كلمة سواء

كلمة سواء

منذ يومين

تواتُر أحاديث «المهديّ الموعود» في صحاح السُّنّة


«لا تذهبُ الدنيا حتّى يملِكَ العربَ رجلٌ من أهل بيتي..»

تواتُر أحاديث «المهديّ الموعود» في صحاح السُّنّة

ـــــــــــــــــــــــــ عبد الرحمن البكري* ـــــــــــــــــــــــــ

لستُ هَهنا بصدد أن أتطرّق الى روايات خليفة الله «المهديّ الموعود» في آخر الزمان، لأنّ هذا الأمر من المسلّمات، والبحثُ فيه يحتاج الى مجلّدات، ولكن أذكر هنا بعض الأحاديث التي تطرّقت الى خروج «المهديّ» في آخر الزمان، وأن اسمه كإسم رسول الله [صلّى الله عليه وآله]، وأنه من أهل بيته [عليهم السلام]، من وُلد فاطمة [عليها السلام]، وأنه «سيَملأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا بعدَما مُلِئَتْ ظُلماً وجَوراً». ومن أراد التعمّق في البحث فليراجع أمّهات الكتب التي سنذكرها؛ وقد أُخرجت تلك الأحاديث بمئات الطُّرق نقلاً عن العشرات من الصحابة؛ حيث أخرج البخاريّ في (صحيحه) عن رسول الله [صلّى الله عليه وآله]: «كيفَ إذا نزلَ ابنُ مريمَ فيكم، وإمامُكم منكم»، وأخرجه بنفس اللّفظ مسلم في (صحيحه).

كما أخرج البخاريّ في (تاريخه الكبير): «المَهديُّ حقّ، وهو من وُلد فاطمة».

كما أخرج مسلم في (صحيحه): «يكونُ في آخر الزمان خليفةٌ يَقسِمُ المالَ ولا يعدّه».

وأخرج الترمذيّ في (صحيحه): «لا تذهبُ الدنيا حتّى يملكَ العرب رجلٌ من أهل بيتي يوُاطئ اسمُه اسمي».

وأخرج ابو داوود في (سُنَنه): «لو لم يبقَ من الدّهر إلّا يومٌ لَبعثَ اللهُ رجلاً من أهلِ بيتي يَملأُها عدلاً كما مُلِئَتْ جَوراً».

وأخرج أيضاً في (سُنَنه): «المَهديُّ من عِترتي من وُلد فاطمة». وأخرج هذا الحديث بألفاظ مشابهة ومقاربة الترمذيّ في (صحيحه)، وأحمد بن حنبل في (مسنده)، وابن حبّان في (صحيحه)، والحاكم النيسابوري في (المستدرَك على الصحيحين)، وأبو يعلى الموصلي في (مسنده)، والبزّار في (مسنده)، وابن ماجة في (صحيحه)، وابن أبي شيبة في (مصنّفه)، وأبو نعيم الأصبهانيّ في (معرفة الصحابة) وفي (حلية الأولياء)، والداني في (السُّنن الواردة في الفِتن)، ونعيم بن حماد في (الفِتن)، والطبراني في (معجمه الأوسط)، وابن حجر العسقلاني في (صواعقه)، والسيوطي في (الحاوي)، والبيهقي في (دلائل النبوّة)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق)، وابن كثير في (الفِتن)، والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد)، والمتّقي الهندي في (كنز العمال)، والعشرات من كتب الحديث والصِّحاح والسُّنَن والمسانيد والتاريخ.

وقد ذكر تلك الأحاديث العشرات من الصحابة الذين لا يمكن أن يجتمعوا على الكذب أو الخطأ أو النسيان.

وقد صحّح هذه الأحاديث الكثير من العلماء وأصحاب الصِّحاح والسُّنَن في كافة مراحل التاريخ الإسلامي؛ لذلك لا توجد أيّ قيمة علمية لمن يشكّك في أحاديث «خليفة الله المهديّ» مع هذا التواتر الذي يندر أن يتوفّر إلا لأحاديث معدودة جداً، كأحاديث المهديّ. كما أن ظهوره في آخر الزمان ودوره في ملء الأرض قِسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً، إنما هو مصداق وتحقيق للوعد الإلهيّ في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ الصف:9.

وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ الأنبياء:105.

والحقيقة فإنّ هذه الأحاديث من المسلّمات التي لم يشكّك في صحّتها أحدٌ، لا من السابقين ولا من اللاحقين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث ومؤلّف عراقي حائز على شهادة الماجستير من (كلية الشريعة) في بغداد

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يومين

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات