«خصائص الوحي المبين»

«خصائص الوحي المبين»

04/04/2011

للعلّامة الحافظ ابن البطريق

قراءة: سلام ياسين


الكتاب: «خصائص الوحي المبين».
المؤلّف: العلّامة الحافظ ابن البطريق، شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الحلّي (523-600 هجريّة).
الناشر: «دار القرآن الكريم»، قم المقدّسة 1417 هجريّة.

في ترجمة الحافظ ابن البطريق، قال المحدّث الجليل الشيخ عباس القمّي رحمه الله:
«ابن البطريق (ت: 600 هجريّة)، أبو الحسين الشيخ شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي، من أفاضل العلماء الإماميّة، كان عالماً فاضلاً مُحدّثاً محقّقاً ثقةً جليلاً، له كتاب (العمدة) و(المناقب) و(الخصائص) و(تصفّح الصحيحين في تحليل المتعتين) وغير ذلك».
وهو يقصد بـ (الخصائص) هذا الكتاب: (خصائص الوحي المبين).

جاء في تقديم المرجع الديني الشيخ جعفر السبحاني للكتاب:

«لقد قام المؤلّف في هذا الكتاب بجمع وتدوين مناقب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام الواردة في الصحاح والسُنن والمسانيد لأهل السنّة على نسق خاص وترتيب مُبتكر. وقد استخرج هذه المناقب من: صَحيحي البخاري ومسلم، ومن (الجمع بين الصحيحين) للحميدي، ومن كتاب (الجمع بين الصحاح الستّة) لجامعه الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري، ومُسند أحمد بن حنبل الشيباني، وتفسير الثعلبي الموسوم بـ (الكشف والبيان) لأبي إسحاق أحمد بن محمّد بن نعيم الثعلبي، ومناقب الفقيه أبي الحسن بن عليّ بن محمّد الطيّب المعروف بابن المغازلي الواسطي، ومناقب أحمد بن حنبل المعروف
بـ (فضائل الصحابة)، إلى غير ذلك من الكتب التي أشار إليها المؤلّف في ديباجة الكتاب، وخلال فصوله.
وقد كان هذا الكتاب خير بدايةً لهذا النوع من التأليف والتصنيف، أعني «جمع المناقب من الصحاح والمسانيد أو السُنن المُعتبرة عند أهل السنة». وتوالت التآليف والمصنّفات على هذا النمط من بعد. هذا، والكتاب الحاضر يشتمل على اثنين ومائتين حديثاً في خمسة وعشرين فصلاً، ثمّ ذيّله بعدّة أمور ترى تفصيلها في فهرس الكتاب، وقد ذكر المؤلّف عدد أحاديث كلّ فصل في مقدّمته، كما ذكر أسانيده وطُرُقَه إلى مؤلّفيها ورواتها في صدر الكتاب، وهو يُعرب عن مكانته في الحديث، وتضلُّعه فيه، وكثرة مشايخه وأساتذته، وبلوغه الذروة في الإحاطة بالمناقب والفضائل».
* يعني ما تقدّم، أنّ هذا العالم الجليل؛ «ابن البطريق» كان السبّاق إلى هذا النوع من التأليف، الذي يمتاز بخصوصيتَي التدقيق العلمي في السند، والحرص على وحدة الأمّة، عبر دعوتها إلى التزام ما نطق به الوحي وبلّغه سيّد النبيّين صلّى الله عليه وآله.
والمنهجيّة التي تراعي هاتين الخصوصيّتين كانت وما تزال شديدة الوطأة على الطواغيت والفراعنة التحريفيّين، الذين حاولوا فصل الأمّة عن أهل البيت عليهم السلام، كمقدّمة للتظاهر بالحكم باسم رسول الله، ليتمكّنوا من تحريف الإسلام والقضاء عليه.
وعلى الرغم من كثرة وعّاظ السلاطين، فقد تمكّن العلماء المُخلصون من الشيعة والسنّة من حفظ الروايات سواءً تلك التي تفسّر الآيات المباركة، أم التي تتضمّن فضائل أهل البيت عليهم السلام، ومنزلتهم التي أنزلهم الله تعالى فيها، ليثبتوا للأجيال أنّ كلّ المسلمين «شيعة أهل البيت عليهم السلام» وإن اختلفت نسبة تأثير عصور التعتيم وتغييب الحقائق، على الكثيرين من الفريقين.
نجد في كتاب (الخصائص) كيف تتبّع هذا العالم أقوال كبار العلماء ومرويّاتهم، ليقدّم للأمّة ثَبْتاً يُمكِّنها من حفظ عقيدتها، مهما طال ليل أمبرطوريّات الجور.
ونظرة في فهرس الكتاب -بعد معرفة منهجيّته- تكفي لإثبات أهميّة هذا السفر الذي يزيد عمره على ثمانية قرون.
نكتفي بذكر نماذج من الفهرس، وهي كما يلي:
- الفصل الأوّل: في قوله سبحانه وتعالى: ﴿إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يُقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ المائدة:55.
- الفصل الثاني: في قوله تعالى: ﴿يا أيّها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربّك...﴾ المائدة:67.
- الفصل الثالث: في قوله تعالى: ﴿...اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً...﴾ المائدة:3، وفي قوله تعالى: ﴿والنجم إذا هوى﴾ النجم:1.
- الفصل الرابع: في قوله تعالى: ﴿...إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً﴾ الأحزاب:33، وفي قوله تعالى: ﴿في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه...﴾ النور:36.
- الفصل الخامس: في قوله تعالى قال: ﴿...قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى...﴾ الشورى:23، وفي قوله تعالى: ﴿إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين﴾ آل عمران:33.
- الفصل السادس: في قوله: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله...﴾ البقرة:207، وفي قوله تعالى: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ الشعراء:214.
- الفصل السابع: في قوله سبحانه وتعالى: ﴿...فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم...﴾ آل عمران:61، وفي قوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ الحمد:6، وفي قوله تعالى: ﴿فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه...﴾ البقرة:37، وفي قوله تعالى: ﴿...إنّي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريّتي...﴾ البقرة:124، وفي قوله تعالى: ﴿إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً﴾ مريم:96، وفي قوله تعالى: ﴿وإنّ الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون﴾ المؤمنون:74.
- الفصل الثامن: في قوله سبحانه وتعالى: ﴿...إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد﴾ الرعد:7، وفي قوله تعالى: ﴿أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه...﴾ هود:17، وفي قوله تعالى: ﴿وقفوهم إنّهم مسؤولون﴾ الصافات:24، وفي قوله تعالى: ﴿...ولتعرفنّهم في لحن القول...﴾ محمّد:30.
- الفصل التاسع: في قوله سبحانه تعالى: ﴿والسابقون السابقون﴾ الواقعة:10، وفي قوله تعالى: ﴿والسابقون الأوَّلون...﴾ التوبة:100، وفي قوله تعالى: ﴿أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام...﴾ التوبة:19، وفي قوله تعالى: ﴿...كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة...﴾ النور:35.
- الفصل العاشر: في قوله سبحانه وتعالى: ﴿...ويهديكم صراطاً مستقيماً﴾ الفتح:20، وفي قوله تعالى: ﴿ولقد كنتم تمنَّون الموت من قبل أن تلقوه...﴾ آل عمران:143، وفي قوله تعالى: ﴿وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحجّ الأكبر...﴾ التوبة:3، وفي قوله تعالى: ﴿يا أيّها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدِّموا بين يدي نجويكم صدقة...﴾ المجادلة:12، وفي قوله تعالى: ﴿ثمّ لتُسئلنّ يومئذٍ عن النعيم﴾ التكاثر:8، وفي قوله تعالى: ﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً...﴾ الأنعام:65.


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/04/2011

  إصدارت

إصدارت

  إصدارات

إصدارات

نفحات