قَتَلوا بِكَ التَّكْبيرَ
وَالتَّهْليلا
من
مراثي سيّد الشّهداء في المصادر السّنّيّة
---- إعداد:
أسرة التّحرير----
·
نموذجان
من مراثي سيِّد الشّهداء المتداولة في المصادر السّنّيّة نوردهما تثبيتاً
لبعض ملامح إجماع الأمّة على الخشوع في المحراب المحمّديّ الحسينيّ.
· اختارت «شعائر» هذين النّموذجّين من شرح
(إحقاق الحقّ) للسّيّد المرعشيّ، ج27/529 الّذي
ورد فيه الكثير من هذه النّماذج الشّعريّة وغيرها.
قال الأستاذ «أبو عثمان، إسماعيل بن عبد
الرّحمن الصّابونيّ»: أنشدني الحاكم أبو عبد الله الحافظ في مجلس الأستاذ أبي
منصور الحمشاذيّ على حجرته في قتل الحسين بن عليّ رضي الله عنهما:
جاؤوا بِرأْسِكَ يا ابْنَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ
|
مُتَزَمِّلاً (مترمّلاً) بِدِمائِهِ تَزْميلا
(ترميلا)
|
وكأنَّما بِكَ يا ابْنَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ
|
قَتلوا جهاراً
عامدينَ رَسولا
|
قَتَلوكَ عَطْشاناً ولم يَتَرَقَّبوا
|
في قَتْلِكَ التَّنْزيلَ وَالتَّأويلا
|
وَيُكَبِّرونَ بِأَنْ قُتِلْتَ وإنَّما
|
قَتَلوا بِكَ التَّكْبيرَ وَالتَّهْليلا
|
أخبرنا بذلك أبو الحسن بن البخاريّ،
قال: أنبأنا أبو سعد بن الصّفّار، قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراويّ، قال: أخبرنا
أبو عثمان الصّابونيّ، فذكره.
***
وقال
أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفراويّ: أنشدتُ لبعض الشّعراء [الشّاعر
سفيان العبديّ الكوفيّ] في مرثيّة الحسين بن
عليّ رضي الله عنهما:
لقد
هدَّ جِسْمي رُزْء آلِ مُحمَّدٍ
|
وتلكَ
الرَّزايا والخُطوبُ عِظامُ
|
وأبكت
جفوني بالفراتِ مَصارعٌ
|
لآلِ
النّبيّ المُصْطَفى وعِظامُ
|
عظامٌ
بأكنافِ الفُراتِ زكيّةٌ
|
لَهُنَّ
عَلَيْنا حُرْمَةٌ وذِمامُ
|
فكمْ
حُرَّةٍ مسْبِيَّةٍ فاطِمِيَّةٍ
|
وَكَمْ
من كَريمٍ قد عَلاهُ حُسامُ
|
لآلِ
رَسولِ اللهِ صَلَّتْ عَلَيْهِمُ
|
مَلائِكَةٌ
بِيضُ الوُجوهِ كِرامُ
|
أفاطِمُ
أَشْجاني بَنوكِ ذَوُو العُلى
|
فَشِبْتُ
وإنِّي – صادِقٌ- لَغُلامُ
|
وأصْبَحْتُ
لا ألْتَذُّ طيبَ مَعيشَةٍ
|
كَأَنَّ
عَلَيَّ الطَّيِّباتِ حَرامُ
|
ولا
البارِدُ العَذْبُ الفُراتِ أسيغُهُ
|
ولا
ظَلَّ يُهْنِيني الغَداةَ طَعامُ
|
يَقولونَ
لي صَبْراً جَميلاً وَسَلْوَةً
|
وما
لِي إلى الصَّبْرِ الجَميلِ مَرامُ
|
فكيفَ
اصْطباري بَعْدَ آلِ مُحَمَّدٍ
|
وفي
القَلْبِ منهم لَوْعَةٌ وَسَقامُ؟
|