سيّدُ الكوفة
الشهيد الكربلائيّ هانئ بن عروة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ويبقى اسمُه الوادع رمزَ مفصلٍ بارزٍ في غرائب حركة التاريخ.
* من خُلَّص أصحاب أمير المؤمنين، ومن أنصار أبي عبد
الله الحسين عليهما السلام.
* آوى مسلمَ بن عقيل في داره بالكوفة، وحشد له الرجال، وجمع له السلاح.
* أرغمَ أنف ابن زياد وأبى أن يشيَ بمسلم، فأرخص نفسه في
سبيل ولائه لسيّد الشهداء عليه السلام.
* استُشهد غريباً وحيداً في عُقر داره، بعدما تخاذل عنه
قومه، وكان بالأمس سيّدَهم وسيّد الكوفة، وأحد أبرز الوجوه في العالم الإسلامي.
في هذا المقال، نتوقّف عند أبرز محطّات حياة الشهيد
الكربلائي هانئ بن عُروة رضوان الله عليه، اخترناها من عدّة مصادر، لا سيّما كتاب
(في محراب كربلاء – حوادث الكوفة) للشيخ حسين كوراني.
هو هانئ بن عروة بن نمُرّان
بن عمرو المراديّ ثمّ الغطفيّ، أبو يحيى؛ و«مراد» بطنٌ من مَذْحِج، أبو قبيلةٍ من
اليمن، وكان أبو هانئ صحابيّاً، ومن وجوه الكوفة الذين وقفوا مع الشّهيد حجر بن
عديّ.
والصّحيح في لفظ «هانئ»
بالهمزة، أمّا «هاني» بدون الهمزة فتَجوُّزٌ ويُسر تناول.
موقعه الاجتماعيّ والسياسيّ
رُوي أنّ هانئاً أدرك النبيّ
صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتشرّف بصحبته، كما تشرّف بصحبة أمير المؤمنين عليه السلام،
وكان شديد الولاء له وشارك معه في جميع حروبه ضدّ الناكثين والقاسطين والمارقين؛
وهم أصحاب الجمل، وحزب معاوية، والخوارج.
وكان يوم استُشهدَ ابن
تسع وثمانين سنة، وقيل إنه جاوز التسعين، وكان موقعه الاجتماعي والسياسي والعسكري
في الكوفة مميزاً، فهو أحد الأعمدة الأساسيّين والقلائل الذين كان يقوم بهم بنيان هذه
الحاضرة الأمّ، يقول المسعوديّ في (مروج الذهب): «هانئ بن عروة المراديّ، شيخ مراد،
وزعيمها، وهو يومئذٍ يركب في أربعة آلاف دارع، وثمانية آلاف راجل، وإذا أجابتها
أحلافها من كندة وغيرها، كان في ثلاثين ألف دارع».
ويكشف ما قاله محمّد بن
الأشعث لابن زياد - كما سيأتي - وهو يستعطفه مخافةً على نفسه ليصفح عن هانئ، عن عظيم
منزلة هانئ ومَذْحِج في الكوفة، فقد قال: «إنك قد عرفت منزلة هانئ بن عروة في المصر
وبيته في العشيرة... وهم أعزّ أهل المصر وعدد أهل اليمن».
والراجح أن الكوفة آنذاك
كانت تعبيء مائة ألف مقاتل بل أكثر من ذلك، مما يعني أن هانئاً رضوان الله تعالى عليه
كان يعادل في الظروف الطبيعية ثلث الكوفة - على أقلّ تقدير- وقد اختلف الأمر جذرياً
بعد هلاك معاوية، ثمّ ها هو مسلم بن عقيل يتحوّل إلى داره، ليصبح هانئ يمثّل - قبل
الإنهيار العامّ - كلّ الكوفة، وتطلّعات الممانعة والتغيير.
نحن إذاً أمام شيخٍ جليل،
طاعنٍ في السنّ، شديد الولاء لأمير المؤمنين وأهل البيت عليه السلام.
في الكوفة استعداداً
للثورة
كان هانئ محور الشيعة
في الكوفة عندما ادلهمَّ الأفق ولاحت فيه سحب الشّيطان عبر دخول ابن زياد والياً
عليها. في هذا الظّرف بالذّات، أصبح بيتُ الشهيد هانئ والدّورُ من حوله القلعةَ
المُدجّجة بموقع مذحج في المصر وبالرّجال والسّلاح بانتظار ساعة الصفر.
ورغم أنّ الأمور قد اتّخذت
مسارها المأساويّ، إلّا أنّ هذا يكشف عن ثقة المعارضة آنذاك، قيادةً وقاعدةً، بالشّهيد
هانئ، كما يكشف عن موقع الشّهيد هانئ المركزيّ في حركة المعارضة.
دخل مسلم بن عقيل
رضوان الله عليه إلى الكوفة في أوائل شهر شوّال من سنة 60 للهجرة، وأقام سرّاً في
دار المختار بن عبيدة الثقفي، لكنه انتقل منها إلى دار هانئ بن عروة عقب دخول عبيد
الله ابن زياد إلى الكوفة، فأخذت الشيعة تختلف إليه على تَستُّر واستخفاء من ابن
زياد، وتواصَوا بالكِتمان، فدعا ابنُ زياد مولىً له يُقال له «مَعقِل» وأمره
بالتجسّس في طلب مسلم بدعوى تسليم مبلغٍ من المال له، ففعل حتّى أُدخل إلى دار هانئ
وتعرّف هناك على ما فيها، وأخبر ابنَ زياد بكلّ ذلك، فبعث عبيدُ الله يطلب هانئاً،
فلمّا قدم قال له ابن زياد:
- إيه يا هانئ بن
عروة، ما هذه الأمور التي تربّص في دارك؟! جئتَ بمسلم بن عقيل فأدخلتَه دارك،
وجمعتَ له الجموع والسلاح والرجال في الدُّور حولك، وظننتَ أنّ ذلك يَخفى علَيّ؟!
فلمّا أنكر هانئ ، دعا
ابنُ زياد مَعقِلاً ذلك الجاسوس، فجاء حتّى وقف بين يديه، فسأله: أتعرف هذا؟
قال هانئ : نعم. وعلم
عند ذلك أنّ مَعقِلاً كان عَيناً عليهم، وأنه قد أتاه بأخبارهم.
فقال ابن زياد: واللهِ
لا تفارقني أبداً حتى تأتِينَي بمسلم.
قال هانئ: لا والله،
لا أجيئك به أبداً، أجيئك بضيفي تقتله؟!
فقال ابن زياد: واللهِ
لتَأتينّي به!
أجابه هانئ: واللهِ لا
آتيك به.
فلمّا كَثُر الكلامُ
بينهما، قام مسلم بن عمرو الباهليّ فخلا بهانئ ناحيةً وقال له: يا هانئ، أنشدُك
الله أن لا تقتلَ نفسَك، وأن تُدخِلَ البلاءَ في عشيرتك.. إنّ هذا – يعني مسلماً -
ابن عمّ القوم وليسوا قاتِليه ولا ضائريه، فادفَعْه إليهم؛ فإنّه ليس عليك بذلك
مَخْزاة ولا مَنقَصَة، إنّما تدفعه إلى السلطان.
فقال هانئ : واللهِ
إنّ علَيّ في ذلك الخِزيَ والعار أن أدفع جاري وضيفي وأنا حيٌّ صحيحٌ أسمع وأرى،
شديد الساعد كثير الأعوان، واللهِ لو لم يكن لي إلاّ واحدٌ ليس لي ناصر، لم أدفعه
حتّى أموتَ دونه. فأخذ يُناشده وهو يقول: واللهِ لا أدفعه إليه ابداً.
فسمع ابن زياد لعنه
الله ذلك، فقال: أَدنُوه منّي. فأدنَوه منه، فقال له: واللهِ لَتأتينّي به أو
لأضربنّ عُنقَك.
فقال هانئ : إذاً
واللهِ تكثر البارقةُ حول دارك. (وهانئ يظنّ أنّ عشيرته مَذْحِج ستنتصر له
وتخلّصه).
فصاح ابنُ زياد:
والَهْفاه عليك! أبِالبارِقة تُخَوِّفني؟! ثمّ صاح: أدْنُوه مني. فأدنَوه منه،
فاستعرض وجهه بالقضيب، فلم يَزَل يضرب به أنفَه وجبينه وخدّه حتى كسر أنفه وسالت
الدماء على وجهه ولحيته، ونثر لحمَ جبينه وخدّه على لحيته، حتّى كُسِر القضيب..
فضرب هانئ يده على قائم سيف شَرَطيّ، فجاذَبَه الرجل ومنعه.
قال ابن زياد: قد
حَلَّ دمُك.. جُرُّوه. فجَرُّوه وألقَوه في غرفة من غرف الدار وأغلقوا عليه بابه.
وبلَغَ «مذحج» شائعةُ
أنّ سيّدهم هانئ بنَ عروة قد قُتل، فأقبلوا حتّى أحاطوا بقصر الإمارة حيث تحصّن
عبيد الله بن زياد. فقال عبيد الله لشُرَيح القاضي: ادخُلْ على صاحبهم فانظُرْ
إليه، ثمّ اخرُجْ فأعلِمْهم أنّه حيٌّ لم يُقتَل!
فدخل شُريح فنظر إليه،
فقال هانئ لمّا رأى شُريحاً: يا لله يا للمسلمين! أهَلَكتْ عشيرتي؟! أين أهلُ
الدِّين، أين أهل المِصر؟! والدماء تسيل على لحيته إذ سمع الضجّةَ على باب القصر،
فقال: إنّي لأظنُّها أصواتَ مَذْحِج وشيعتي من المسلمين، إنّه إن دخَلَ علَيّ
عشرةُ نفرِ أنقَذوني.
فلمّا سمع شريح كلامه
خرج إليهم فقال: إنّ الأمير لمّا بلغه كلامُكم ومقالتكم في صاحبكم، أمرني بالدخول
إليه، فأتيتُه فنظرت إليه، فأمرني هانئ أن ألقاكم وأُعرّفكم أنّه حيّ، وأنّ الذي
بلغكم مِن قتلهِ باطل!
فقالت له «مذحج»: أمّا
إذا لم يُقتَلْ فالحمد لله، ثمّ انصرفوا!
أما مسلم بن عقيل، فلمّا أتاه خبر اعتقال هانئ، نادى
بشعاره، فاجتمع إليه أربعة آلافٍ من أهل الكوفة، فقدّم مقدّمته، وعبّى ميمنته
وميسرته، وسار في القلب إِلَى عبيد الله، وبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة
فجمعهم عنده فِي القصر، فلمّا سار إليه مسلم فانتهى إلى باب القصر أشرفوا عَلَى عشائرهم
فجعلوا يكلّمونهم ويردّونهم، فجعل أصحاب مسلم يتسلّلون حتّى أمسى في خمسمائة، فلمّا
اختلط الظلام ذهب أولئك أيضاً، وبقي مسلمٌ وحيداً.
الشهادة
بعد شهادة مسلم بن عقيل، تيقّن ابن زياد أنّ أهل
الكوفة لن يبادروا إلى ردّة فعل، فتجرّأ وعزم على قتل هانئ، وكان محمّد بن الأشعث قال
لابن زياد عند اعتقال هانئ: «إنّك قد عرفت منزلة هانئ بن عروة فِي المصر، وبيته
فِي العشيرة، وقد علم قومه أنّي وصاحبي سقناه إليك، فأنشدك الله لما وهبته لي، فإنّي
أكره عداوة قومه، همّ أعزّ أهل المصر، وعدد أهل اليمن»!
فوعده أن يفعل، فلما كَانَ من أمر مسلم بن عقيل ما
كان، بدّل رأيه، وأبى أن يفي لابن الأشعث بما قال.
فأمر بهانئ بن عروة حين قُتل مسلم بن عقيل، فقال: أَخْرِجوه
إلى السوق فاضربوا عنقه، فأُخْرج بهانئ حَتَّى انتُهي إلى مكان من السوق كَان يباع
فِيهِ الغنم وَهُوَ مكتوف، فجعل يقول: وامذحجاه! ولا مذحجَ لي اليوم! وامَذحِجاه،
وأين منّي مذحج!
فلما رَأَى أنّ أحدًا لا ينصره جذب يده فنزعها من
الكتاف، ثمّ قال: أما من عصا أو سكّينٍ أو حجرٍ أو عظْمٍ يُدافعُ به رجلٌ عن نفسه؟!
فوثبوا عليه وشدّوا وثاقه، ثمّ ضربه مولى لعبيد الله
بن زياد - تركيّ يقال لَهُ رشيد - بالسيف، فلم يصنع سيفه شَيْئاً، فَقَالَ هانئ: إلى
اللهِ المَعاد! اللَّهُمَّ إِلَى رحمتك ورضوانك! ثُمَّ ضربه أخرى فقتله.
وكانت شهادته في نفس
يوم شهادة مسلم بن عقيل، وهو الثامن من ذي الحجّة سنة 60 للهجرة، أي يوم التروية
الذي خرج فيه الإمام الحسين عليه السلام من مكّة إلى العراق، وكان رضوان الله عليه
عند شهادته ابن تسع وثمانين سنة، وقيل إنّه جاوز التسعين.
ولم يكتف عبيد الله بن
زياد بقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، بل أمر بقطع رأسيهما وبعث بهما إلى يزيد بن
معاوية، ثمّ أمر بصلب الجثّتين في سوق الكناسة، وفي هذا قال الشّاعر:
فّإنْ كُنْتِ لا تَدْرينَ مَا المَوْتُ فَانْظُرِي
|
إلى هانئ بِالسُّوقِ وابنِ عَقيلِ
|
إلى بَطَلٍ قَدْ هَشَّمَ السَّيْفُ وَجْهَهُ
|
وَآخَرَ يَهْوِي مِنْ طِمارٍ قَتيلِ
|
وقال أبو الأسود الدّوليّ:
أَقولُ وذاك من جَزَعٍ ووجْدٍ
|
أَزالَ اللهُ مُلْكَ بَني زِيادِ
|
وَأَبْعَدَهُمْ بِما غَدَرُوا وَخانوا
|
كَما بَعِدَتْ ثَمودُ وَقَوْمُ عادِ
|
وَلا رَجَعَتْ رِكَابُهُمُ إِلَيْهِمْ
|
إِذَا قَفَّتْ إِلَى يَوْمِ التَّنَادِ
|
هُمُ جَدَعوا الأَنوفَ وَكُنَّ شُمّا
|
بِقَتْلِهِم الكريمَ أخا مُرادِ
|
ودُفن جثمانه الطاهر
في مسجد الكوفة، وقد شيّد له المؤمنون ضريحًا خلف مقام مسلم بن عقيل من الجهة الشماليّة.
ويعدّ ضريحه اليوم أحد المزارات المعروفة التي يقصدها الموالون لأهل البيت عليهم
السلام عند تشرّفهم بزيارة مسجد الكوفة.
منزلة الشهيد هانئ بن
عروة
* يؤكّد السيّد مهدي
بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) أنّ الأخبار في ترجمة الشهيد هانئ - على اختلافها
في أمور كثيرة - اتّفقت وتطابقت على أنّ هانئاً قد أجار مسلم بن عقيل وحماه في داره،
وقام بأمره وبذل النصرة له، وجمع له الرجال والسلاح في الدور حوله، وامتنع من تسليمه
لابن زياد لعنه الله، وأبى عليه كلّ الإباء، واختار القتل على التسليم، حتّى أُهين
وضُرب، وعذّب، وحُبِس، وقُتل صبراً، على يد الفاجر اللّعين. وهذه جملة كافية في حُسن
حاله وجميل عاقبته، ودخوله في أنصار الحسين عليه السلام، وشيعته المستشهدين في سبيله.
* ويستشهد السيد بنصّين
لهانئ بن عروة يكشفان عميق ولائه لأهل البيت عليهم السلام:
الأول:
عندما قال الشهيد لابن زياد: «لقد جاء مَن هو أحقُّ من حقّك وحقّ صاحبك..».
الثاني:
عندما قال له أيضاً: «واللهِ، لو كانت (يدي) على طفلٍ من أطفال آل محمّد صلّى الله
عليه وآله وسلّم، ما رفعتُها حتّى تُقطَع».
* وممّا يدلّ على جلالة
قدر هانئ رضوان الله عليه - كما نبّه على ذلك السيّد بحر العلوم أيضاً - أن الإمام
الحسين عليه السلام عندما أتاه خبر شهادته وشهادة مسلم، قال مراراً : «رحمةُ الله
عليهما»، وله عليه السلام قول آخر: «أتانا نبأٌ فظيع؛ شهادةُ هانئ ومسلم».
* وممّا يستشهد به السيد
بحر العلوم لجلالة قدر هانئ، زيارته التي يُزار بها في الكوفة، وانتشارها بين علمائنا
وهذه الزيارة تتضمّن المدح الكبير، وهذه بعض فقراتها:
«سَلامُ اللهِ الْعَظيمِ وَصَلَواتُهُ عَلَيْكَ يا هانِيَ
بْنَ عُرْوَةَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ النّاصِحُ للهِ وَلِرَسُولِهِ
وَلأَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، أشْهَدُ
أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، وَحَشى
قُبُورَهُمْ ناراً، أَشْهَدُ أنَّكَ لَقِيْتَ اللهَ وَهُوَ راضٍ عَنْكَ بِما فَعَلْتَ
وَنَصَحْتَ، وَأشْهَدُ انَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهَداءِ..».
ويختم السيد قائلاً: «وذكروا
- أي العلماء - له صلاةً بعد الزيارة ووداعاً بما يودَّع به مسلم بن عقيل، ويبعد أن
يكون مثل هذا عن غير نصٍّ واردٍ وأَثرٍ ثابت... وقد وجدنا شيوخ أصحابنا كالمفيد - رحمه
الله - وغيره يعظّمونه في كُتبهم ويعقّبون ذكرَه بالترضية والترحّم، ولم أجد أحداً
من علمائنا طعن عليه أو غمز فيه».