كيف تداول
العلماء هذا الحديث
رواه الشّيخ الصّدوق في «عيون أخبار الرّضا عليه السّلام» كما تقدّم
قبل قليل، ورواه الصّدوق أيضاً في (كمال الدّين وتمام النّعمة) ص 264، بالسّند التّالي: «حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدّواليبيّ
بمدينة السّلام قال: حدّثنا محمّد بن الفضل النّحويّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن
عبد الصّمد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ ابن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسى..».
يلاحظ أنّ سند (كمال الدّين) يختلف عن سند (العيون) بزيادة اسم «محمّد بن الفضل النّحويّ».
ولا يكاد يخلو مصدر من الكتب الأمّ المشهورة من
هذا الحديث أو بعضه وفي ما يلي ثبتٌ ببعض هذه المصادر بحسب التّسلسل الزّمنيّ.
·
وأورد هذا الحديث عن الشّيخ الصّدوق:
1-
الطّبرسيّ (ت: 548 هجرية) في إعلام
الورى بأعلام الهدى ج2/185 (عن كمال الدّين).
2- والقطب الرّاونديّ (ت:573) في (قصص
الأنبياء، ص 359 عن كمال الدّين). وأورده مختصراً في (الخرائج والجرائح، ج2/550-551)
3- وعليّ بن يونس النّباطيّ البيّاضيّ
العامليّ (ت: 877) في (الصّراط المستقيم،
ص155) قال: «وأسند الشّيخ أبو جعفر ابن
بابويه إلى الجواد إلى آبائه أب أب إلى الحسين عليه السّلام قال: ..».
4- والفيض الكاشانيّ (ت:1091) في (الوافي
ج2/464)، إلّا أنّه اكتفى بإيراد ما يرتبط بالإمام
المهديّ عليه السّلام، من هذه الرّواية، فقال: «وروى الشّيخ الصّدوق رحمه اللَّه
في كتاب إكمال الدّين بإسناده إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في
حديث أُبَيِّ بن كَعب الوارد في فضائل الأئمّة وصفاتهم واحداً بعد واحد». ثمّ أورد
آخر فقرة وهي حول الإمام المهديّ عليه السّلام.
5- والسّيّد هاشم البحرانيّ (ت:1107) في
«غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام عن طريق الخاص والعام»، (ص150 وص169وص264) قال:
إبراهيم بن محمّد الحموينيّ هذا قال: روى الشّيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه (رضي
الله عنه) قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدّواليبيّ بمدينة السّلام.. ثمّ أورد
هذالحديث.
6- والحموينيّ (شيخ الإسلام أبو إسحاق الحموينيّ) المولود عام (644) والمتوفّى سنة (730) أو 722) في (فرائد السّمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين)- الحديث: (447) في الباب: (35) في تقريض رسول الله (صلّى الله عليه
وآله وسلّم) ابنه الحسين والأئمّة من ولده، وفيه أيضاً بيان الدّعاء الذي كان
يختصّ بكل واحد منهم بحسب الدّؤوب على قراءته، ثمّ بيان بعض العلامات للمهديّ
المنتظَر (عجّل الله تعالى فرجه) ".." قال: «وروى الشّيخ الجليل أبو جعفر ابن بابوَيه قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدّواليبيّ
بمدينة السّلام، حدّثنا محمّد بن الفضل [النّحويّ] حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد
الصّمد الكوفيّ، حدّثنا عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسى». (فرائد السّمطين-
نسخة موقع شبكة الإمامين الحسنين للفكر والتّراث الإسلاميّ ص156-160).
· وحيث قد طبع كتاب فرائد السّمطين باسم
«الجوينيّ» والمعروف أنّه للحموينيّ، فقد مسّت الحاجة إلى توضيح أنّ «الحموينيّ» هو «الجوينيّ». جاء في (ينابيع المودّة،ج1ص78): أخرج الحموينيّ في كتابه (فرائد السّمطين): «رأيت بخطّ جدّي شيخ الإسلام
أبى عبد الله محمّد حموينه بن محمّد الجوينيّ، حدّثنا الحسن بن أحمد السّمرقنديّ، عن
عليّ بن أحمد البخاريّ، عن أبي بكر محمّد بن إبراهيم البخاريّ، عن الإمام أبي بكر
إسحاق الكلاباديّ البخاريّ، عن عبد الله بن محمّد، عن محمّد ابن عبيد الله، عن محمّد
بن عثمان البصريّ، عن محمّد بن الفضل، عن محمّد بن سعد أبي طيبة، عن المقداد بن
الأسود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «معرفة آل محمّد براءةٌ
من النّار، وحبّ آل محمّد جوازٌ على الصّراط، والولاية لآل محمّد أمانٌ من العذاب».
وهذا الحديث مذكور في جواهر العقدين، ومسطور في كتاب الشّفاء لكن بغير إسناد».(انتهى)
7- و قد
أورد الشّيخ الكفعميّ في «المصباح» ص305، خصوص الأدعية الواردة في هذا الحديث الشّريف،
فقال: «ولنختم هذه الأدعية بأدعية تنسب إلى الحسين عليه السّلام والى التّسعة من
ولده عليهم السّلام نقلتها من حديث طويل بإسناد صحيح إلى النّبيّ صلّى الله عليه
وآله الأوّل للحسين عليه السّلام ودعاؤه أن يقول بعد صلاة الفريضة «اللّهمّ إني
أسئلك بكلماتك ومعاقد عرشك..» ثمّ اقتصر على إيراد الأدعية، ولم يذكر السّند
الذي شهد بصحّته.
8- وأورد المجلسيّ (ت:1111)- هذا الحديث
في ثلاث موارد في بحار الأنوار ج36/204 عن «كمال الدّين» و«العيون» وأورد في السّند
«محمّد بن الفضل النّحويّ» و ج52/309، وج91/184عن «العيون» فقط ولم يذكر «محمّد بن
الفضل النّحويّ»، وتأتي الحاجة إلى هذه الملاحظة.
9- وعن الحموينيّ عن الشّيخ الصّدوق،
المرجع الفقيه الرّاحل السّيّد الميلانيّ، قال: «وأخرج الحموينيّ بسنده عن عليّ بن
عاصم عن محمّد بن عليّ بن موسى عن آبائه عن الحسين عليهم السّلام قال: «دخلت على
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنده أُبيّ بن كعب فقال لي رسول الله: «مرحباً
بك يا أبا عبد الله يا زين السّماوات والأرض»، قال أبيّ: وكيف يكون يا رسول الله
زين السّماوات والأرض أحد غيرك؟ فقال ثمّ أورد من هذه الرّواية ما يرتبط بالإمام المهديّ
عجّل الله تعالى فرجه الشّريف (الميلانيّ، قادتنا
كيف نعرفهم، ج4/432).
· والمرجع الرّاحل السّيّد المرعشيّ أيضاً
عن الحموينيّ عن الشّيخ الصّدوق، قال المرعشيّ: (ومنها ما رواه القوم: منهم العلّامة
الحموينيّ في (فرائد السّمطين، ص 42 مخطوط)
روى بإسناده عن أبي الحسن أحمد بن ثابت الدّوالينيّ بمدينة السّلام...).(السّيّد المرعشيّ- شرح إحقاق الحقّ ج13/62).