواضع الّتي حَلُّوها عند فراقِهم دار التّكليف، وانتقالِهم إلى دارِ الجَزاء.
وقد تعبّد
اللهُ الخلقَ بالحجِّ إلى البيت الحرام والسَّعي إليه من جميعِ البلاد والأمصار، وجَعَلَهُ
بيتاً له مقصوداً، ومقاماً مُعظَّماً محجوجاً، وإنْ كان اللهُ عزَّ وجلَّ لا يَحوِيه
مكانٌ، ولا يكون إلى مكانٍ أقربَ من مكانٍ، فكذلك يَجعلُ مشاهدَ الأئمَّة عليهم السلام مَزُورة،
وقبورَهُم مقصودة، وإنْ لم تَكُن ذواتُهم لها مجاورة، ولا أجسادُهم فيها حالَّة».
(المسائل العكبريّة، الشّيخ
المفيد)
نزعَ اللهُ البركةَ منهُ
«رُوي عن أبي عبد الله عليه
السلام أنَّه قال: اتَّقوا اللهَ، وصُونوا أنفسَكم
بالوَرَع، وقَوُّوه [أي الوَرَع] بالتّقيّة
والاستغناء باللهِ عن طَلَبِ الحوائج إلى صاحب السُّلطان. واعلموا أنَّه مَن خَضَع
لِصاحبِ سلطانٍ ولِمَن يُخالفُه
(يخافُه) على دِينه طلباً لِما في يدَيه من دُنياه، أذلَّه اللهُ ومَقَتَهُ عليه،
وَوَكَلَهُ إليه، فإنْ هو غَلَبَ على شيءٍ من دُنياه فصار إليه منه شيءٌ، نَزَعَ
اللهُ البركةَ منه».
(المقنع، الشّيخ الصّدوق)
عذاب القبر وسؤالُه
«لا خِلاف
بين المسلمين في عذابِ القبر وسؤالِه، والأخبارُ به متواترةٌ، لكنّ اختلافَ الأخبار
في العموم والخصوص. فَفي كثيرٍ من الأخبار أنَّه يُسأل عن العقائد، وأنَّ السُّؤال
عامٌّ لكلِّ أحدٍ، وفي بعض الأخبار الصَّحيحة أنَّ السُّؤال حين الضَّغطة، وفي كثيرٍ
منها أنَّه يجيء ويُجلَس ويُسأل، وهذا الخبر صحيح واردٌ بِطُرُقٍ مُتكثِّرة لا يمكن
طرحُه. وظاهرُهُ أنَّ السُّؤال من المؤمنين الخُلَّص والكفَّار الخُلَّص والباقون من
المُستضعفين والفُسَّاق مَلْهوٌّ عنهم، ولا يُسألون إلى يوم القيامة، وظاهرُه مخالفٌ
للأخبار الكثيرة، ويُمكن تأويله بالسُّؤال المقرون بالثّواب والعقاب؛ فإنَّ قبرَ المؤمن
الخالص روضةٌ من رِياض الجنَّة، وقبرَ الكافرِ الخالص حُفرةٌ من حُفَرِ النّار..».
(روضة المتّقين، المجلسيّ
الأوّل)