«عليٌّ قائدُ البَرَرة..»
حديث آية الولاية كما أخرجه الحاكم
الحسكاني
ـــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــ
قال
الحاكم الحسكاني الحنفي، عبيد الله بن أحمد، من أعلام القرن الخامس الهجري، في
(شواهد التنزيل):
«حدّثني
أبو الحسن محمّد بن القاسم الفقيه الصيدلانيّ، قال: أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن
أحمد الشعرانيّ، قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين القاشانيّ، قال: حدّثني
المظفّر بن الحسين الأنصاريّ، قال: حدّثنا السنديّ بن عليّ الورّاق، قال: حدّثنا
يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعيّ،
قال:
بينما
عبد الله بن عبّاس جالسٌ على شفير زمزم يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله]
وسلّم، إذ أقبلَ رجلٌ متعمّمٌ بعمامة [متلثّم]، فجعل ابنُ عبّاس لا يقول: قال رسول
الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، إلّا قال الرجل: قال رسول الله صلّى الله عليه
[وآله] وسلّم.
فقال
ابن عبّاس: سألتكَ بالله مَن أنت؟
فكشف
العمامة عن وجهه، وقال: أيها النّاس، مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا جُندب
بن جُنادة البدريّ، أبو ذر الغفاريّ، سمعتُ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم،
بهاتَين وإلّا فصُمَّتا، ورأيته بهاتَين وإلا فعَمِيَتا، وهو يقول: (عليٌّ قائدُ
البَرَرة، وقاتلُ الكَفَرَة، منصورٌ مَن نصرَه، ومخذولٌ مَن خذلَه).
أما
إنّي صليّتُ مع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، يوماً من الأيام صلاة
الظهر، فسأل سائلٌ في المسجد، فلم يُعطِه أحدٌ، فرفع السائلُ يدَه إلى السماء،
وقال: (اللّهمّ اشهد أنّي سألتُ في مسجد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم،
فلم يُعطِني أحدٌ شيئاً).
وكان
عليٌّ راكعاً، فأومى إليه بخِنصره اليُمنى - وكان يتختّم فيها - فأقبل السائلُ حتّى
أخذ الخاتم من خِنصره، وذلك بعين النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فلما فرغ
النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، من صلاته رفع رأسه إلى السماء، وقال: (اللّهمّ
إنّ أخي موسى سألَك، فقال: ﴿..رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا
مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾
(طه:25-32)، فأنزلتَ عليه قرآناً ناطقاً ﴿..سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ..﴾ (القصص:35). اللّهم
وأنا محمّدٌ نبيُّكَ وصَفِيُّك، اللّهم فاشرَحْ لي صدري ويسِّر لي أمري، واجعلْ لي
وزيراً من أهلي، عليّاً أخي، اشدُدْ به أَزْرِي).
قال
أبو ذر: فوَاللهِ ما استتمّ رسولُ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، الكلامَ حتّى
نزل عليه جَبريلُ من عند الله، وقال: يا محمّد، هنيئاً لكَ ما وهبَ اللهُ لكَ
في أخيك.
فقال
[رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم]: وما ذاكَ يا جَبرئيل؟
قال:
أمَر اللهُ أمّتَك بموالاته إلى يوم القيامة، وأنزلَ عليك: ﴿إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾». (المائدة:55)