مجالسُ غلبة جنود العقل على الجهل
___ الإمام الخميني قدّس سرّه ____
ما يلي، مقتطفات من النداء الذي وجّهه الإمام الخميني الراحل للشعب الإيراني، من مقرّ إقامته في ضاحية «نوفل لو شاتو » في العاصمة الفرنسية باريس، بتاريخ 21 ذي الحجّة 1398 هجرية، أي قبل أقل من ثلاثة أشهر من انتصار الثورة الإسلامية في إيران بتاريخ 14 ربيع الأول 1399 هجرية. جاء هذا النداء عشية الاستعداد لإحياء ذكرى النهضة الحسينية المقدّسة في شهرَي محرّم وصفر. تجد متنه الكامل في الجزء الخامس من (صحيفة الإمام: ص 50 - 53).
«شعائر»
الآن وقد أصبح شهر محرّم كالسيف الإلهيّ بيد جنود الإسلام وعلماء الدّين المعظّمين والخطباء المحترمين، وشيعة سيّد الشهداء عليه الصلاة والسلام، فإنّ عليهم أن يفيدوا منه الاستفادة الأمثل، ويجتثّوا -بالاتكال على القوّة الإلهية- الجذور المتبقيّة من شجرة الظلم والخيانة...
شهر محرّم هو شهر هزيمة القوى اليزيدية والحِيَل الشيطانية. ومجالسُ تأبين سيّد المظلومين والأحرار،هي مجالس تَغَلُّب جنود العقل على الجهل، والعدل على الظلم، والأمانة على الخيانة، والحكومة الإسلامية على حكومة الطاغوت...
على الخطباء المحترمين أن يعملوا أكثر من ذي قبل بواجبهم الإلهيّ المتمثّل في فضح جرائم (الطغاة والظالمين، ليكونوا مرفوعي الرأس ) بين يدي اللهووليّ العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف .
وعلى طلاب وفضلاء الحوزات العلمية الذين يتوجّهون في هذه الأيام إلى القرى والدساكر لنشر الوعي أن يُطلعوا الفلاحين المحرومين على... أنّ الحكومة الإسلامية لا تؤيّد الرأسماليين والملّاك الكبار، فهذه الاّدعاءات الخاوية يراد بها الانحراف عن طريق الحقّ، وليطمئنّوا أنّ الإسلام يقف في صف الضعفاء والفلاحين والفقراء...
إقامة مجالس العزاء يجب أن تكون مستقلّة، وأن لا تتوقّف على رخصة الشرطة أو المؤسسة التخريبية التي تُسمّى الأمنية. [أيام الحكم الملكي في إيران] فيا أبناء الشعب الأعزاء أقيموا المجالس من دون الرجوع إلى المسؤولين، وإذا ما منعوها، فتجمّعوا في الساحات والشوارع والأزقّة، واكشفوا عن مصائب الإسلام والمسلمين...
إن الخروج عن المسار الواضح للشعب والإسلام هو خيانة للإسلام والشعب ودعم لمعارضي الإسلام والشعب...
إننّي... أعتبر الاستشهاد في طريق الحق والأهداف الإلهية فخراً أبدياً، وأبارك لأمهات وآباء الشبّان الذين قدّموا الدماء في طريق الإسلام والحرية، وأتحسّر على الشباب الأعزاء والغيارى الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل الله.
إنّ صوت ثورة إيران العظيمة... يصنع المفاخر في البلدان الإسلامية والبلدان الأخرى، فأنت أيها الشعب الشريف حذّرت شبّان الشعوب الإسلامية الغيارى، ونحن نأمل أن ترتفع راية الحكومة الإسلامية خفّاقة في جميع الأقطار بأيديكم القديرة، وهذا هو ما أطلبه من الله تعالى..