إمامٌ، أوجَبَ الباري وِلاهُ
|
وطاعَتَه على كلِّ العبادِ
|
دليلُ بني الهداية، خيرُ داعٍ
|
إلى ربِّ السَّماء، وخيرُ هادي
|
إمامُ هُدًى، مقامُ عُلاه أضحَتْ
|
به الأملاكُ رائحةً غَوادي
|
تُقَبِّلُ منه أرضاً، قد أنافتْ
|
بِرِفعتِها على السَّبْعِ الشِّدادِ
|
إذا ما سُدَّت الأبوابُ فاقصُد
|
(جواد) بني الهُدى، بابَ المُرادِ
|
تَرى باباً، به الحاجاتُ تُقضى
|
ومُنتجَعاً، خَصيبَ المسترادِ
|
لِطُلَّابِ الحوائج مِن نَداه
|
تَزاحمت العوائدُ والبَوادي
|
بحارُ علومه، عِلمُ البَرايا
|
لَدى زخّارها شِبْه الثِّمادِ
|
وكم ظَهَرتْ له من مُعجزاتٍ
|
رآهُنَّ الحواضرُ والبوادي
|
وما ارتَدَعوا بنو العبّاس عَمّا
|
قلوبُهُم حَوَتْهُ من عنادِ
|
فَسامُوهُ الأذى حَسَداً بِبَغي
|
لهم قد فاق شرّاً بغي عادِ
|
ودَسَّ لِقَتله سُمّاً ذُعافاً
|
زنيمٌ، ليس يؤمِنُ بالمعادِ
|
فأغضَبَ رَبَّه في ما جَناهُ
|
وأرضى (أحمدَ بن أبي دؤادِ)
|
وباتَ الطُّهر، والأحشاءُ منه
|
بها نارُ الأسى ذاتُ اتّقادِ
|
كأنّ فؤاده، والسُّمُّ فيه
|
تُقطِّعُهُ ظُبى بيضٍ حِدادِ
|
تُقَلِّبُه الشُّجُون على بساطٍ
|
من الأسقام، دامي القلبِ صادي
|
أأُمَّ الفضل، لا قُدِّستِ رُوحاً
|
ولا وُفِّقتِ يا بنتَ الفسادِ
|
حَكيتِ (جُعيدةً) في سوء فِعل
|
فَخَصْمُكِ أحمدٌ يومَ التَّنادِ
|
أمثلُ (ابنِ الرِّضا) يبقى ثلاثاً
|
رهين الدّار، في كُرَبً شِدادِ
|
ويَقضي فوقَ سطحِ الدّار فرداً
|
وأنتِ من الغواية في تمادي
|
أفِتيانَ العُلى من آل فِهرٍ
|
وأبطالَ الوَغى، يومَ الجلادِ
|
وأبناء المواضي والعوالي
|
وفُرسانَ المطهَّمةِ الجيادِ
|
هَلمّوا بالمسوَّمة المذاكي
|
لِدَرْك الثّار، ضابحةً عوادي
|
عليها كلُّ مغوارٍ جَسُورٍ
|
يزين حسامُه طول النّجادِ
|
سقى الزّوراء غيثٌ مُستمرٌّ
|
وعاهَدَ أرضَها صوبُ العهادِ
|
رُبى أرجائها أعلى مقاماً
|
وأزهى من رُبى ذات العمادِ
|
بِقَبر ابن الرّضا وأبيه حَقٌّ
|
لها، لو فاخَرتْ كُلَّ البلادِ
|
هما كهفُ النّجاة لِمَن رَمَتْهُ
|
لَياليهِ بِداهية تآدِ
|
كريما محتد مَن كان مثلي
|
يَوُدُّهما فمِن كَرَم الوِلادِ
|
فما زالت قبورُهما قصوراً
|
مشيَّدة، رفيعاتِ العمادِ
|