مدادهم من دماء سيّد الشهداء
منزلة الشعائر الحسينية في مداد العلماء
إعداد: «شعائر»
مداد العلماء خيرٌ من دماء الشهداء، وهذا المداد ما هو إلاّ قبس من نور دماء سالت في رمضاء كربلاء؛ دماء سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام.
في مختصر من البيان قال الإمام الخميني قدّس سرّه «كلّ ما لدينا هو من عاشوراء».
وعن حقّ سيّد الشهداء قال السيّد القاضي: «لو أمضيتُم العمرَ كلّه في خدمة الإمام الحسين عليه السلام بإقامةِ العزاء والزّيارة وغيرهما، فإنّ حقَّه سلام الله عليه لن يُؤدَّى أبداً».
ما كان حال هؤلاء العلماء في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام؟ وماذا كانت وصاياهم في أدب إحياء هذه المناسبة الفجيعة؟في سلوكهم وأقوالهم الكثير الكثير اخترنا منه ما يناسب هذه الأسطر القليلة...
إمام الأمّة روح الله الموسويّ الخميني قدّس سرّه كان يؤكّد ضرورة إحياء الشعائر الحسينيّة، والمحافظة على إحيائها، وعدم الإصغاء إلى أصوات المشكّكين أو المنحرفين أو الأعداء: «..هذه المنابر وهذه المجالس والتعازي ومواكب اللّطم هي التي حفظت لنا الإسلام».
المجالس الحسينيّة هي شعائرنا الدينيّة
يقول قدّس سرّه:
- «ينبغي أن تحافظوا على مجالس عزاء الأئمّة الأطهار عليهم السلام، فهذه المجالس هي شعائرنا الدّينيّة التي يجب أن نحافظ عليها، وهي شعائر سياسيّة أيضاً».
- «ينبغي أنْ يُحيي الخطباء ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام، وَلْيَعِ الشعب قيمة هذه الشعائر الإسلاميّة، وليهتمّوا بهذه المآتم بشكلٍ خاصّ، فبإحياء ذكرى سيّد الشهداء عليه السلام يحيا الإسلام«.
لا تتهاونوا في إقامة العزاء
في (بعض وصاياه) يقول الفقيه العارف السيّد علي القاضي: «لا تَتهاونوا في:
- (شعائر) العزاء...
- زيارة مولانا سيّد الشهداء.
- وإقامة مجلس عزاء أسبوعيّ، ولو حضره شخصان أو ثلاثة.
صِدْق المواساة وفاء لسيّد الشهداء
الميرزا جواد الملَكي التبريزي رضوان الله عليه يذكر، في كتاب (المراقبات)، أنّ مراعاة أدب دخول شهر محرّم الحرام هو من «باب الولاية والوفاء للمعصومين عليهم السلام؛ لذا ينبغي لوليّ آل محمّدٍ صلوات الله عليهم، أنْ يتغيّر حاله في العشر الأوّل من المحرّم:
- فيظهر في قلبه وعلى وجهه وهيئته آثار الحزن والتفجّع.
- ويترك بعض لذّاته، في مطعمه ومشربه، بل حتّى في منامه وكلامه، ويكون بمنزلة مَن أُصيب في والده أو وُلده، ولا يكون حبّه لنفسه وولده وأهْله أقلّ وأدون من حبّه لربّه ونبيّه وإمامه، صلوات الله عليهم.
- أنْ يترك، في العاشر، الأكل والشرب إلى العصر، بل والتكلّم إلّا عن ضرورة، ولقاء الإخوان، ويكون هذا اليوم يوم حُزنه وبُكائه.
- ويختم يوم عاشوراء بتوسّل كامل، بحامي يومه وخفيره من المعصومين عليهم السلام في إصلاح حاله وعزائه مع الله، جلّ جلاله، ومع الحسين وجدّه وأبيه وأمّه وأخيه عليهم السلام، ويعتذر عن تقصيره.
- والمهمّ أن يراقب الموالي عمله ليكون بنيّة خالصة، ويكون صادقاً في إخلاصه؛ فإنّ العمل القليل عن نية خالصة صادقة خيرُ من الأعمال الكثيرة الخالية عنها، وإنْ بلَغت كثرتها آلاف أضعافها.
مقام سيد الشهداء عليه السلام عظيمٌ لا يُدرك
سُئل الفقيه العارف السيّدعبد الكريم الكشميري:زيارة أيٍّ من الأئمّة المعصومين هي المقصودة في العبارة التالية: «زُر وانصرف»؟
أجاب: «زيارة الإمام الحسين عليه السلام، لأنّ أحداً لا يستطيع أنْ يأتي بحقّ زيارته عليه السلام، وكلّ ما نعمله للإمام عليه السلام قليلٌ بحقِّه. فمقام الإمام الحسين عليه السلام عظيمٌ لا يُدرك. ولهذا أُمرنا أنْ لا نلبث كثيراً في حرمه الشريف بعد الزيارة».
وقد عُرف عن السيّد الكشميري أنّه كان اذا دخل شهرا محرّم وصفر خيّم عليه الحزن وارتدى السواد، وكان لا يعرف الهدوء والاستقرار طيلة أيّام عاشوراء.
يقول أحد تلامذته أنّه قدّس سرّه كان:
- يردّد في عشرة محرّم أبيات العزاء والمصاب.
- يحضُر مجالس العزاء التي تقام في بيوت العلماء.
- وكان يجهش بالبكاء فور سماعه نعيَ سيد الشهداء عليه السلام.
- فإذا ما حلّ يوم العاشر من المحرم خرج من دَاره مكشوف الرأس حافي القدمين.
مراسم العزاء تعزّز تمسّك الناس بالدين
يعتبر الامام الخامنئي دام ظلّه أنّ الامام الحسين عليه السلام علّمنا أنّ مواجهة الظالم مسؤوليّة إذا ما تعرّض أصل الدين للخطر، وقال:
- مجالس الإمام الحسين عليه السلام يجب أنْ تكون مجالس مناهضة للظلم والهيمنة، ولكلّ مَن يتّصف بصفات يزيد وشمر وابن زياد في زماننا.
وحدّد السيد القائد بعض مراسم العزاء التي يجب المحافظة عليها والتي تقرّب الناس إلى الله تعالى، وتعزّز تمسّكهم بتعاليم الدّين ومنها:
- المشاركة في المجالس الحسينيّة ونَعْي الإمام الحسين عليه السلام.
- اللّطم على الصدور في مواكب العزاء. ذلك أنّ الذي خَلْف كلّ هذه المآتم ولَطْم الرؤوس والصدور وذرْف الدموع هو أعزّ وأكرم النفائس الانسانيّة؛ إنّها القيم المعنويّة الإلهيّة.
- إذا حافظت الأمّة الإسلاميّة على اسم الحسين وعظّمت شعيرة ذكراه وجعلته أسوةً لها وقدوة، ستتخطّى كلّ العقبات والتحدّيات.
- عزاء الإمام الحسين لا بدّ وأنْ يهدف إلى نشر البيان والتبيين، والوعي، وتعزيز الإيمان، وتقوية روح التديّن، والشجاعة، والغيرة على الدين، والقضاء على حالة اللاّمبالاة وفقدان الوعي والنشاط، التي يعاني منها البعض، فهذا هو معنى النهضة الحسينيّة وإقامة مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام.
- على كافّة المعزّين، ومنهم الخطباء والوعّاظ، المواظبة على صيانة شأنيّة ومكانَة هذه الحقيقة، وحذارِ من أن تؤدّي بعض الخرافات أو الأعمال التي تتنافى مع العقل إلى ضياع مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام.