يزكّيهم

يزكّيهم

28/05/2014

جالِسوا مَنْ بيدِه مقاليدُ كلِّ شيء!


جالِسوا مَنْ بيدِه مقاليدُ كلِّ شيء!

بالصّلاة، يُصبحُ الشّخصُ إنساناً

ـــــ شيخ الفقهاء العارفين الشّيخ بهجت قدّس سرّه ـــــ

 

* «المُقتطفات المعرفيّة لهذا الشّامخ - والمُقتبسة بالكلّيّة من الآيات والرّوايات أو التّجارب السّلوكيّة - هي كسَواقٍ تجري من ينبوع الحكمة الزّلال. وللإنصاف، فإنّها مصباحٌ مضيءٌ في طريق تربية النّفوس».

* مُختاراتٌ من ترجمةٍ خاصّةٍ بـ «شعائر» لكتاب (جرعة وصال)، المطبوع بإجازة مكتب شيخ الفقهاء العارفين، المرجع الرّاحل الشّيخ محمّد تقي بهجت قدّس سرّه.

 

v   إنَّ [قلب] الحُجّة الغائب عجّل الله تعالى فرجه الشريف، يكنُّ أجلَّ العلوم وأرفعَها، كما أنّ لديه من الاسم الأعظم أكثر ممّا لدى الآخرين. ومع ذلك فقد سألَ كلَّ مَن تشرَّف برؤيته، في النّوم أو اليَقظة، بأن يدعو له [بالفرَج]!

v   إنّ السّبيل إلى النّجاة من المصائب ينحصرُ في الدّعاء في الخلوات لتعجيل فرَج وليّ العصر عجّل الله تعالى فرَجه الشّريف؛ لا لَقْلَقة لسان أو دعاء اعتياديّ، بل دعاء مع توبةٍ، وإخلاصٍ، وصِدق النّيّة.

 

الصّلاة، دخولٌ في حرَم الأمن الإلهيّ

v  الصّلاةُ هي الميزانُ الحقيقيّ. فالصّلاة هي أفضلُ الذِّكر، وأحلى الذِّكر، وأفضلُ الأشياء... وكلُّ الأشياء تتبعُ الصَّلاة. فعلينا بتَحسين هذه الصَّلاة بكلِّ ما أُوتينا من قوّةٍ.. إذا صحَّت الصَّلاة وعَذُبَت؛ صار الإنسانُ إنساناً حقّاً. فالصّلاةُ في نهاية المطاف هي المحَكّ!

v  إنَّ السَّلامَ من قِبَل المولى الحقّ سبحانه وتعالى، هو هديّةُ السّفر الأولى الّتي يرجعُ بها العبدُ من عنده جلَّ وعلا. فقد جاء في دعاء مسجد الكوفة: «أللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَرجِعُ ويَعُودُ السَّلام، حَيِّنا مِنْكَ بِالسّلام».

v   ذِكرُ الله في الصّلاة هو أحسنُ الذِّكر، فالصّلاة بمنزلة الكعبة؛ والمُصلِّي يدخلُ في صلاتِه حَرَمَ الأمن الإلهيّ؛ وذلك عندما يدخله من باب التّكبير، ويخرج منه من باب التّسليم.

v  لَكَم يُناسبُ التّكبيرُ الدّخولَ في الصّلاة، ولَكَم يُناسب التّسليمُ الخروجَ منها! [كلمة] «أكبَر» تناسبُ التّكبير، ما يعني أن تضعَ جانباً كلَّ شؤون الدّنيا وكلّ كبيرٍ، لأنّ الله سبحانه وتعالى هو «أكبر»؛ فالمُصلّي يدخلُ حرَم الكبرياء الإلهيّ بالتّكبير، ولكن ما أدرانا نحن ما معنى هذا! فقد جاء في الحديث: «لو علِمَ المُصَلِّي ما يَغْشاهُ مِنْ جَلالِ الله، لمَا انْفَتَلَ مِن صَلاتِهِ».

المعصية، انحيازٌ إلى المَعدوم

v  إنـَّا لَنرجو من الله تعالى أن يكون لدينا أُنْسٌ باطنيٌّ بالقرآن، وعلاقةٌ باطنيةٌ حميمةٌ به، وبالدّين ومُقدّمات التّديُّن ومُتطلّباته، وأن نكتفي بالكتاب والعترة لنَستيقنَ بأنَّ الدّين حقٌّ.

v  لقد مات بعضُ المُقرّبين شَوْقاً إلى لقاء الجنّة، وذلك لأنَّ سماع آيات الرّحمة والنّعمة والعذاب والنّقمة يُؤثِّر في الإنسان الموحِّد تأثيراً تكوينيّاً.

v  اللهُ وحدَه أعلمُ بالحالات الّتي تنتابُ أصحابَ المقامات الرّوحيّة في أوقات الخَلوة والمناجاة، وكيف يحرقُهم، ولو لفترة قصيرة، صمتُ التّأمّل الفكريّ إثْرَ مُشاهدةَ الأنوار الإلهيّة!

v  مسألةُ إطاعة الأوامر الإلهيّة أو المعصية والانصياع لأوامر الشّيطان والنّفس الأمّارة، هي أمرٌ دائرٌ بين أمرَين: إمّا أن نجالسَ مَن بيده الموت والحياة، والغِنى والفقر، والمرض والعافية، والمشفى والطّبيب، والثّروة ورأس المال... أو أن نجالس مَن لا يملكُ شيئاً!

v  عندما نعزمُ العقدَ على الطّاعة، فإنّما نعزمُ بذلك على محبّة الغنيّ القدير، والعليمِ الكريم، ومصاحبتِه ومجالستِه. وعندما نعزم العقدَ على المعصية، فإنّما نعزمُ على مصاحبة الفقير العاجز، واللّئيم الجاهل، ومجالستِه.

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

29/05/2014

دوريّات

نفحات