من صلوات شهر رمضان
المبارك
بها يُتدارَك الخَلل في الفرائض
ـــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ المفيد قدّس سرّه ـــــــــــــــــــــــــــ
من الصلوات التي يُستحبّ أداؤها في شهر رمضان
المبارك صلاة من ألف ركعة تقسّم بين أيام الشهر كلّه. عدّها الشيخ المفيد في
(المقنعة) جبراناً لما يدخلُ من الخَلل على الفرائض، وقال بعد شرح صفتها والحثّ
عليها: «واعلم أنّ هذه الألف ركعة هي سوى نوافلك
التي تتطوّع بها في سائر الشهور من نوافل الليل والنهار، إذ هي لعظيم حُرمة شهر
رمضان زيادةٌ عليها، فلا تدعنّ تلك لاستعمال هذه، ولا هذه لتلك، واجمع بينهما،
واسأل اللهَ تعالى المعونة والتوفيق لها، فقد رُوي عن الصادق عليه السلام أنه قال
حين فرغ من شرح هذه الصلاة للمفضّل بن عمر الجعفيّ رضيَ الله عنه: يَا مُفَضَّل،
ذلك فضلُ الله يُؤتيه مَن يَشاء، واللهُ ذُو الفَضلِ العَظيم».
ويُمكن أداء هذه الصلاة وفق إحدى طريقتَين،
اختار الشيخ المفيد الأولى منهما، مؤكّداً قراءة (سورة القدر) أو (سورة التوحيد)
بعد الفاتحة، وإنْ كان غيرهما يُجزي أيضاً. تجد كيفية أداء هذه الصلاة في (مفاتيح
الجنان)، بعد (دعاء الافتتاح) وتحت البند السادس عشر.
صلاة ليلة العيد
وقال الشيخ المفيد: «ويستحبّ
أن يصلّي ليلةَ الفطر ركعتَين، يقرأ في الأولى منهما (الحمد)، و(قل هو الله أحد)
ألف مرّة. وفي الثانية (الحمد)، و(قل هو الله أحد) مرّة واحدة. فقد رُوي عن مولانا
أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله أنّه قال: مَنْ صَلّى هاتَين الرّكعتَين في
لَيلةِ الفِطر، لَم يَسأَلِ اللهَ شيئاً إلّا أعطاه».
***
في
(مفاتيح الجنان) للمحدّث القمّي روى عن (زاد المعاد) للعلامة المجلسي ثلاثين صلاةً
لليالي شهر رمضان كافّة، وثلاثين دعاءً، لكلّ يومٍ دعاءٌ يخصّه. تجدهما – الصلوات
والدعوات – في آخر أعمال شهر رمضان، قبيل الفصل الخاصّ بشهر شوّال.
زاد الصائم
صلاة لرؤية ليلة القدر
روى السيد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) صلاةً
لرؤية ليلة القدر، عن ابن عبّاس، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. وهي صلاة من
أربع ركعات بتسليمة واحدة، «ويكونُ بعدَ العشاء الأولى، وتكون قبل الوتر»،
يقرأ في كلّ ركعة منها، (فاتحة الكتاب)، و(قل يا أيّها الكافرون) ثلاث مرّات،
و(التوحيد) ثلاث مرّات. ويقول بعد التسليم ثلاث عشرة مرّة: «أَسْتَغْفِرُ
اللهَ».
وورد في ثواب هذه الصلاة عن النبيّ صلّى الله
عليه وآله أنّ من صلّاها يرى ليلة القدر، ويُغفَر له ولوالديه..
وعلّق الفقيه الميرزا جواد الملَكي التبريزي في
(المراقبات) على هذا الخبر بالقول: «هذه الرواية، وإنْ لم يثبت اعتبارُها، إلا
أنّها من أجل عظَمة أمرها ينبغي أن يُعمل بها رجاءً لصحّتها وثبوتها في الواقع..».
وحول معنى رؤية ليلة القدر، قال الملَكي
التبريزي رضوان الله عليه: «رؤية ليلة القدر عبارة
عن كشف ما يُفتَح فيها من نزول الأمر إلى الأرض... ويُسمّى انكشافُ نزول الأمر
بتوسّط الملائكة لخليفة الله في أرضه: رؤية ليلة القدر... ولعلّ ذلك من
قبيل ما رآه النبيّ إبراهيم الخليل عليه السلام من ملكوت السماوات والأرض».
الصلاة على النبيّ وآله في شهر رمضان
«.. من سُنَن شَهرِ
رمضانَ الصّلاةُ على رسولِ الله صلّى الله عليه وآله في كلّ يومٍ مائة مرّة، وما
زادَ ذلك فهو أفضَل».
(المقنعة،
الشيخ المفيد)