دعاءُ الإلحاح
..ثمّ
بكى أبو عبد الله عليه السّلام
ـــــ رواية السّيّد
ابن طاوس ـــــ
عن
محمّد بن مسلم، أنّه قال للإمام الصّادق عليه السّلام: علِّمني دعاءً، فقال له
الإمام: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ دُعَاءِ الإِلْحَاحِ؟ قال محمّد بن مسلم: وَما
دعاءُ الإلحاح؟ عندها علّمه الإمام الصّادق عليه السّلام الدّعاء الآتي.
يُشار
إلى أنّ السّيّد ابن طاوس ذكر في (فلاح السّائل) هذا الدّعاء (الإلحاح)، والدّعاءَ
الذي يليه ضمن تعقيبات نافلة العصر.
دعاءُ
الإلحاح
أللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ
السَّبْع، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ، ورَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، ورَبَّ
جَبْرَئِيلَ ومِيكَائِيلَ وإِسْرَافِيلَ، ورَبَّ السَّبْعِ المَثَانِي وَالْقُرْآنِ
الْعَظِيمِ، ورَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه،
وأَسْأَلُكَ باسِمِكَ الأَعْظَم ِالَّذِي تَقُومُ بِه السَّمَاءُ والأَرْضُ، وَبِه
تُحيِي المَوتَى وَتُمِيتُ الأَحْيَاءَ، و تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ، وتَجْمَعُ
بَيْنَ الْمُتَفَرِّقِ، وَبِهِ أَحْصَيْتَ عَدَدَ الآجَالِ وَوَزْنَ الْجِبَالِ
وكَيْلَ البِحارِ، أسألُكَ يَا مَن هُوَ كَذَلِك، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ
وآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وكَذا، وَسَلْ حَاجَتَكَ.
فاستَجِبْ
لي كَما استجبتَ لهُ
هذا
الدّعاء نقله السّيد ابن طاوس والعلّامة المجلسيّ عن (مصباح المتهجّد) للشّيخ
الطّوسيّ، وأوردَه الشّيخ بهاء الدّين العامليّ في (مفتاح الفلاح)، وفيها جميعاً
أنّه يُقرأ عقب التّسليمة الثّالثة من نافلة العصر:
«أللَّهُمَّ إنِّي أدعوكَ بما دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ إذْ ذَهَبَ مُغاضِباً
فَظَنَّ أنْ لنْ تَقْدِرَ عَلَيْه فَنَادَى فِي الظُّلُماتِ أنْ لَا إلَهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِن الظَّالِمينَ، فاسْتَجَبْتَ لَهُ ونَجَّيْتَهُ
مِنَ الغَمِّ، وكَذلكَ تُنْجِي المُؤمِنِينَ، فَإنَّهُ دَعَاكَ وهُوَ عَبْدُكَ وأنا
أَدْعُوكَ وأنا عَبْدُكَ، وسَأَلَكَ وهُوَ عَبْدُكَ وأنَا أَسْأَلُكَ وأَنَا عَبْدُكَ،
أنْ تُصَلِّيَ علَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأنْ تَسْتَجِيبَ لِي كَمَا اسْتَجَبْتَ
لَهُ.
وأَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ أيُّوب إذْ مَسَّهُ الضُّرُ
فَدَعاكَ: إنَّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ
وكَشَفْتَ مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وآتَيْتَهُ أَهْلَهُ ومِثلَهُم مَعَهُم، فَإنَّهُ دَعَاكَ
وهُوَ عَبْدُكَ، وأنا أَدْعُوكَ وأنا عَبْدُكَ، وسَأَلَكَ وهُوَ عَبْدُكَ، وأنَا أَسْأَلُكَ
وأَنَا عَبْدُكَ، أنْ تُصَلِّيَ علَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأنْ تَسْتَجِيبَ
لِي كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُ.
وأَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ يوسُف إذْ فَرَّقْتَ بَيْنَهُ وبينَ
أهْلِهِ، وإذْ هُوَ فِي السِّجْنِ، فَإنَّهُ دَعَاكَ وهُوَ عَبْدُكَ، وأنا أَدْعُوكَ
وأنا عَبْدُكَ، وسَأَلَكَ وهُوَ عَبْدُكَ، وأنَا أَسْأَلُكَ وأَنَا عَبْدُكَ، أنْ
تُصَلِّيَ علَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأنْ تُفَرِّجَ عنِّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ،
وأَنْ تَسْتَجِيبَ لِي كَما اسْتَجَبْتَ لَهُ، وصَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
وافعلْ بي كذا وكذا، وتَذْكُر
حاجتَك».
****
في
تعقيبه على الدّعاء المتقدّم، نقل السّيد ابن طاوس عن (أمالي) الشّيخ الطّوسيّ،
أنّ الإمام الصّادق عليه السّلام، سُئل عن دعاء النّبيّ يوسف وهو في السّجن، فقال:
«كَانَ دُعاؤه كَثيراً، لكنّه لمَّا اشتدَّ عليه الحَبسُ خَرَّ للهِ ساجداً، وقال:
(أللَّهُمَّ إنْ كانتِ الذُّنوبُ قد أَخْلَقَتْ وَجْهِيَ عِنْدَكَ فلَن تَرْفَعَ لِي
إليكَ صَوتاً، فأنا أتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِوَجْهِ الشَّيْخِ يَعقُوب)، ثمّ
بكى أبو عبد الله عليه السّلام، وقال: صَلَّى
اللهُ على يَعقوبَ وعلى يُوسف، وأنا أقولُ: أللَّهُمَّ باللهِ وبِرَسُولِه عليه
السَّلام».