يذكرون

يذكرون

28/05/2014

لا يزال المؤمن في الصّلاة، ما دام ذاكراً


﴿..قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ..﴾

لا يَزالُ المُؤْمِنُ في الصَّلاة، ما دام ذاكراً

ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

خمسُ آياتٍ من سورة آل عمران، أسهبَ الفقهاءُ والمُفسّرون في الحديث عنها، وتبيان معانيها، حيث كانت أوّلَ كلامٍ يَقولُه رسول الله صلّى الله عليه وآله عند استيقاظه، وقد توعّد صلّى الله عليه وآله المُتغافل عنها بـ «الوَيل».

النّصّ الآتي مقتبس عن (تفسير البرهان) للمحدِّث السّيّد هاشم البحرانيّ رضوان الله تعالى عليه.

 

قال الله تعالى في سورة آل عمران: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ آل عمران:190-194.

***

* عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله، لمّا نزلت هذه الآيات الخمس من (آل عمران)، أنّه قال: «وَيْلٌ لِمَنْ لَاكَهَا بينَ فَكَّيْهِ، وَلَمْ يَتَأَمّلْ مَا فِيهَا».

* وعن أمير المؤمنين ،عليه السّلام، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وآله، كان «..إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَاكَ [أي يستعمل السّواك]، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلى السَّماءِ، ثُمَّ يَقولُ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..﴾ إلى قوله تعالى: ﴿.. فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾».

* وكان، صلّى الله عليه وآله، إذا جلسَ من نومه، كما في الرّواية عن الإمام الصّادق عليه السّلام: «..قَلَّبَ بَصَرَهُ في السَّماءِ، وَتَلا الآياتِ مِنْ آلِ عِمْرانَ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..﴾..».

* ووَردَ عن الأئمّة من آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، الأمرُ بقراءة هذه الآيات الخمس، وقتَ القيام باللّيل للصّلاة، وفي الضَّجْعةِ بعد ركعتَي الفجر [نافلة الصّبح]. ففي (تذكرة الفقهاء) للعلّامة الحلّيّ: «..عن الصّادق عليه السّلام: (وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَضْطَجِعَ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ عَلى جانِبِهِ الأَيْمَنِ، وَيَقْرَأَ خَمْسَ آياتٍ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرانَ) ".." لقول رسول الله صلّى الله عليه وآله: (إِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ، فَلْيَضْطَجِعْ). ومن طريق الخاصّة قولُ الصّادق عليه السلام، وقد سأله سليمان بن خالد عمّا يقولُ إذا اضطجعَ بعد ركعتَي الفجر؟ [قال عليه السّلام]: (إِقْرَأْ الخَمْسَ آيات الّتي في آخِرِ آلِ عِمْرانَ..)».

* وفي شأن الآية: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا..﴾، رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قولُه: «وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيةَ، ثُمَّ مَسَحَ بِها سبلتَه»، [السَّبَلَةُ عند العرب مُقَدَّم اللّحية وما أَسْبَل منها على الصّدر]، أي تجاوز عنها من غير فكر، كما ذمّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله المُعرِضين عنها. * وعن أمير المؤمنين عليه السّلام: «أَلا وَإنّي مَخْصوصٌ في القُرْآنِ بِأَسْماءٍ، احْذَروا أَنْ تُغْلَبوا عَلَيْها، فَتُضِلُّوا في دينِكُمْ..»، إلى قوله سلام الله عليه: «..وَأَنا الذّاكِرُ، يَقولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ..﴾..»، وفي التّفاسير أنّ هذه الآيات نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام إبّان هجرته من مكّة إلى المدينة، ومعه الفواطم، حيث كانوا إذا توقّفوا عن المسير، أمضوا ساعاتِهم بالعبادة والصّلاة والذِّكر والتّهجّد، فنزلَ الوحيُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله بذلك، قبل قدومهم عليه.

* وعن الإمام الباقر عليه السّلام: «لا يَزالُ المُؤْمِنُ في صَلاة، مَا كانَ في ذِكْرِ اللهِ، قائِماً كانَ أَوْ جالِساً أَوْ مُضْطَجِعاً، إِنَّ اللهَ تعالى يَقولُ: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ...﴾ الآية».

* وعنه عليه السّلام في الحُكم الفِقْهِيّ المُستخرَج من الآية: «الصَّحِيحُ يُصَلِّي قَائِماً، وقُعُوداً. [و] الْمَرِيضُ يُصَلِّي جَالِساً. ﴿..وَعَلى جُنُوبِهِمْ..﴾: الَّذِي يَكُونُ أَضْعَفَ مِنَ المَرِيضِ الَّذِي يُصَلِّي جَالِساً».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

29/05/2014

دوريّات

نفحات