تاريخ و  بلدان

تاريخ و بلدان

28/05/2014

تاريخ و بلدان

 

لَتُجِيبَنَّ أَبناءَهم إلى مِثْلِها، وأنتَ مَضِيضٌ مُضْطَهَد

جاء في خبر صُلح الحُديبية بين المسلمين ومُشركي قريش ما يلي:

«.. ورجع حفصُ بن الأحنف وسهيلُ بن عمرو إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقالا: يا محمّد، قد أجابت قريش إلى ما اشترطتَ ".." فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله بالمكتب، ودعا إلى أمير المؤمنين عليه السّلام وقال له: اُكْتُبْ. فكتب: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ)، فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف (الرّحمن)، اُكتب كما كان يكتب آباؤك: (باسمك اللّهمّ)، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اُكْتُبْ (بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ)، فَإِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْماءِ اللهِ، ثمّ كتب [أمير المؤمنين عليه السّلام]: «هَذا ما تَقاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ، وَالمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ»، فقال سهيل بن عمرو: لو نعلمُ أنّك رسول الله ما حاربناك، اُكتب: (هذا ما تقاضى عليه محمّد بن عبد الله..)، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنا رَسولُ اللهِ، وَإِنْ لَمْ تُقِرُّوا، ثم قال: اُمْحُ يا عَلِيُّ، وَاكْتُبْ: (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ)، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: ما أَمْحو اسْمَكَ مِنَ النُّبُوَّةِ أَبَداً، فمحاه رسول الله صلّى الله عليه وآله بيده، ثمّ كتب: (هَذا ما اصْطَلَحَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَالمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو)،... [إلى آخر بنود الصّلح]  (وَكَتَبَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ) ".." ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عَلِيُّ، إِنَّكَ أَبَيْتَ أَنْ تَمْحُوَ اسْمي مِنَ النُّبُوَّةِ؛ فَوَالّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً، لَتُجيبَنَّ أَبناءَهُمْ إِلى مِثْلِها وَأَنْتَ مَضيضٌ مُضْطَهَدٌ.

فلمّا كان يوم صفّين، ورضوا بالحكَمين، كتب: (هَذا ما اصْطَلَحَ عَلَيْهِ أَميرُ المُؤْمِنينَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبِ، وَمُعاوِيَةُ بْنُ أَبي سُفْيانَ). فقال عمرو بن العاص: لو علمنا أنّك أمير المؤمنين ما حاربناك، ولكن اكتُب: (هذا ما اصطلح عليه عليّ بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان)، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صَدَقَ اللهُ وَصَدَقَ رَسولُهُ، أَخْبَرَني رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ، ثمّ كتب الكتاب..».

(الحُوَيْزيّ، تفسير نور الثّقلين)

 

بلدان

الحِيرة

الحِيرة مدينة عربيّة تاريخيّة، حَسَنَةُ البناء طيّبةُ الثَّرى، كانت على ثلاثة أميالٍ من الكوفة، بينها وبين الأنبار، ومن ثَمّ قيل: «حِيرة الكوفة»، وبها كانت «مَملَكةُ الحيرة»، وقد عُرِفت أيضاً بمَملكة اللّخميّين، ومَملكة المناذرة، وأبناء نصر. ومن أشهر ملوكها عمرو بن هند الذي قتله الشّاعرُ عمرو بن كلثوم، وخلّد تلك الحادثة في معلّقته الشّهيرة.

وكان عامّةُ أهلِ الحيرة نَصارى، وكان فيهم، من قبائل العرب على دين النّصرانيّة، من بَني تميم، ومن سَليم، وطَيء وغيرهم.

والحِيرةُ، أوّلُ مواطن العرب في العراق، وموضُعها يقع اليوم بين مدينتَي النّجف وكربلاء. وفي بعض التّفاسير أنّ الحيرة هي (الرّبوة) في قوله تعالى: ﴿..وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ المؤمنون:50.

و«الحِيرة» مُشتقّة من الكلمة الآراميّة «حرتا»، ومعناها المعسكر والمقام، وقيل في سبب تسميتها، أيضاً، إنّ قوماً مرّوا بها، فضَلَّ دليلُهم عن الطّريق و«تحيَّر». والنّسبةُ إليها «حِيْريّ»، و«حَاريّ» على غير قياس.

في العام 12 للهجرة، أصبحت الحيرة جزءًا من الأراضي الإسلاميّة. وأوّلُ عمارة للحيرة كمدينةٍ كانت في زمن الملك الفارسيّ «بخت نصر»، ثمّ خربت بعد موته، ثمّ عمّرت مرّة أخرى، وظلّت في عمرانها خمسمائة عام وبضعة وثلاثين عاماً، إلى أن عمّرت مدينة الكوفة ونزلها المسلمون، فاندثر أمرُ الحيرة مع الزّمان.

 (عدّة مصادر)

 

 






 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

29/05/2014

دوريّات

نفحات