إذا أَحبَّ اللهُ عبداً

الإمام عليّ  عليه السلام: إذا أَحَبَّ اللهُ تعالى عبداً أَلهَمَهُ الطّاعة، وأَلْزَمَهُ القناعة، وفَقَّهَهُ في الدِّين، وقَوَّاهُ باليَقينِ، فاكتَفَى بالكفاف، واكتَسى بالعفاف.

وإذا أَبغَضَ اللهُ عبداً حبَّبَ إليه المال، وبَسَطَ له الآمال، وأَلهَمَهُ دُنياه، وَوَكَلَهُ إلى هَواه، فرَكبَ العِناد، وبَسَطَ الفساد، وظَلَمَ العِباد.

(ميزان الحكمة، الرّيشهريّ)

****

لغة

بـَرَحَ

لمادّة «برح» ومشتقّاتها معانٍ عديدة متعلّقة بأفعالها وأسمائها، فعلى سبيل المثال، يقال:

بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً: زالَ. وبَرِحَ الأَرضَ فارَقَها؛ وَفي التَّنزيل: ﴿...فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي...﴾  يوسف:80.

وما بَرِحَ يَفْعَلُ كَذا: أَيْ ما زالَ؛ وقولُه تعالى: ﴿قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ...﴾ طه: 91.

والبَراحُ: الظُّهورُ وَالبَيانُ. وبَرِحَ الخَفاءُ: ظَهَر. قال الأَزْهَرِيُّ: بَرِحَ الخَفاءُ مَعْناهُ زالَ الخَفاءُ، وقيلَ مَعْناهُ ظَهَرَ ما كانَ خافِياً وَانْكَشَفَ، مَأْخوذٌ من بَراحِ الأَرْضِ وهو البارِزُ الظّاهِرُ، وقيلَ مَعْناهُ: ظَهَرَ ما كُنْتُ أُخْفِي.

والبارِحَةُ: أَقْرَبُ لَيْلَةٍ مَضَتْ. تَقولُ: لَقيتُهُ البارِحَةَ. وَلَقيتُهُ البارِحَةَ الأُولى، وَهُوَ مِنْ بَرِحَ أَيْ زالَ.

والبَرْحُ، بفتحٍ فَسُكونٍ: الشِّدَّةُ والشَّرُّ وَالأَذَى والعَذابُ الشَّديدُ والمَشَقَّةُ؛ يُقالُ: لَقيتُ مِنْهُ بَرْحاً بارِحاً، أَيْ شِدَّة وَأَذًى.

تَقولُ مِنْهُ: بَرِحَ بِهِ الأَمْرُ تَبْريحاً، أَيْ جَهِدَهُ. وفي حديثِ قَتْلِ أَبي رافِعٍ اليَهودِيِّ: بَرَّحَتْ بِنا امْرأَتُهُ بِالصِّياحِ.

وَضَرَبَهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً: أي شَديداً، ولا تَقُلْ مُبَرَّحاً. وفي الحَديثِ: ضَرْباً غير مُبَرِّحٍ أَيْ غَيْرِ شاقٍّ.

والتَّبريحُ قَتْلُ السَّوْءِ للحَيَوانِ مثل أَن يُلْقى السَّمَكُ على النّارِ حَيّاً. وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ، أَي أَعْجَبَهُ.

وبَراحِ: اسْمٌ للشَّمْسِ، معرفة، مِثْلُ قَطامِ؛ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْتِشارِها وَبَيانِها.

وأُمُّ بَرِيحٍ: اسمٌ للغُرابِ، معرفة، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِصَوْتِهِ.

 (من معاجم اللّغة: الصّحاح، ولسان العرب، وتاج العروس)