الكتاب: (الإمام الخميني عارفٌ من القرن العشرين)

المؤلف: يحيى كريستيان بونو

نقله من الفرنسية: السيد نوّاف الموسوي

الناشر: «دار البراق»، بيروت 2015م

هذا الكتاب (الإمام الخميني عارف من القرن العشرين، الميتافيزيقا والإلهيات في آثار الإمام الخميني الحِكمية والعرفانية)، هو الترجمة العربية لأطروحة دكتوراه (باللغة الفرنسية) قدّمها المؤلّف يحيى بونو في أواسط تسعينيات القرن الماضي في جامعة السوربون الفرنسية، عقب إقامته لسنوات في مدينة مشهد الإيرانية، ودراسته اللغة الفارسية والفلسفة والعرفان الإسلاميّين على يد السيد جلال الدين الآشتياني.

كتب صديق المؤلّف الباحث جان ميشو معرّفاً بالكتاب الأصل: «يقدّم هذا الكتاب مساهمة أساسية في العديد من مجالات المعرفة. إنّ ما نتعرّف إليه في الجزء الأوّل منه عن التحصيل العلمي للإمام الخميني وآثاره، بما فيها أشعاره، لا سابقَ له ولا نظير في الغرب. أمّا الجزء الثاني فمخصّص لبحث مقولات الإمام. وإنّ أقلّ ما يمكن قوله عن الكتاب هو التشديد على أنّ قراءته واجبة على كلّ باحث لا يهتمّ بالصيرورة التاريخية القريبة العهد بالفلسفة والتصوّف والكلام والتشيّع فحسب، بل بطروحاتها النظرية وإشكاليّاتها الدائمة..».

وممّا كتبه المؤلّف فيما أسماه «بمثابة خاتمة»: «يمكن أن يرى البعض في تخصيص هذا العمل بالإمام الخميني مؤشّرات استفزاز، لكنّ الهدف من ذلك هو التقليل من شأن الأحكام المسبقة الحادّة التي يجدر أن لا تكون في أوساط الباحثين..».

ويقول في بيان الموضوعات العرفانية – موضوع الدراسة - التي قاربها الإمام الخميني قدّس سرّه في مؤلّفاته وأحاديثه، ومنها تفسيره لسورة الفاتحة، أنها تندرج ضمن أربعة محاور كبرى:

 1- غاية السير والسلوك التي هي معرفة الله.

 2- السالك في هذا الطريق، أي الانسان، وبخاصّة الإنسان الذي بلغ الغاية وبات عليه أن يقود الآخرين إليها: الإمام [المعصوم] الذي هو الإنسان الكامل.

 3- الطريق، أحكامه وعقباته وبلوغ الغاية بكمال الإنسان: الرجوع إلى الله.

 4- الوسيلة التي بها يكون طيّ هذا الطريق، أي الصلاة، شعيرة الإسلام المحورية التي تجمع - بما فيها من ترميز - أسرار الغيب والهدى كلّها».

يضيف المؤلّف: «وإذ كان العزم على الإحاطة بآراء الإمام في البَدء، فقد تبيّن خلال تحقيق هذا العمل أنّ ذلك لم يكن ممكناً إلّا إذا جُعل لهذه الدراسة ما يتناسب وحجم موضوعها المعتبر، أو يقع الاضطرار إلى إيجازٍ مخلٍّ حتماً بما يُعرض. ومن أجل ذلك نُحيل المحاور الثلاثة الأخرى إلى أبحاث لاحقة، وسنعكف هنا حصراً على المحور الأوّل، أي محور معرفة الله، ولكن بالتوسّع فيه حدّ استنفاده..».           

يقع الكتاب في 430 صفحة من القطع الكبير، وقد ترجمه إلى العربية السيد نوّاف الموسوي.