هذا الملف
ينتشر بين المؤمنين على نطاق واسع، القول المأثور «إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النّجاة» إلّا
أنّ الكثيرين لا يعرفون:
1- أنّ هذا
المعنى بصياغة قريبة من اللّفظ المتقدِّم، قد ورد في رواية طويلة تتضمّن أسماء الإمام
الحسين والأئمّة التّسعة من ذرّيّته سلام الله تعالى عليهم أجمعين بالإضافة إلى
الدّعاء الخاصّ بكلٍّ منهم وبعض خصائصه.
2- وأنّ هذه الرّواية
الطّويلة قد حدّث بها سيّد الشّهداء نفسه عليه السّلام، عن جدّه المصطفى سيّد النّبيّين
صلّى الله عليه وآله.
3- وأنّ التّأمّل
في هذه الرّواية وأمثالها، يفتح آفاق المؤمن على بعيد مرامي «من زار الحسين
عليه السّلام عارفاً بحقّه» ليكتشف – المؤمن-
بعض ملامح الجناية العظمى المتمثّلة بتغييب أبواب عديدة من الحديث الشّريف
لأنّ «جرعة» الغيب فيها مركّزة جدّاً.
4- قدّمت»شعائر»
ثلاث ملفّات سابقة في شهري «محرّم وشعبان» حول
سيرة الإمام الحسين عليه السّلام قبل كربلاء، جرى التّركيز فيها على سيرته
عليه السّلام في حديث الملائكة وحديث النّبيّين، خصوصاً سيّدهم صلّى الله عليه
وآله، مع التّوسّع في روايات الملَك «فطرس»،
وكان الهدف من هذا كلّه هو تقديم نماذج هي القليل من كثير مغيّب، وقد رصدت «شعائر»
بذهول ردّة فعل بعض «النّخَب!» خصوصاً
إزاء قصّة الملك «فطرس». ذلكم هو بعض آثار
عدوان «الغزو الثّقافيّ» على العالم الإسلاميّ.
5- لذلك جاء هذا
الملّف في سياق ما سبق، ليقدّم نموذجاً – آخر- جزئيّاً عن «تغييب الغيب» وقليلاً
من كثيرٍ مستشرٍ انسجاماً مع «روح العصر»!
الحسين بن عليّ
في السّماء، أكبر منه في الأرض
وإنّه
لَمكتوبٌ عن يمين عرش الله عز ّوجلّ: مصباح هدَى، وسفينة نجاة
------- الشّيخ حسين كوراني-------
·
عند وفاة رسول
الله صلّى الله عليه وآله كان الإمام الحسين عليه السّلام في حوالي السّابعة من
عمره الشّريف (قيل: ستّ سنين وستّة أشهر وعشرة أيّام) ولم أجد ما يدلّ على تاريخ
تلقّيه عليه السّلام هذه الرّواية عن جدّه النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله
وسلّم.
·
تكمن أهمّيّة
هذه الملاحظة في أنّ هذه العظمة للإمام الحسين – أو لإمام زمانه بعد أمير المؤمنين
السّبط الأكبر عليهم السّلام- التي تحدّث
عنها سيّد النّبيّين كان ظرفها الزّمنيّ «طفولة» الحسنين عليهما السّلام، إلّا أنّهما
كانا أكبر سنّاً بكثير من نبيّ الله عيسى على نبيّنا وآله وعليه السّلام حين قال –
بإذن الله تعالى- ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ مريم: 30.
·
العصمة إذاً،
أكبر من الزّمن، واستحضار هذه الحقيقة هو
علامة الإيمان بالغيب.
·
ما أمسّ الحاجة
إلى هذا اليقين في عصر طغيان التّفكير
المادّيّ حتّى في بعض ساحات التّديّن الخاصّة.
·
على أساس هذه المنطلقات
– ولتقويتها- تقدّم شعائر- هذا البحث في روايةٍ أبرز من الرّوايات المغيّبة –لأنّها
غيبيّة!، مع قراءة وافيةٍ في السّند، وإضاءات على بعض فقرات المتن.
روى الشّيخ الأجلّ الصّدوق في (عيون
أخبار الرّضا عليه السّلام) ج1/56:
حدّثنا أبو الحسن عليّ بن ثابت الدّوالينيّ
رضي الله عنه بمدينة السّلام سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة قال : حدّثنا محمّد بن
عليّ بن عبد الصّمد الكوفي قال : حدثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن موسى (الإمام
الجواد عليه السّلام) عن أبيه (الرّضا عليه السّلام) عليّ بن موسى عن
أبيه (الكاظم عليه السّلام) موسى بن
جعفر عن أبيه (الصّادق عليه السّلام) جعفر بن محمد عن أبيه (الباقر
عليه السّلام) محمّد بن عليّ عن أبيه (السّجّاد عليه السلام) عليّ بن الحسين عن
أبيه الحسين بن عليّ أبي طالب عليهم السّلام قال:
دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وعنده
أبيّ بن كعب فقال لي رسول الله صلّى
الله عليه وآله:
مرحبا بك يا أبا عبد الله، يا
زين السّماوات والأرضين.
قال له أُبَيّ: وكيف يكون يا رسول الله صلّى الله عليه وآله زينَ
السّماوات والأرضين أحدٌ غيرَك ؟
قال: «يا أُبَيّ، والذي بعثني بالحقّ
نبيّاً، إنّ الحسين بن عليّ في السّماء أكبر
منه في الأرض، وإنّه لمكتوبٌ عن يمين عرش الله عزّ وجلّ: مصباح هدى وسفينة نجاة، وإمام
خيرٍ ويُمْنٍ وعِزٍّ وفخر وعِلْمٍ وذُخْر، وإنّ الله عزّ وجلّ ركَّب في صلبه نطفة طيِّبةً
مباركةً زكيّة، ولقد لُقِّنَ دعواتٍ ما يدعو بهنَّ مخلوقٌ إلّا حشره الله عزّ وجلّ
معه، وكان شفيعَه في آخرته، وفرّج
الله كربَه، وقضى بها دَينه، ويسَّر أمرَه، وأوْضح سبيلَه وقوّاه على عدوِّه، ولم
يهتك ستره.
فقال له أُبَيّ بن كعب: وما هذه الدّعوات يا رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ قال:
تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد:
«اللّهمّ إنّي أسئلك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكّان سمواتك
وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر فأسألك أن تصلّي على محمّد وآل
محمّد وأن تجعل لي من أمري يسرا» فإنّ
الله عزّ وجلّ يسهّل أمرك ويشرح صدرك ويلقنّك شهادة أن لا إله إلّا عند خروج نفسك.
قال له أُبَيّ: يا رسول الله فما هذه النّطفة التي في صلب حبيبي
الحسين؟
قال: مَثَلُ هذه
النّطفة كمثل القمر وهي نطفة تبيين وبيان يكون من اتّبعه رشيداً ومن ضلّ عنه هويّاً
{غَوِيّاً}» قال: فما اسمه وما دعاؤه ؟
قال: اسمه عليّ، ودعاؤه:
«يا دائم يا ديموم، يا حيُّ يا قيّوم، يا كاشفَ الغمّ،
ويا فارج الهمّ، ويا باعثَ الرُّسُل، ويا صادقَ الوعد» من دعا بهذا الدّعاء حشره الله عزّ وجلّ مع عليّ بن الحسين وكان
قائده إلى الجنّة.
فقال له أُبَيّ: يا رسول الله فهل له من خلف ووصيّ؟
قال: نعم له
مواريث السّماوات والأرض.
قال: ما معنى
مواريث السّماوات والأرض يا رسول الله؟
قال: القضاء بالحقّ
والحُكم بالدّيانة، وتأويلُ الأحكام، وبيانُ ما يكون.
قال: فما اسمه؟
قال: اسمه محمّد وإنّ الملائكة لتستأنس به في السّماوات، ويقول
في دعائه:
«أللّهمّ
إن كان لي عندك رضوان وودّ فاغفر لي ولمن تبعني من اخواني وشيعتي وطيّب ما في صلبي».
فركّب الله عزَّ وجلّ في صلبه نطفةً طيِّبةً
مباركةً زكيّة، وأخبرني جبرئيل عليه السّلام، أنّ الله عزّ وجلّ طيَّبَ هذه النّطفة،
وسمّاها عنده جعفراً وجعله هادياً مهديّاً
راضياً مرضيّاً يدعو ربّه فيقول في دعائه:
«يا
دانٍ غيرَ مُتَوانٍ، يا أرحمَ الرّاحمين،إجعل لشيعتي من النّار وِقاءَ، ولهم عندك
رضاً، واغفِرْ ذنوبَهم، ويسِّر أمورَهم، واقض ديونهم، واستر عوراتِهم، وهب لهم
الكبائرَ التي بينك وبينهم، يا من لا يخاف الضَّيْمَ ولا تأخذه سِنةٌ ولا نوم،
إجعل لي من كلِّ غَمٍّ فَرَجاً». من دعا بهذا
الدّعاء حشره الله تعالى أبيض الوجه مع جعفر بن محمّد إلى الجنّة.
يا أُبَيّ، إنّ الله تبارك وتعالى ركّبَ على هذه
النّطفة نطفةً زكيَّةً مباركةً طيّبةً أنزل عليها الرّحمة وسمّاها عنده موسى.
قال له أُبَيّ: يا رسول الله كأنّهم يتواصفون
ويتناسلون ويتوارثون، ويصف بعضهم بعضاً؟
قال: وصَفَهم لي جبرئيل عن ربّ العالمين جلّ
جلاله قال: فهل لموسى من دعوةٍ يدعو{بها} سوى دعاء آبائه؟
قال: نعم يقول في دعائه:
«يا خالقَ
الخلق، وباسط الرِّزق، وفالقَ الحبِّ والنّوى، وباريءَ النَّسَم، ومحييَ الموتى،
ومميتَ الأحياء، ودائمَ الثَّباتِ ومُخْرِجَ النَّبات، إفعلْ بي ما أنت أهله» من
دعا بهذا الدّعاء قضى الله تعالى حوائجَه، وحشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر.
وإنّ الله عزّ
وجلّ ركّب في صلبه نطفةً مباركةً زكيّةً رَضِيّةً مَرْضيّةً وسمّاها عنده عليّاً، يكون لله تعالى في خلقه رّضِيّاً في عِلمه
وحُكمِه، ويجعله حجّة لشيعته يحتجّون به يوم القيامة وله دعاء يدعو به:
«أللّهمّ أعطني
الهدى وثبِّتني عليه، واحشرني عليه آمناً أمْنَ مَنْ لا خَوْف عليه ولا حزن ولا
جزع إنّك أهل التّقوى وأهل المغفرة».
وإنّ الله عزّ
وجلّ ركّب في صُلبه نطفةً مباركةً طيّبةً زكيّةً رَضِيّةً مِرْضِيَةً وسمّاها محمّد بنَ عليّ، فهو شفيع شيعتِه، ووارث عِلمِ جدِّه،
له علامةٌ بيّنةٌ وحجّة ظاهرةٌ، إذا وُلد يقول: « لا إله إلّا الله محمّد رسول
الله صلّى الله عليه وآله ويقول في دعائه:
«يا
مَن لا شبيهَ له ولا مِثال، أنت الله الذي
لا إله إلّا أنت، ولا خالقَ [إلّا أنت] تُفني المخلوقين وتبقى أنت حلمت عمّن عصاك
والمغفرة رضاك» من دعا بهذا الدّعاء كان محمّد بن عليّ شفيعَه يوم القيامة.
وإنّ الله تعالى
ركَّب في صُلبه نطفةً لا باغِيَةً ولا طاغية بارّةً مباركةً طيِّبةً طاهرةً سمّاها
عنده عليَّ بن محمّد فألبسَها السّكينة
والوقار، وأودعها العلوم وكلَّ سرٍّ مكتوم، [و] مَن لَقِيَه وفي صدره شيءٌ أنبأه
به، وحذّره من عدوِّه ويقول في دعائه:
«يا نورُ يا
برهان، يا منيرُ يا مُبين، يا ربّ اكفني شرّ الشّرور وآفات الدّهور وأسألك النّجاة
يوم ينفخ في الصّور». من دعا بهذا الدّعاء كان عليّ بن محمّد شفيعَه وقائده إلى
الجنّة.
وإنّ الله تبارك
وتعالى ركَّب في صُلبه نطفةً وسمّاها عنده الحسن:
فجعله نوراً في بلاده، وخليفةً في أرضه، وعِزّاً لأمّة جدّه، وهادياً لشيعته،
وشفيعاً لهم عند ربّه، ونَقِمةً على من خالفه، وحجّة لمن والاه، وبرهاناً لمن اتّخذه
إماماً. يقول في دعائه:
«يا عزيز
العزّ في عِزّه ما أعزّ عزيز[اً] العزّ في عِزّه. يا عزيزُ أَعِزّني بعزّك
وأيِّدني بنصرك، وأَبعِد عنّي همزاتِ الشّياطين، وادفع عنّى بدفعك، وامنع عنّى
بمنعِك، واجعلني من خيار خَلْقِك. يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد». من دعا بهذا الدّعاء حشره الله عزّ وجلّ معه، ونجّاه
من النّار ولو وجبت عليه.
وإنّ الله تبارك
وتعالى ركّب في صُلب الحسن نطفة مباركةً زكيّةً طيِّبةً طاهرةً مطهّرةً يرضى بها
كلّ مؤمنٍ ممّن قد أخذ الله تعالى ميثاقه في الولاية، ويكْفُر بها كلّ جاحدٍ، فهو
امامُ تَقِيٌّ نَقِيٌّ سارٌّ مَرْضِىٌّ هادٍ مهديٌّ
يحكم بالعدل ويأمر به، يصدّق اللهَ تعالى ويصدِّقه الله تعالى في قوله، يخرج من «تِهامَة» حين تظهر الدّلائل والعلامات، وله كنوز لا
ذهبٌ ولا فضّة إلا خيولٌ مطهّمة (تامّة
الحُسن، معظَّمة) ورجالٌ مسوَّمة
(معلَّمة)، يجمع الله تعالى له من أقاصي البلاد على عدّةِ أهل بدر ثلاثمائة
وثلاثة عشر رجلاً، معه صحيفةٌ مختومةٌ فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم
وطبائعهم وحُلاهم وكُناهم، كَدّادون مُجِدّون في طاعته.
فقال له أُبَيّ:
وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟
قال: له عَلَمٌ
إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العَلَم من نفسه، وأنطقه الله تعالى فناداه العلم: أُخرُج
يا وليّ الله فاقتل أعداء الله، وهما رايتان وعلامتان، وله سيفٌ مُغْمَد، فإذا حان
وقت خروجه اختلع ذلك السّيف من غِمده وأنطقه الله عزّ وجلّ فناداه السّيف: أُخرُج يا
وليّ الله فلا يحلُّ لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثَقِفَهم،
ويقيم حدود الله، ويحكم بحكم الله. يخرج جبرئيل عليه السّلام عن يمينه وميكائيل عن
يساره وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين وأفوّض إمري إلى الله تعالى عزّ وجلّ.
يا أُبَيّ، طوبى
لمن لَقِيَه، وطوبى لمن أحبّه وطوبى لمن قال به، ينجِيهم الله به من الهلكة، وبالإقرار
بالله وبرسوله وبجميع الأئمّة يفتح الله لهم الجنّة، مَثَلُهم في الأرض كمثل المسك
الذي يسطع ريحه ولا يتغيّر أبداً، ومثلهم في السّماء كمثل القمر المنير لا يطفىء
نوره أبداً.
قال أبي: يا رسول الله كيف {جاءك} بيان حال هؤلاء الأئمّة عن الله عزّ
وجلّ قال: إنّ الله عزّ وجلّ أنزل عليّ {اثني عشر خاتماً و} اثني عشر صحيفة، اسم
كلّ إمامٍ على خاتمه، وصفتُه في صحيفته.
عيون أخبار الرّضا عليه السّلام ج1/56 مصحّحاً على ما في (كمال الدّين) للصّدوق، و(المصباح) للكفعمي
إضافة برواية «الرّاوندي»
بعد أن أورد «الرّاونديّ» في (قصص الأنبياء) (ص363) الحديث المتقدّم
عن «ابن بابويه» أي الشّيخ الصّدوق- ذكر
مباشرة ما يلي: ودعاؤه:
«أللّهمّ عظم البلاء، وبرح الخفاء، وانقطع الرّجاء،
وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض ومَنعت السّماء، وأنت المستعان وإليك المشتكى، وعليك
التّوكّل في الشّدّة والرّخاء، فصلّ على محمّد وآل محمّد «..» أولي الأمر الذين
فرضت طاعتهم وعرّفتنا بذلك منزلتهم، ففرّج عنا بحقّهم فرَجاً عاجلاً قريبا كلمح
البصر أو هو أقرب».
أضاف الرّاونديّ: ومن دعائه:
«يا من إذا تضايقت الأمور فتح لنا باباً لم تذهب إليه
الأوهام، فصلّ على محمّد وآلِ محمّد، وافتح لأموري المتضايقة باباً لم يذهب إليه
وهمٌ، يا أرحم الرّاحمين».
·
وقفةٌ مع هذه الإضافة
اللّافت في إلحاق هذين الدّعاءين - اللّذَين أوردهما القطب الرّاونديّ
بعد الحديث محلّ البحث- عدّة أمور:
1-
أنّ الدّعاءين لم يردا
في نصَّي العيون والكمال، ولا في أي مصدرٍ
نقل عن الشّيخ الصّدوق أو عمن نقل عنه.
2-
إنّ الحديث الطّويل- محلّ البحث- قد تضمّن دعاءً لكلّ إمامٍ ورد اسمه
فيه، إلّا أنّه لم يورد دعاءً خاصاً بالإمام المهديّ عليه السّلام.
3-
إنّ الكفعميّ قد أورد دعاءً
للإمام المهديّ عليه السّلام – كما يأتي- لكنّه مغايرٌ كليّاً لهذين الدّعاءين اللّذَين
أوردهما القطب الرّاوندي.
4-
لم يكن القطب الرّاونديّ بصدد الحديث عن الإمام المهديّ عليه السّلام
في الفصل الذي أورد فيه الحديث الطّويل المذكور، ولا بصدد الحديث عن الأدعية، بل
كان قبل فصلٍ طويلٍ بصدد الحديث عن «مغازي» رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ ساق
الحديث إلى أجواء وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله، ووصاياه في أهل البيت عليهم
السّلام، فوصل إلى هذا الحديث المتضمّن لعظمة سيّد الشّهداء والتّسعة من ذرِّيّته
عليهم السّلام، وعندما انتهى منه أورد هذين الدّعاءين.
5-
إنّ «الضّمير» في قول «الرّاونديّ»:
«ودعاؤه» لم يأت في سياق الحديث عن «مرجع الضّمير» أي الإمام المهديّ عليه السّلام
فالعبارة التي قبل قوله «ودعاؤه» هي: «اسم كلّ إمامٍ على خاتمه، وصفتُه في
صحيفته».
6-
إنّ الدّعاء الأوّل «عظم البلاء» من الأدعية المشهورة جدّاً، ولصيغته
المتداولة تتمّة رواها السّيّد ابن طاوس في(جمال الأسبوع، ص181) و«ابن المشهديّ» في (المزار، ص591) وعن ابن طاوس:
الحرّ العامليّ في (الوسائل، ج8/185، وأورده الشّيخ بهاء الدّين العامليّ في (جامع
عبّاس) (فارسيّ) ص186.