مراقبات

مراقبات

منذ أسبوع

مراقبات شهر ذي الحجّة الحرام

 

يوم كمال الدين، ويوم العهد المعهود

مراقبات شهر ذي الحجّة الحرام

_____ إعداد: «شعائر» _____


* هو أكبر أشهر الحرُم وأعظمها، وفيه: الإحرام بالحجّ وإقامة فرضه، ويوم عرفة، ويوم النحر.

* أول يوم منه لسنتين من الهجرة زوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله أميرَ المؤمنين عليّ بن أبي طالب بسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهما السّلام.

* وفي اليوم السابع منه سنة مئة و أربع عشرة للهجرة استشهد الإمام الخامس من أئمّة أهل البيت عليهم السلام الباقر، محمّد بن علي عليه السلام.

* وفي اليوم الثامن منه وهو يوم التروية، ظهر مسلم بن عقيل رضوان الله عليه، داعياً إلى الإمام الحسين عليه السّلام في الكوفة.

* وفي اليوم التاسع منه يوم عرفة.

* وفي اليوم العاشر منه عيد الأضحى، والنحر بعد صلاة العيد سنّة لمن أمكنه.

* وفي اليوم الخامس عشر منه سنة مئتين و اثنتي عشرة للهجرة ولد النور العاشر من أنوار اهل البيت النبيّ صلّى الله عليه وآله، الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام.

* وفي اليوم الثامن عشر من السنة العاشرة للهجرة عقد رسول الله صلّى الله عليه وآله، لمولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب العهدَ بالإمامة في رقاب الأمّة كافة، وذلك بغدير خُمّ.

* وفي اليوم الرابع والعشرين منه باهَلَ رسول الله صلّى الله عليه وآله بأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام نصارى نجران. وفيه تصدّق أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخاتمه وهو راكع.

* وفي الليلة الخامسة والعشرين منه تصدّق أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام على المسكين، واليتيم، والأسير، بثلاثة أقراص شعير كانت قُوتَهم، وَآثروهم على أنفسهم.

 

العَشرُ الأوائل

الأيّام العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة هي الأيّام المعلومات المذكورة في قوله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ..﴾ الحج:28. وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ما من أيّامٍ العملُ فيها أحبُّ إلى الله عزّ وجلّ من أيّام هذه العَشر».

وفي (المراقبات) عن الشيخ الملكي التبريزي: «والذِّكرُ لا يجتمع مع الغفلة، فاحذر من أن تدنّس قلبك بالفضلات في هذا الشّهر، لا سيّما بالمعصية».

ويستحبّ في هذه الليالي صلاة ركعتين بين المغرب والعشاء، تقرأ في كلّ ركعة منهما (فاتحة) الكتاب و(التَّوحيد)، وقوله تعالى: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشرٍ فَتمَّ ميقاتُ ربّهِ أربعينَ ليلةً وقال موسى لأخيهِ هارونَ أخلُفني في قَومي وأصلِح ولا تَتَّبِع سبيلَ المُفسِدينَ﴾ الأعراف:142، وإذا فعلتَ هذا شاركتَ الحاجّ في ثوابهم وإن لم تحجّ، كما في الرواية عن الإمام الصَّادق عليه السلام.

كما إنّ لصوم هذه الأيام ثواب عظيم؛ نقل الشيخ الصدوق في (ثواب الأعمال: ص 73): «إنّ شاباً كان صاحب سماع، وكان إذا هلّ هلال ذي الحجّة أصبح صائماً، فارتفع الحديث إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. 

فأرسل إليه فدعاه، فقال: ما يحملك على صيام هذه الأيام؟ قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أيام المشاعر وأيام الحجّ، عسى الله أن يشركني في دعائهم.

قال: فإنّ لك بكلّ يومٍ تصومه عِدل عتق رقبة ومائة بدنة ومائة فرس يحمل عليها في سبيل الله، وكفّارة ستّين سنة قبلها وستّين سنة بعدها».

اليوم التاسع، يوم عرفة

فيه ولد إبراهيم الخليل عليه السّلام، وفيه نزلت توبة داود عليه السّلام، وفيه ولد عيسى بن مريم عليهما السّلام، وفيه يكون الدعاء بالموقف بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، على ما جاءت به سنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله. وفيه أيضاً يستحبّ زيارة الحسين بن عليّ عليهما السّلام والتعريف بمشهده لمن لم يتمكّن من حضور عرفات.

الليلة العاشرة ويومها: عيد الأضحى

* عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْيِيَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ [ليلة الأضحى] فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ بَلَغَنا أَنَّ أَبْوابَ السَّماءِ لا تُغْلَقُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لِأَصْواتِ المُؤْمِنينَ، لَهُمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يَقولُ اللهُ جَلَّ ثَناؤهُ: أَنا رَبُّكُمْ وَأَنْتُمْ عِبادي، أدَّيْتُمْ حَقِّي، وَحَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَسْتَجيبَ لَكُمْ؛ فَيَحُطُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عمَّنْ أرادَ أنْ يَحُطَّ عَنْهُ ذُنوبَهُ وَيَغْفِرَ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ».

* يوم عيد الأضحى، يومٌ ذو شرافة بالغة، وللمراقبة والعبادة فيه شأنٌ عظيم؛ وفي هذا السياق قال الشيخ الملكي التبريزي في (المراقبات: ص 372): «هو من مواسم نداء الله - جلّ سلطانه وعَظُمت آلاؤه - عبيدَه وإماءَه بالإذن العامّ، والفيض الخاصّ، لمغفرة الذّنوب، وعلاج العيوب، وإنجاح المسؤول، والفوز بالمأمول، وإعطاء الخِلَع والجوائز، والأمان من الأخطار عند الهَزاهز. ".." فاغتنم يا مسكين إقبال ملك الملوك تعالى عليك بوجهه الكريم ، وذكره لك قبل وجودك بجعل هذا العيد العظيم ، وتفكَّر بما فعل بك من الكرم والإحسان، والعطف والحنان، وذكرك بالعطاء والجود، قبل أن تكون شيئاً مذكوراً» .

* وأعمال يوم الأضحى عديدة، منها:

- الغُسل وهو سنّة مؤكّدة في هذا اليوم وقد أوجبه بعض العلماء .

- قراءة دعاء الندبة.

- الأُضحية، وهي سنّة مؤكّدة. (في مفاتيح الجنان تفصيل أعمال ليلة العيد ويومه)

 

اليوم الثامن عشر، عيد الغدير الأغرّ

روى الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد) في حديثٍ عن الإمام الحسين عليه السلام، قال: «اتّفق في بعض سنيّ أمير المؤمنين عليه السلام الجمعة والغدير، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم..»، وممّا قاله عليه السلام في خطبته في فضل يوم الغدير:

«..إنّ هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج ورُفعت الدرج ووضحت الحُجج، وهو يوم الإيضاح والإفصاح عن المقامِ الصّراح، ويومُ كمال الدّين، ويومُ العهدِ المعهود، ويومُ الشّاهد والمشهود، ويومُ تبيان العقود عن النفاق والجحود، ويومُ البيان عن حقائق الإيمان، ويومُ دَحرِ الشيطان، ويوم البرهان، هذا يوم الفصل الّذي كنتم توعَدون، هذا يوم الملأِ الأعلى الذي أنتُم عنه معرضون.. هذا يوم الإرشاد ويوم محنة العباد، ويوم الدليل على الروّاد، هذا يومٌ أُبديَ خفايا الصدور ومضمرات الأمور، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص.. هذا يوم الأمن المأمون، هذا يوم إظهار المصون من المكنون، هذا يوم إبلاء السرائر..».

اليوم الخامس والعشرون: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله..

* في هذا اليوم نزلت الآيات الثمان عشر من سورة (الدهر) في فضل أهل البيت عليهم السّلام، من ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ..﴾ إلى ﴿.. وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا﴾ (الإنسان:5-22).

ومن أعماله:

1-    التّصدّق على الفقراء والأيتام والمساكين تأسّياً بأهل البيت عليهم السلام.

2-     زيارة أمير المؤمنين عليه السلام.

3-    الصّوم.

4-    الغُسل. 

اليوم الأخير من الشهر

يستحبّ صلاة ركعتين في كلّ ركعة (الحمد) مرّة و(التوحيد) وآية (الكرسي) عشراً عشراً، ثمَّ يدعو ويقول: «اللَّهُمَّ ما عَمِلْتُ فِي هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَلٍ نَهَيْتَنِي عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ، وَنَسَيْتُهُ وَلَمْ تَنْسَهُ، وَدَعَوْتَنِي‌ إِلى التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائِي عَلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِرْ لِي، وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنِّي، وَلا تَقْطَعْ رَجائِي مِنْكَ يا كَرِيمُ».

فإذا قال العبدُ ذلك، قال الشِّيطان: يا ويلي ما تعبتُ فيه هذه السَّنة هَدَمَهُ أجَمع بهذه الكلمات، وشهدتْ له السَّنةُ الماضية أنَّه قد خَتَمها بِخَير.

 

أعمال الأيام العشر الأوائل

1- الدُّعاء من أوَّل عشر ذي الحجَّة إلى عشيّة عرفة عقب صلاة الصّبح وقبل المغرب، يقول: «اللَّهُمَّ هذِهِ الأيَّامُ الَّتِي فَضَّلْتَها عَلى الأيّامِ وَشَرَّفْتَها وَقَدْ بَلَّغْتَنِيها..».

2- التهليل عن أمير المؤمنين عليه السلام في كلّ يوم من أيّام العشر عشر مرّات: «لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ عَدَدَ اللَّيَالِي والدُّهُورِ..». [انظر: باب يذكرون من هذا العدد]

3- قراءة الدَّعوات الخَمس التي جاء بهنّ جبرئيل إلى النّبيّ عيسى عليهما السلام وقد ورد فيهنّ ثوابٌ جزيل. 

 

أعمال يوم عرفة

1-    الغسلُ قبل الزّوال.

2-    الصِّيامُ لِمَن لا يَضعف عن الدُّعاء. 

3-    زيارةُ الإمام الحسين عليه السلام فإنّها تعدل ألف حجّة.

4-    دعاءُ الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة.

5-    صلاةُ ركعتين بعد صلاة العصر وقبل الشُّروع بتلاوة الأدعية، في الأولى بعد (الحَمد) سورة (التّوحيد)، وفي الثانية بعد (الحمد) (قل يا أيُّها الكافرون).

6-    الصّلاةُ على محمّد وآل محمّد: «اللَّهُمَّ يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطى..».

7-    الإمام الصادق عليه السلام: «تُكَبِّرُ اللهَ تَعالى مِائَةَ مَرَّةِ، وَتُهَلِّلُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَتُسَبِّحُهُ مِائَةَ مَرَّةِ، وَتُقَدِّسِهُ مِائَةَ مَرَّةِ، وَتَقْرَأُ آيَةَ (الكُرْسِيّ) مِائَةَ مَرَّةِ، وَتُصَلّي عَلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ مِائَةَ مَرَّةِ». وورد أيضاً قراءة سورة (القدر) مائة مرّة.

8-    الدُّعاء السَّابعُ والأربعون من (الصّحيفة السّجّاديّة).

9- قراءة دعاء أُمّ داود، الذي يُقرأ ضمن عمل الاستفتاح في النّصف من رجب.

10- أنْ يَختم بدعاء «العشرات» المسنون قراءته في الصَّباح والمساء.

 

من أعمال يوم الغدير

1- الصَّوم وهو كفارة ذنوب ستِّين سنة. وقد رُوِيَ أنَّ صيامه يعدل صيام الدَّهر..

2- زيارة أمير المؤمنين عليه السلام، لا سيّما بزيارة «أمين الله» المعروفة.

3- أن يغتسل ويُصلّي ركعتين من قبل أن تزول الشّمس بنصف ساعة، يقرأ في كلّ ركعة سورة (الحمد) مرّة، و(التّوحيد) وآية (الكرسيّ) و(إنّا أنزلناه) كلّ منها عشر مرّات، والأفضل أن يدعو بعدها بهذا الدّعاء: ربَّنا إنّنا سمعنا منادياً.. . [انظر: إقبال الأعمال، والبلد الأمين]

4- أن يهنّئ مَن لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عليهم السلام».

__________________________________________

* اُنظر: (مفاتيح الجنان)، لتفصيل سائر الأعمال الخاصّة بهذا الشهر الحرام.

 

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ أسبوع

إصدارات عربية

نفحات