حَمَلْتُ جَنازَةَ عَقْلي مَعي
|
وَجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يَعي
|
أَحسُّكَ ميزانَ ما أدَّعيهِ
|
إذا كانَ في اللهِ ما أَدَّعي
|
أَقيسُ بِحُبِّكَ حَجْمَ اليَقينِ
|
فَحُبُّكَ فيما أَرى مَرْجِعي
|
خَلَعْتُ الأَساطيرَ عَنِّي سِوى
|
أَساطيرِ عِشْقِكَ لَمْ أَخْلَعِ
|
وَغُصْتُ بِجُرْحِكَ حَيْث الشُّموسُ
|
تُهَرْوِلُ في ذَلِكَ المَطْلَعِ
|
وَحَيْثُ (المُثَلَّثُ) شَقَّ الطَّريقَ
|
أَمامي إِلى العالَمِ الأَرْفَعِ
|
وَعَلَّمَني أَنَّ عِشْقَ (الحُسَيْنِ)
|
انْكِشافٌ عَلى شَفْرَةِ المِبْضَعِ
|
فَعَرَّيْتُ روحي أَمامَ السُّيوفِ
|
الّتي التَهَمَتْكَ وَلَمْ تَشْبَعِ
|
وَآمَنْتُ بِالعِشْقِ نَبْعَ الجُنونِ
|
فَقَدْ بَرِئَ العِشْقُ مِمَّنْ يَعي
|
وَجِئْتُكَ في نَشْوَةِ اللاَّعُقولِ
|
أَجُرُّ جَنازةَ عَقْلي مَعِي!
|
أَنا دَمْعَةٌ عُمْرُها (أَرْبعونَ)
|
جَحيماً مِنَ الأَلَمِ المُتْرَعِ
|
هُنا في دَمي بَدَأَتْ (كَرْبَلاءُ)
|
وَتَمَّتْ إلى آخِرِ المَصْرَعِ
|
كَأَنَّكَ يَوْمَ أَرَدْتَ الخُروجَ
|
عَبَرْتَ الطَّريقَ عَلى أَضْلُعي
|
وَيَوْمَ انْحَنَىَ بِكَ مَتْنُ الجَوادِ
|
سَقَطْتَ وَلَكِنْ عَلى أَذْرُعي
|
وَيَوْمَ تَوَزَّعْتَ بَيْنَ الرِّماحِ
|
جَمَعْتُكَ في قَلْبيَ المُولَعِ
|
فَيا حادِياً دَوَرانَ الإباءِ
|
عَلى مِحْوَرِ العالَمِ الطَّيِّعِ
|
كَفَرْتُ بِكُلِّ الجُذورِ الّتي
|
أَصابَتْكَ رِيًّا وَلَمْ تُفْرِعِ
|
تُطِلُّ على خاطِري (كربلاءُ)
|
فَتَخْتَصِرُ الكَوْنَ في مَوْضِعِ
|
هُنا حينَما انْتَفَضَ الأُقْحوانُ
|
وَثارَ عَلى التُرْبَةِ البَلْقَعِ
|
هُنا كُنْتَ أَنْتَ تَمُطُّ الجِهاتِ
|
وَتَنْمو بِأَبْعادِها الأَرْبَعِ
|
وَتَحْنو عَلى النَّهْرِ.. نَهْرِ الحَيَاةِ..
|
يُحاصِرُهُ أَلْفُ مُسْتَنْقَعِ
|
وَحينَ تَناثرَ عِقْدُ الرِّفاقِ
|
فِداءً لِدُرَّتِهِ الأَنْصَعِ
|
هُنا (لَبَّتِ) الرّيحُ داعِي (النَّفيرِ)
|
وَ(حَجَّتْ) إلى الجُثَثِ الصُّرَّعِ
|
فَما أَبْصَرَتْ مُبْدِعاً كَـ (الحسينِ)
|
يَخُطُّ الحَياةَ بِلا إِصْبَعِ!
|
وَلا عاشِقاً كَـ (أبي فاضلٍ)
|
يُجيدُ العِناقَ بِلا أَذْرُعِ!
|
وَلا بَطَلاً مِثْلَما (عابِسٍ)
|
يَهُشُّ إِذا سارَ للمَصْرَعِ!
|
هُنا العَبْقَرِيَّةُ تُلْقي العِنانَ
|
وَتَهْبِطُ مِنْ بُرْجِها الأَرْفَعِ
|