من أقوال الإمام عليّ الهادي عليه السّلام
الحِكْمَةُ لَا تَنْجَعُ
فِي الطَّبَائِعِ الفَاسِدَةِ
v «الحَسَدُ مَاحِقُ الحَسَناتِ، والزَّهوُ جَالِبُ المَقْتِ، والعُجْبُ
صَارِفٌ عَن طَلَبِ العِلْمِ، دَاعٍ إلَى التَّخَبُّطِ فِي الجَهْلِ، وَالبُخْلُ أَذَمُّ
الأَخْلَاقِ، وَالطَّمَعُ سَجِيَّةٌ سَيّئةٌ».
v «صِنَاعَةُ الأَيّامِ السَّلْبُ، وَشَرْطُ الزَّمَانِ الإِفَاتَةُ،
وَالحِكْمَةُ لَا تَنْجَعُ فِي الطَّبَائِعِ الفَاسِدَةِ».
v
«الشَّاكِرُ أَسْعَدُ بِالشُّكرِ
مِنهُ بِالنِّعمَةِ الَّتِي أَوْجَبَتِ الشُّكر، لِأَنَّ النِّعَمَ متاعٌ،
والشُّكرُ نِعَمٌ وعُقْبَى».
v
«الغِنَى قِلَّةُ تَمَنِّيكَ،
والرِّضَى بِمَا يَكْفِيكَ، والفَقْرُ شَرَهُ النَّفْسِ وشِدَّةُ القُنُوطِ، والمَذَلَّةُ
اتِّباعُ اليَسيرِ، والنَّظَرُ في الحَقيرِ».
v
«إنَّ الظَّالِمَ الحَالِمَ
يَكادُ أنْ يُعْفَى على ظُلْمِهِ بِحِلْمِهِ، وإنَّ المُحِقَّ السَّفِيهَ يَكادُ
أنْ يُطْفِئَ نُورَ حَقِّهِ بسَفَهِه».
v
قال عليه السّلام للمتوكِّل: «لا تَطلبِ الصَّفاءَ مِمَّن كَدَّرْتَ عَلَيه، ولا الوَفَاءَ
مِمَّن غَدَرْتَ بِهِ، ولا النُّصْحَ مِمَّنْ صَرَفْتَ سُوءَ ظَنِّكَ إِلَيْه، فَإنَّمَا
قَلْبُ غَيْرِكَ لَكَ كَقَلْبِكَ لَهُ».
حِجَاب
الحِجَابُ:
كُلُّ مَا حَالَ بَيْنَ شَيْئيْنِ، جَمْعُهُ
حُجُبٌ. وفي الحديثِ: «مَا لِدَعْوَةِ المَظْلُومِ حِجَابٌ»، «ولَهُ دَعَوَاتٌ
تَخْرِق الحُجُبَ». والحِجَابُ: لَحْمَةٌ رَقِيقَةٌ كأَنَّهَا جِلْدَةٌ قد اعْتَرَضَتْ،
مُسْتَبْطِنَةٌ بين الجَنْبَيْنِ تَحُولُ بينَ السَّحْرِ [الرّئة] والقَصَبِ.
وفي (الأَساس
للزّمخشريّ): «ومن المَجَازِ: هَتَكَ الخَوْفُ حِجَابَ قَلْبِهِ، وهو جِلْدَةٌ تَحْجُبُ
بَيْنَ الفُؤَادِ والبَطْنِ، وخَوْفٌ يَهْتِكُ حُجُبَ القُلُوبِ»، انتهى.
وكُلُّ
شَيءٍ مَنَعَ شيئاً فقد حَجَبَهُ، كَمَا تَحْجُبُ الإِخْوَةُ الأُمَّ عَنْ فَرِيضَتِهَا،
فإنَّ الإِخْوَةَ يَحْجُبُونَ الأُمَّ عنِ الثُّلُثِ إلى السُّدُس، كذا في (الأَساس).
والحِجَابُ: جَبَلٌ
دُونَ جَبَلِ قَاف المُحِيطِ بالدُّنْيَا، وبه فَسَّر بعضُهم قولَه تعالى: ﴿..حَتَّى
تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾ ص:32.
والحِجَابُ: أَنْ تَمُوتَ
النَّفْسُ وهِيَ مُشْرِكَةٌ، كَأَنَّهَا حُجِبَتْ بالمَوْتِ عن الإِيمَانِ، ومنه حديثُ
أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَن النّبيَّ
صلّى الله عليه وآله، قال: «إنَّ الله يَغْفِرُ
لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الحِجَابُ، قِيلَ: يا رسولَ اللهِ، وما الحِجَابُ؟
قَالَ: أَنْ تَمُوت..». ".."
وفي حديث ابن مسعود: «مَن اطَّلَعَ الحِجَابَ وَاقَعَ
مَا وَرَاءَهُ»، قيل: اطِّلاَعُ الحِجَابِ: مَدُّ الرَّأْسِ، لأَنَّ المُطَالِعَ يَمُدُّ
رَأْسهُ يَنْظُر مِنْ وَراءِ الحِجَابِ، وهُوَ السِّتْرُ.
(الزّبيديّ، تاج العروس -
مختصر)