..
وددتُ واللهِ أنّي مِن صُلبه!
«صعصعة بن صُوحان العبديّ
من خُلّص أصحاب أمير المومنين عليه السلام، حمّله الإمام رسالةً إلى معاوية.. «فخرج
بالكتاب حتّى ورد دمشق، فأتى باب معاوية، فقال للآذِن: استأذِن لرسول أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب. وبالباب أزْفَلَةٌ (أي جماعة) من بني أمية، فأخذته الأيدي
لقوله... فاتّصل ذلك بمعاوية... فقال لهم: من هذا الرجل؟
فقالوا رجلٌ من العرب
يقال له صعصعة بن صُوحان، معه كتابٌ من عليّ، فقال: واللهِ لقد بلغني أمرُه، هذا
أحدُ سهام عليٍّ وخطباء العرب، ولقد كنتُ إلى لقائه شيّقاً....
فدخل عليه فقال: السلام
عليك يا ابن أبي سفيان، هذا كتاب أمير المؤمنين.
فقال معاوية: أما إّنه
لو كانت الرسُل تُقتل في الجاهلية أو الإسلام لقتلتُك. ثمّ اعترضه معاوية في
الكلام... وجرى نقاش طويل فيما بينهم، حتّى قال معاوية: ويحك يا ابن صُوحان، فما
تركتَ لهذا الحيّ من قريش مجداً ولا فخراً.
قال: بلى والله، لقد
تركت لهم ما لا يصلح إلّا بهم، إلى أن قال: وهم منارُ الله في الأرض، ونجومه في
السماء. ففرح معاوية، وظنّ أنّ كلامه يشمل قريشاً كلّها، فقال: صدقتَ يا ابن صُوحان،
إنّ ذلك كذلك.
فعرف صعصعة ما أراد،
فقال: ليس لك ولا لقومك في ذلك إصدارٌ ولا إيرادٌ، بَعدتُم عن أنف المَرعى، وعلوتُم
عن عذب الماء.
قال: فلمَ ذلك؟ ويلك يا ابن
صوحان. قال: الويلُ لأهلِ النار. ذلك (أي الرئاسة) لبني هاشم.
قال: قُم. فأخرَجوه.
فقال صعصعة: الصدقُ يُنبئ عنك لا الوعيد، مَن أراد المشاجرة قبل المحاورة.
فقال معاوية: لشيءٍ ما سَوَّدَه
قومُه، وددتُ واللهِ أنّي من صُلبه. ثمّ التفت إلى بني أميّة، وقال: هكذا فلتكُن
الرجال».
(الشاكري،
الأعلام من الصحابة والتابعين)
الكاظمية
* الكاظمية، منطقة تقع شمال بغداد وعلى الضفة
الغربية لنهر دجلة، وتعتبر من الأماكن المقدّسة عند المسلمين، وتستمدّ أهميتها من احتضانها
لضريحَي الإمامين الكاظم والجواد عليهما السلام.
* دُفن في أرض الكاظمية عددٌ من علماء الشيعة
كالشيخ المفيد، والسيد المرتضى، والشريف الرضي، ونصير الدين الطوسي.
* دُفن في تلك البقعة أيضاً شهداء معركة
النهروان (37 هـ)، لذلك كانت تسمّى في تلك الفترة بـ«مقبرة الشهداء».
* استُشهد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه
السّلام سنة 183 هجرية، بعد أن دُسّ إليه السمُّ من قِبل هارون العباسي، فدُفن
جثمانه الطاهر هناك واشتهر مدفنه الشريف بـ«مشهد الکاظمية». وفي سنة 220 للهجرة، دُفن
الإمام الجواد عليه السلام إلى جوار جدّه الإمام الكاظم عليه السلام.
* من أبرز معالم بغداد القريبة من الكاظمين، «مسجد
براثا» نسبةً إلى اسم المنطقة التي يقع فيها. قيل إنّ أمير المؤمنين عليه السلام صلّى
فيه مرجعَه من النهروان. وفي القرن الرابع الهجري اتّخذه الشيخ المفيد مركزاً
لمدرسته العلمية.
(عدة مصادر)