شهر جلاء القلب، وتطهير الروح
أوصيكم أيّها الإخوة
والأخوات الأعزاء جميعاً ونفسي، بتقوى الله، ومراقبة أنفسكم. نعيش أيام شهر رجب
المبارك وأيامه البيض المباركة، كما نعيش ذكرى ولادة أمير المؤمنين وإمام المتّقين
عليه السلام.
إنّ شهر رجب هو شهر جلاء
القلوب وتطهير الروح، شهر التوسّل والخشوع والذكر والتوبة وصقل النفس وجلائها من
المعاصي والذنوب والآثام.. وكلّ ما في شهر رجب من الأدعية والصلاة، إنّما هي وسائل
وسبل تساعدنا على جلاء قلوبنا وأنفسنا، لننأى بها عن المآثم والمعاصي، ونعمل على
تطهير أرواحنا. ".."
نحن اليوم على مشارف
الدخول في شهر رجب، وهو شهر كريم ومبارك، ويُعدّ هو وشهر شعبان وشهر رمضان عيداً
لأولياء الله وعباده الصالحين؛ لأنّها مواسم المناجاة والتضرّع والتوجّه إلى ربّ
الأرباب.
فالإنسان في أيّة فترةٍ
زمنية, وفي أيّ شأن من شؤونه الاجتماعية، بحاجة إلى الارتباط بالله والدعاء
والتوجّه والتضرّع. وهذه حاجة أساسية، إذ إنّه بدون الارتباط بالله، يبقى خاوياً؛
لا جوهر له ولا مضمون.
فالتوجّه إلى الله
والارتباط به بمنزلة الروح في جسم الإنسان الحقيقي, وهذا ما يوجب اغتنام كلّ فرصة
تعرض في سبيل توثيق الصلة بين العبد وربّه.
وفرصة حلول شهر رجب واحدة من هذه الفرص.
الأدعية الواردة في هذا
الشهر دروس تربوية يجب معرفتها. ففي الوقت الذي يصل فيه
الدعاء قلب الإنسان بربّه، ويشحن نفسه بالصفاء، يسهم أيضاً في هداية وتوجيه فكره
وذهنه.
فهذه الأدعية دروس؛ إذا تأمّلنا معانيها عثرنا فيها على
أثمن هدية معنوية إلهية.