شهر محرّم الحرام
«لا يومَ كيومك يا أبا عبد الله»
_____إعداد: «شعائر»_____
أبرز
المناسبات:
* شهادة سيّد الشّهداء عليه السّلام
* شهادة الإمام السّجّاد عليه السّلام
|
أبرز
الأعمال:
* صوم الأيّام التّسعة الأوائل
* زيارة عاشوراء
|
(المراقبات): «فليُظهِر مَن كان مِن أولياء الإمام
الحسين عليه السلام -من المواساة بسيّد السَّادات- من الحزن والفجيعة ما يناسب هذه
المصيبة الجليلة، فكأنّها وَرَدت على نفسِه، وعلى أعزّته، أولاده وأهله؛ فإنّه
عليه السّلام أَوْلى به من نفسه بنصّ جدِّه صلوات الله عليه وآله، وإنّه صلوات
الله عليه قَبِل هذه المصيبات، وفدى بِنَفسِه الشّريفة شيعتَه لِيُنجيهم من العذاب
الأليم، وأَيْتَم أولاده وأعزّته ".." فيجب بِحُكم كرائم الصّفات في الوفاء
والمواساة، أن يبذلَ شيعتُه أيضاً له ما بَذَلَه صلوات الله عليه لهم، ويفدوه بأنفسهم
كما فَدَاهم بنَفسِه، وإنْ فعلوا ذلك لَمَا
أدَّوا حقَّ المواساة، لأنّ نَفْسَه الشّريفة لا تُقاس بالنُّفوس، فهو بمنزلة نفس
النّبيّ الكريم وهي علّة إيجاد العالمين، وهو سيّد الخلائق أجمعين من الأنبياء
والمُرسَلين والملائكة المقرّبين، وهو [سيّد الشّهداء عليه السلام] حبيبُ الله
وحبيبُ حبيبِ الله».
اللّيلة الأولى من المحرّم
ثلاثُ صلواتٍ مرويّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله:
1- «إنَّ في المحرّم ليلة شريفة، وهي أوّل
ليلة منه، مَن صلّى فيها مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (الحمد) و(قل هو الله أحد)، ويُسلِّم
في آخر كلّ تشهُّد، وصام صبيحةَ اليوم، وهو أوّل يوم من المحرّم، كان مِمَّن يدوم عليه
الخيرُ سَنَتَه، ولا يزال محفوظاً من الفتنة إلى القابل، وإنْ مات قبل ذلك صار إلى
الجنّة إنْ شاء الله تعالى».
2- «تُصلّي أوّل ليلة من المحرّم رَكعتين،
تقرأ في الأولى (فاتحة الكتاب) وسورة (الأنعام)، وفي الثّانية (فاتحة الكتاب) وسورة
(يس)».
3- «إنَّ في المحرّم ليلة، وهي أوّل ليلة منه، مَن صلّى فيها ركعتين
يقرأ فيها سورة (الحمد) و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرّة، وصام صبيحتَها، وهو أوّل
يومٍ من السَّنة، فهو كَمَن يدوم على الخير سنتَه، ولا يزال محفوظاً من السَّنة إلى
قابل، فإن مات قبل ذلك صار إلى الجنّة».
اليوم الأوّل
1- استحباب صومه مع
ثمانية أيّام بعده:
* عن الإمام الرِّضا عليه السلام: «..وفي أوّل يوم من المحرّم دعا زكريّا
عليه السلام ربّه عزَّ وجلَّ، فمَن صام ذلك اليوم استجاب
الله عزَّ وجلَّ منه كما استجاب لزكريّا عليه السلام».
** قال الشّيخ الطُّوسيّ: يُستحبّ صيام
الأيّام التّسعة من أوّل محرَّم، وفي اليوم العاشر يُمسِك عن الطّعام والشّراب إلى
بعد العصر، ثمّ يفطر بقليلٍ من تربة الحسين عليه السلام.
2- الصّلاة:
* عن الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام: «كان رسولُ الله صلّى الله عليه وآله يُصلِّي أوّل يومٍ من المحرّم ركعتَين،
فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدُّعاء ثلاث مرّات:
أللَّهُمَّ أَنْتَ الإلهُ القَدِيمُ، وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ، فَأَسْأَلُكَ
فِيها العِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ، وَالقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ
بالسُّوءِ، وَالاشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، يا كَرِيمُ يا ذا الجَلالِ وَالإكْرامِ،
يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا ذَخِيرَةَ مَنْ لا ذَخِيرَةَ لَهُ (يا ذُخرَ مَن
لا ذُخرَ له)، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا سَنَدَ
مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا حَسَنَ البَلاءِ، يا عَظِيمَ
الرَّجاءِ، يا عِزَّ الضُّعَفاءِ، يا مُنْقِذَ الغَرْقى، يا مُنْجِيَ الهَلْكى، يا
مُنْعِمُ يا مُجْمِلُ، يا مُفَضِلُ يا مُحْسِنُ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ
اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ، وَضَوءُ القَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ، وَدَوِيُّ الماءِ
وَحَفِيفُ الشَّجَرِ، يا اللهُ لا شَرِيكَ لَكَ، أللَّهُمَّ اجْعَلْنا خَيْراً مِمَّا
يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لَنا ما لا يَعْلَمُونَ، وَلا تُؤاخِذْنا بِما يَقُولُونَ، حَسْبِيَ
الله لا إلهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ،
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولوا الألْبابِ،
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً
إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ».
اليوم الثّالث
(المراقبات): ويصوم اليوم الثّالث، وقد ورد أنّه
يوم خروج يوسف، على نبيِّنا وآله وعليه السّلام، من الجبّ، مَن صامه فرَّج عنه
الكرب، ويسَّرَ له الصَّعب.
ليلةُ عاشوراء
من أعمال هذه اللّيلة:
1- الإحياء: رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن أحيا ليلة عاشوراء فكأنّما عَبَدَ
الله عبادةَ جميع الملائكة، وأَجرُ العامل فيها كأجرِ سبعين سنة».
(إقبال الأعمال): «عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «مَن بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء، لقيَ اللهَ يوم القيامة
ملطَّخاً بدمه، وكأنّما قُتِل معه في عرصة كربلاء». وقال شيخنا المفيد في كتاب (التّواريخ
الشّرعيّة): ورُوي أنَّ مَن زاره عليه السلام وبات عنده في ليلة عاشوراء حتّى يُصبِح،
حشَرَهُ اللهُ تعالى ملطَّخاً بدم الحسين عليه السلام في جملة الشُّهداء معه عليه السلام».
2- الصّلاة: ثلاثُ صلواتٍ مرويّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله في ليلة العاشر:
أ- «.. أربع ركعات من آخر اللّيل، يقرأ
في كلّ ركعة بـ (فاتحة الكتاب) مرّة، وآية (الكرسيّ) عشر مرّات، و(قل هو الله أحد)
عشر مرّات، و(المعوّذتين) عشراً عشراً، فإذا سلّم قرأ (قل هو الله أحد) مائة مرّة..».
ب- «.. مائة ركعة بـ (الحمد) مرّة و(قل
هو الله أحد) ثلاث مرّات، ويُسلّم بين كلّ ركعتين، فإذا فرغ من جميع صلاته قال: سبحانَ
الله والحمدُ لله ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبر، ولا حَوْلَ ولا قوّة إلَّا بالله
العليِّ العظيم - سبعين مرّة..».
ج- «أربع ركعات، في كلّ ركعة (الحمد) مرّة،
و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة، فإذا سلّمتَ من الرّابعة، فَأَكْثِر ذكرَ الله تعالى،
والصَّلاة على رسوله، واللّعن لِأعدائهم ما استطعت».
يومُ عاشوراء
(إقبال الأعمال): «فمِن مهمّات يوم عاشوراء عند
الأولياء، مشاركة الملائكة والأنبياء والأوصياء في العزاء، لأجل ما ذهب من الحرمات
الإلهيّة ودَرَسَ من المقامات النّبويّة، وما دخل ويدخل على الإسلام بذلك العدوان
من الذّلّ والهوان، وظهور دولة إبليس وجنوده على دولة الله جلَّ جلالُه وخواصّ
عبيده. فيجلس الإنسان في العزاء لقراءة ما جرى على ذرّيّة سيِّد الأنبياء صلوات
الله جلّ جلاله عليه وعليهم، وذِكْرِ المصائب الّتي تجدَّدت بسفك دمائهم والإساءة
إليهم».
أمّا أعمال يوم عاشوراء:
1- زيارة
عاشوراء: مصباح المتهجِّد: «.. عن أبي جعفر [الإمام الباقر] عليه السلام، قال: مَن زار الحسين بن عليٍّ عليهما السلام في يوم عاشوراء من المحرَّم حتى يظلّ عنده
باكياً، لَقِي الله عزَّ وجلَّ يوم يلقاه بثواب ألفَي حِجّة وألفَي عُمرة وألفَي غزوة،
ثواب كلّ غزوة وحِجّة وعمرة كثواب مَن حجَّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ومع الأئمّة الرّاشدين.
".." [أضاف الشّيخ الطّوسيّ قدّس سرّه]: قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة:
قال علقمة بن محمّد الحضرميّ، قلت لأبي جعفر عليه السلام: علِّمني دعاءً أدعو به ذلك اليوم إذا
أنا زرتُه من قرب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزُره من قُرب وأومأْتُ مِن بُعْد البلاد
ومِن داري بالسَّلام إليه.
قال: فقال لي: يا علقمة، إذا أنت صلَّيت الرَّكعتين
بعد أن تومىء إليه بالسَّلام، فقُل بعد الإيماء إليه من بعد التّكبير هذا القول [أي الزّيارة الآتية، وهي زيارة
عاشوراء المشهورة]، فإنّك إذا قلتَ ذلك فقد دعوْتَ بما يدعو به زوّارُه من الملائكة، وكتب
اللهُ لك مائة ألف ألف درجة، وكنتَ كَمَن استُشهِد مع الحسين عليه السلام، حتّى تشاركَهم في درجاتهم، ولا تُعرَف
إلَّا في الشُّهداء الَّذين استُشهدوا معه، وكتب لك ثواب زيارة كلِّ نبيٍّ وكلِّ رسول،
وزيارة كلّ مَن زار الحسين عليه السلام، منذ يوم قُتِل سلام الله عليه وعلى أهل
بيته، (تقول):
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله، السَّلامُ
عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ
وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، ".." [أنظر: مفاتيح الجنان، زيارة عاشوراء،
الباب الثّالث: في الزّيارات]
قال علقمة: قال الباقر عليه السلام: وإن استطعتَ أن تزوره في كلّ يوم بهذه
الزِّيارة في دارك فافعل، فلك ثوابُ جميع ذلك».
2- قراءة التَّوحيد ألف مرّة في هذا اليوم، ورُوي أنَّ الله تعالى ينظر
إلى مَن قَرَأها نَظَر الرّحمة.
3- أن يقول ألف مرّة: أللَّهُمَّ
الْعَنْ قَتَلَة الحسين عليه السلام.
4- قراءة زيارة وارث: قال المحدّث القمّيّ في (مفاتيح
الجنان): «ثمّ قُم وسلّم على رسول الله وعليٍّ المرتضى وفاطمة الزّهراء والحسن
المجتبى وسائر الأئمّة من ذرّيّة سيّد الشّهداء عليهم السلام، وعَزِّهم على هذه المصائب العظيمة بمُهجةٍ
حرَّى وعينٍ عَبْرى وزُرْ بهذه الزّيارة: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ
الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ
إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ الله، السَّلامُ
عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ
الله..». [أنظر: مفاتيح الجنان، أعمال اليوم العاشر من محرّم]
5- صلاة بكيفيّةٍ خاصّة، يليها دعاءٌ، أوردها الشّيخ الطّوسيّ
في (مصباح المتهجّد) برواية عبد الله بن سنان عن الإمام الصّادق عليه السلام، وهي صلاة أربع ركعات
بصفةٍ خاصّة يليها دعاءٌ جليل، ذاكراً في آخرها جزيلَ ثوابها.
اللّيلة الحادية والعشرون
(إقبال الأعمال): روينا ذلك بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان الله عليه في كتاب (حدائق الرّياض)، فقال عند
ذكر شهر محرَّم ما هذا لفظه: «وليلة إحدى وعشرين منه وكانت ليلة خميس سنة ثلاث من
الهجرة، كانت زفاف فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليها إلى منزل أمير
المؤمنين عليه السّلام، يُستحبّ صومه شكراً لله تعالى بما وفّق من جمع حجّته وصفيّته.
أقول: وقد روى أصحابُنا في كيفيّة
زفافها المقدَّس أخباراً عظيمة الشّأن، وإنّما نذكره بروايةٍ واحدةٍ من طريق
الخطيب مصنّف (تاريخ بغداد) المتظاهر بعداوة أهل بيت النّبوّة في المجلّد الثّامن،
بإسناده إلى ابن عبّاس قال: «لمّا زُفَّت فاطمة إلى عليٍّ عليه السّلام، كان النّبيّ
صلّى الله عليه وآله قدّامها، وجبرئيل عند يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف
مَلَكٍ خلفها، يسبِّحون اللهَ ويقدِّسونه حتّى طلع الفجر». أقول: فينبغي أن تكون
تلك اللّيلة عندك من ليالي الإقبال، وتتقرَّب فيها إلى الله جلَّ جلالُه لصالح
الأعمال، فإنّها كانت ابتداء غرس شجرة الحكمة الإلهيّة والرّحمة النّبويّة، بإنشاء
أئمّة البلاد والعباد، والحُجج لسلطان المعاد، والحفظة للشّرائع والأحكام، والملوك
للإسلام، والهادين إلى شرف دار المقام، وتوسَّل بما في تلك اللّيلة السّعيدة من الأسرار
المجيدة في كلّ حاجةٍ لك قريبة أو بعيدة.
اليوم الخامس والعشرون
شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام سنة 95 للهجرة، وينبغي في هذا اليوم زيارته
عليه
السلام بقراءة «الزّيارة الجامعة»، أو زيارة «أمين الله»، وغيرهما من زيارات
المعصومين عليهم السلام.