فخر
جُمادى الثّانية
ولادة الصّدّيقة فاطمة الزّهراء عليها السّلام
لآية الله السيّد مهدي
الشيرازي قدّس سرّه قصائد في أهل البيت عليهم السلام. وهذا العالم الجليل تبوّأ مكانة
مرموقة في علوم الدّين والشريعة، وكان فقيهاً بارعاً اضطلع بمسؤولية التّقليد والمرجعيّة
الدينيّة. ولد في كربلاء سنة 1304 هجريّة، ونشأ بها في بيت والده السيّد حبيب الله
الحسيني الشيرازي، وعنى بتربيته شقيقه المرحوم السيّد ميرزا عبد الله الحسيني الشهير
بالتوسّلي، وتتلمذ على الميرزا محمّد تقي الشيرازي زعيم الثورة العراقيّة، والحاج آغا
رضا الهمدانيّ، والسيّد محمد كاظم اليزدي وسواهم من أساطين العلم. وله عدة إجازات في
الرواية من العلّامة الميرزا محمّد الطهراني السّامرّائيّ، صاحب (مستدرك بحار الانوار)،
والشيخ آغا بزرك الطهراني صاحب (الذريعة)، والحاج الشيّخ عباس القمّيّ صاحب (مفاتيح
الجنان)، وقد تقدّمت كربلاء في عصره تقدّماً دينياً وعلميّاً وثقافيّاً.
له مؤلّفات قيّمة في مباحث الأصول، ورسائل وتعليقات
بلغت ثمانية عشر كتاباً، كما كان شاعراً ينظم في حبّ أهل البيت عليهم السّلام.
وكان يحسن الخطّ ويجيده في العربيّة والفارسيّة. توفّي في اليوم الثامن والعشرين من
شهر شعبان سنة 1380 للهجرة، وخسرت كربلاء بموته أحد أعلامها البارزين.
قال في الصّدّيقة
الطّاهرة فاطمة الزّهراء عليها السّلام
دُرَّةٌ أَشْرَقَت
بِأَبْهَى سَناها فَتَلَأْلَأَ الوَرى فَيا بُشْراها
لَمَعَ
الكَوْنُ مِنْ سَنا نورِ قُدْسٍ بِسَنا نارِهِ أَضاءَ طواها
يا
لَها لَمْعَةٌ أَضاءَت فَأَبْدَتْ لَمَعاتٍ
أَهْدَى الأَنامَ هُداها
يا
جُمادَى كَفاكِ فَخْراً لَدى الأَ شْهُرِ مَهْما تَفاخَرَتْ في عُلاها
كَشَفَ
اللهُ فيكِ عَنْ سِرِّه الغَيـ بَ وَأَهْدَى البَتولَ للطُّهْرِ طَهَ
طَلَعَتْ
في سَما العُلى شَمْسُ قُدْسٍ زَهَرَتْ عَنْ ذُرى النُّهَى زَهْراها
حَبَّذا هاشِمٌ
وَحَبّ قُصَيٌّ حَبَّذا مِنْ كَريمَةٍ وَلَداها
هِيَ
نورُ اللهِ الّذي لَيْسَ يُطْفى وَهِيَ الصَّفْوَةُ الّتي أَصْفاها
دَوْحَةٌ
عَمَّتِ البَسيطَ ثِماراً زَهْرَةٌ نَوَّرَ الوَرى قَمَراها