صلاة الليل

صلاة الليل

03/04/2011

المقدّمات، موانع التوفيق

إعداد: «شعائر»


ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: «ليس من شيعتنا مَنْ لم يُصَلِّ صلاة الليل»، وتجمع الأحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أنّ مَن أراد الدنيا فليُصلِّ صلاة اللّيل، ومَن أراد الآخرة فليُصلِّ صلاة اللّيل.
وقفة لـ «شعائر» بتصرّف يسير مع العارف الكامل الميرزا جواد الملكي التبريزي قدّس سرّه من كتابه (أسرار الصلاة)، تُلقي الضوء على أهميّة صلاة اللّيل، ومقدّماتها، وموانع التوفيق لها.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


من النوافل المؤكّدة صلاة اللّيل، وما أدراك ما صلاة الليل! هي نور من الظلمة، وأنس من الوحشة، وخلوة من الكثرة.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «صلاة الليل مرضاة للربّ ".." وبركة في الرزق، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت، وسراجٌ في قبره ".." وجواب على مُنكر ونَكير، ومؤنس وزائر في قبره إلى يوم القيامة ".." وثقلاً في الميزان، وجوازاً على الصراط، ومفتاحاً للجنّة..».

الأخبار في فضيلتها متواترة، سوى ما نزل فيها من الآيات؛ ولو لم يكن منها إلّا قوله تعالى:  ﴿وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامَاً مَّحْمُوداً﴾ الإسراء: 79 لكفى.

ذمّ تاركي صلاة الليل

ممّا ورد في خِزي مَن استخفّ بها وتركها، قول الإمام الصادق عليه السلام: «ليس من شيعتنا مَنْ لم يُصلِّ صلاة الليل»، وقوله عليه السلام: «أبغض الخلق إلى الله جيفةٌ بالليل، وبطّالٌ بالنهار». 
وبالجملة، فلا تترك صلاة الليل، ولا تُضيِّعها قطعاً، فإنَّ مَنْ آمن بفضائل صلاة الليل كيف لا يحنّ إلى مجيء وقتها، أليس هذا الإنسان من يبذل في التقرّب إلى سلاطين الدنيا وأشرافها والخلوة معهم مالَه وأهله، بل يتنافس في ذلك ببذل روحه وحياته؟ والله تعالى يقول: ﴿..والذين آمنوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ..﴾ البقرة: 165.

موانع التوفيق لقيام الليل

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام لِمَن قال له: إنّي نمتُ البارحة من وِردي، قال عليه السلام: «أنت رجل قيّدتك ذنوبك».
والنائمون عن صلاة الليل طائفتان:
1- منهم يشتغلون بالخوض في الخوض في ما يُنهى عنه، ويأكلون ويشربون، ثمّ ينامون في أنعم فراش وأروح مكان؛ وهذا النائم لا بدّ من أن ينام عن صلاة الليل، لأنّه من أوّل الليل إنّما هيّأ أسباب النوم باختياره، بل يُمكن أن يقال أنّه لم ينم بعزم الانتباه ولا برجائه ...
2- نعم قد ينام من تهيّأ [كما يُستفاد من بعض الروايات الواردة في هذا الباب] لطفاً من الله تعالى، وحفظاً له من العُجب، أو تعريضاً له بزيادة الأجر من كثرة أسف فوت التهجّد، وقضاء ما فات عنه وزيادة، ولكنّ الذي يُستفاد من الأخبار، أنّ ذلك لا يكون إلّا قليلاً، ليلة أو ليلتين.

أثر صلاة اللّيل والتضرّع إلى الله في التوفيق لتحصيل العلم

المؤمن إنّما يرى صلاة اللّيل أزيَد أثراً في تحصيل العلم من المطالعة ".." والسرّ أنَّ العلم ليس بكثرة التعلّم، بل نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء، والتهجّد إنّما ينوّر القلب، ويُثبتُ النور في قلب المؤمن.
وهكذا المناجاة في الليل، كما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه إذا اختلى العبد بسيّده وقال: «يا ربِّ يا ربِّ»، ناداه الجليلُ جلَّ جلالُه: «لبَّيك عبدي، سَلْنِي أُعطِك، وتوكّل عليَّ أكفِك».
وكيف كان، مَنْ كان له تتبُّعٌ ما في أخبار أهل البيت عليهم السلام، لا يشكّ في أنّ صلاة الليل ليست ضداً لتحصيل العلم، بل من أسبابه القريبة القويّة.

لا بدَّ من التهيّؤ في أوّل اللّيل للقيام في آخره للتهجّد

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن أراد قيام الليل وأعدَّ مضجعه فليُقل: أللّهمَّ لا تؤمنّي مكرَك، ولا تُنسني ذكرَك، ولا تجعلني من الغافلين، أقوم ساعة كذا وكذا، فإنّه يوكّل الله به ملكاً يُنبّهه في تلك الساعة».
وبما أنَّ الحال في أول الليل مؤثّرة في التوفيق آخره، لا بدَّ لطالب التهجّد من القيام بوظائف آداب النوم على مرضاة الربّ تعالى، [بأنْ] ينام على طهارة وذكر، ويعمل بأهم وردٍ في هذا الحال، من الأدعية والأذكار، مُسلِّماً روحه ونفسه وقلبه وقالبه، وأموره كلّها لله، ويقول بلسان حاله: «رُح إلى الله».


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/04/2011

  إصدارت

إصدارت

  إصدارات

إصدارات

نفحات