وصيّة للشباب

وصيّة للشباب

01/06/2011

جاهدوا للإنتصار على النفس


أنتم أيّها الشباب تستطيعون العُثور على الطريق الأفضل، لقد فاتنا الأمر وذهبت قوانا إلى حيث عاقبتُها.
أنتم أيّها الشباب تستطيعون بصورة أفضل أن تُهذِّبوا أنفسكم، فأنتم أقرب إلى المَلَكوت من كبار السِّن، إذ إنَّ جذور الفساد أقلّ تأصُّلاً فيكم، لم تمتدّ كثيراً بعد، لكنّها تتأصَّل وتتكاثر في كلِّ يومٍ ما دامت باقية، ويصعب الأمر كلّما تأخّر وتعرقل. عَسير للغاية على الشيخ العجوز إصلاحُ حاله إذا أراد ذلك، ولكنّ الشابّ يستطيع تحقيق ذلك بشكل أسرع.
يَتحقَّق إصلاح آلآف الشباب، ولا يَتحقَّق إصلاح عجوز واحد. لا تتركوا أمر الإصلاح لأيّام الشيخوخة، إبدأوا -الآن- سَيْركم، ما دمتم شباباً. إجعلوا - الآن- أنفسكم تابعة لتعاليم الأنبياء. هذه هي بداية الرِّحلة. منها يجب الإنطلاق. أوضح الأنبياء الطريق وأرشدوا إليه، ونحن لا نعرفه.  هم يعرفونه.  الأنبياء أطبّاء يعرفون طريق السلامة وقد أوضحوه وأرشدوا إليه.
إن أردتم السلامة، فعليكم أن تسلكوه. عليكم أن تُقلِّلوا شيئاً فشيئاً من التوجُّه إلى النفس  والإهتمام بها.
 طبعاً مثل هذه المهمّة لا يمكن إنجازها بسرعة، ولكن عليكم التحرُّر شيئاً فشيئاً.
 جميع آمالنا هذه سَتُقبر وتنتهي.  جميع أشكال الإهتمام بالنفس ستنتهي بالإضرار بنا، والذي يبقى هو المتعلِّق بالله (وما عند الله): ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ..﴾ النحل96.
لدى الإنسان «ما عندكم» وللإنسان «ما عند الله»، فما دام متوجِّهاً مهتمّاً بالنفس، فهو من جنس «ما عندكم»، وكلُّه سيفنى وينتهي، ولكنَّ المتعلِّق بالله باقٍ باسمه لا ينفد.
جاهدوا ولنُجاهدْ من أجل الخروج من هذه الحالة التي تُحيط بِنا وبِكُم.
 أولئك الذين كانوا يَنتصرون على الكفَّار لم يكونوا يهتمّون بتعداد أعدائهم مهما كثُروا.
 ذاك الذي كان يعلن أنّه لو اجتمعت العرب عليه لما تراجع، إنّما كان يقول ذلك لأنّ القضيّة قضيّة الله، وما دامت كذلك فلا هزيمة فيها ولا تراجُع.
أولئك الذين كانوا يجاهدون وينتصرون، كانوا يتقدَّمون من دون الإلتفات إلى أنفسهم وطموحاتهم. هؤلاء كانوا قد قاموا بمجاهدة النفس إلى حدٍّ ما، وكانوا في مراتب عالية -وكلٌّ حسب مرتبته- ولو لم يقوموا بذاك الجهاد لما تحقَّق لهم ذاك الإنتصار. فما لم يُعرض الإنسان عن آمال نفسه وعن الدُّنيا، فلا يمكن أن يتقدَّم.
دنيا كلُّ شخص هي الموجودة في نفسه، وهي المذمومة، والمُزَيّفَة. أمّا الشمس والقمر والطبيعة فليست مذمومة، بل مُدِحَت، فهي مظاهر الله تعالى. لكنّ الذي يبعد الإنسان عن ساحة القدس والكمال، هي تلك الدُّنيا المزيّفة، وهي داخل نفسه. (التَّعلُّق بالنّفس، بدل التعلّق بالحق).



 

اخبار مرتبطة

  إصدارات : دوريات

إصدارات : دوريات

02/06/2011

  إصدارات : كتب أجنبية

إصدارات : كتب أجنبية

02/06/2011

  إصدارات : كتب عربية

إصدارات : كتب عربية

02/06/2011

نفحات