عين الله النّاظرة

عين الله النّاظرة

01/06/2011

الفَرَج الخاص قبل الظهور

إعداد: أسرة التحرير

*على كلّ شخص أن يفكّر بنفسه ويجد طريقاً للإرتباط مع الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ليحصل على فَرَجه الشخصيّ، سواء كان ظهور الإمام عليه السلام قريباً أم بعيداً. لماذا لا نهتم بذلك، مع أنّ الفرج الشخصيّ أمرٌ باختيارنا ويقع بإرادتنا، خلافاً للظهور، والفرج العام؟
*تقدّم «شعائر» نبذة من توجيهات شيخ الفقهاء العارفين الشيخ بهجت قدس سره، حول ضرورة الإرتباط بالإمام المهدي عليه السلام في زمن الغَيبة.

إنّ ابتداء حركة الإنسان في مسيرة الكمال والمعرفة هي القابليّة والإستعداد، وبهما يستطيع المرءُ الوصول من اللاشيء إلى كلّ شيء، وغاية السَّير ومقصده هو الله سبحانه وتعالى.
والربوبيّة الإلهيّة تتكفّل بمساعدة الإنسان وإرشاده في حركته التكامليّة للوصول إلى الغاية المقصودة، فقد جاء في دعاء أبي حمزة الثمالي: «من أين لي الخير يا ربّ ولا يوجد إلّا من عندك؟».
فالله تعالى هو حافظنا ووليّنا وقائدنا وصاحبنا في طريقنا، كما يقول هو سبحانه عن نفسه: ﴿اللهُ وَلِيُّ الذين آمَنُوا يُخرِجُهُم من الظُّلُماتِ إلى النُّورِ..﴾ البقرة:257، أي يُخرجهم من ظلمات الحَيرة إلى نور الهداية.
ونحن معرّضون للغرق في بحر الحياة، وهداية وليِّ الله وإرشاده لنا لازمان وضروريّان في سبيل أن نصل سالمين إلى المقصد. لذا، علينا أن نستغيث بوليّ العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ليُنير لنا المسير، ويصحبنا إلى آخر مقصدنا وغايتنا.
إنّ صاحب الأمر قريبٌ منّا ومُطّلعٌ على أحوالنا، ولكنّنا نحن الذين لا نرى، فنعيش الغفلة والجهل تجاهه، ونظنّ أنّنا بعيدون عنه، ومن المؤسف حقاً أن لا نقدّر نعمة الولاية.

الفرج الشخصيّ قبل الظهور

على كلّ شخص أن يفكّر في نفسه ويجد طريقاً للإرتباط مع الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وأن يعثر –بالتالي- على فَرَجه الشخصيّ، سواء كان ظهور الإمام عليه السلام قريباً أم بعيداً.
لماذا لا نهتم بكيفيّة تحقيق الإرتباط والعلاقة مع الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، على الرّغم من أنّ الفرج الشخصيّ أمرٌ باختيارنا ويقع بإرادتنا، خلافاً للظهور والفرج العام؟ ولماذا نحن غافلون عن هذا الموضوع، ونهتمّ فقط بالظهور واللّقاء العامّ معه عليه السلام؟
إذا لم نهتم بإصلاح أنفسنا لتحقيق فرجنا الشخصيّ، فهناك خوف من أنّنا سوف نفرّ منه عند ظهوره؛ لأنّنا نسير في طريق مَن لا يفرِّق بين الأهمّ والمهمّ.

عين الله الناظرة

ألا ينبغي أن نلتفت إلى وجود قائدٍ وإمام لنا ناظرٍ على أعمالنا؟!
الويل لنا إذا لم نكن نرى بأنّه ناظر على أعمالنا، أو إنْ لم نرَ أنّه ناظر في كلّ مكان! إذا كانت نار جهنّم جزاء العاصي على الذّنوب الشخصيّة -ممّا لا علاقة له بالأمور الإجتماعيّة- التي يقترفها في الخلوة، إلّا بتوبة مناسبة للحال، فكيف ستكون عاقبة من اقترف «الذنوب الإجتماعيّة» التي تُسبّب اضطراب المجتمع، وزعزعة الأمن والنِّظام، أو تُؤدّي إلى تحريم الحلال وترك الواجبات، أو مصادرة الأموال وهتك الحُرُمات، وقتل النفوس الزكيّة، وإراقة دماء المسلمين بغير الحقّ؟! هل يُمكننا أنّ نأتي بما نشاء من أعمال، أو أن نفرّ من الرقابة الإلهيّة، أو أنْ نُخفي أنفسنا، مع اعتقادنا بوجود قائدٍ وإمام هو «عين الله الناظرة»؟
كم سيكون الأمر شاقّاً علينا إنْ لم نُلاحظ رضاه صلوات الله عليه من عدمه في ما نفعل، وإنْ لم نسع لجلب رضاه وسروره في كلّ عمل نبتغيه؛ وطبعاً فإنّ رضاه أو سخطه معلومان في كلّ أمر، وفي موارد الشكّ يجب الإحتياط.


نفعُ الإمام يعمّ الجميع

يقول أحد السادة: «رأيتُ الإمام المهدي عليه السلام في أثناء اعتكافي في مسجد الكوفة في عالم الرؤيا، فقال لي: إنّ الذين يأتون إلى هنا –مسجد الكوفة– هم من المؤمنين الأخيار، ولكن كلّ واحد منهم جاء من أجل حاجة له كالدّار أو الولد، ولم يأتِ أحدٌ منهم من أجلي».
الأمر كذلك فعلاً، وكلٌّ منّا يفكّر في حاجاته فقط، ولا يفكّر في الإمام عليه السلام، مع أنّ نفعه وخيره يعمّان الجميع، وهو صلوات الله عليه من أهمّ الضروريات. 



اخبار مرتبطة

  إصدارات : دوريات

إصدارات : دوريات

02/06/2011

  إصدارات : كتب أجنبية

إصدارات : كتب أجنبية

02/06/2011

  إصدارات : كتب عربية

إصدارات : كتب عربية

02/06/2011

نفحات