وصايا

وصايا

منذ أسبوع

وصية العلامة الشيخ علي أحمدي ميانجي

 

وصية العلامة الشيخ علي أحمدي ميانجي

التوسّل بأهل البيت والصِّلة الدائمة بصاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

العلامة الفقيه الشيخ علي أحمدي ميانجي رحمه الله، من كبار أساتذة الحوزة العلمية في قمّ المقدّسة. قرأ على جملة من الأعلام، بينهم زعيم الحوزة في زمانه السيد البروجردي، والمرجع الديني السيد المرعشي النجفي.

النصّ الآتي، مختارات من وصيّته التي دوّنها قبل سنة واحدة تقريباً من وفاته، نوردها نقلاً عن المقدّمة التي استهلّ بها ولده الشيخ مهدي، كتاب والده (عقيل بن أبي طالب).

 

 

كتبتُ هذه الكلمات المعدودة كوصية في يوم الأحد، السادس من شهر رجب 1420 للهجرة، عندما كنتُ متوجهاً إلى زيارة بيت الله الحرام، ورسول الله صلّى الله عليه وآله، وفاطمة الزهراء عليها السلام، والأئمّة الكرام سلام الله عليهم أجمعين:

* ليس لديّ من مال الدنيا شيءٌ أوصي به. هناك فقط الدار السكنية، وهي تبقى تحت تصرّف زوجتي، ما دامت على قيد الحياة.

* تكون كتبي موضع استفادة من بعدي. فإنْ كان هناك من أولادي ووَرثتي أحدٌ من أهل العلم، فله الاستفادة منها، وإنْ لم يكن بينهم أحدٌ من أهل العلم -لا سمح الله- تُهدى إلى إحدى مكتبات الحوزة العلمية في قمّ، أو المدرسة الفيضية، أو مكتبة آية الله المرعشي رحمة الله عليه، لتكون لي من الباقيات الصالحات.

* على الورثة أن يتصرّفوا بشكلٍ لا يزعج والدتهم، وهم -بإذن الله- مؤمنون ملتزمون، فلن تقع أي مشكلة أو إساءة.

* أودّ أن يكون هناك، دائماً، واحد أو أكثر من أبنائي مكبّاً على اكتساب العلم. وقد دعوت الله أن لا يقطع من ذريّتي العلم والعلمائية، إنّه قريبٌ مجيب.

* تُوضع كتبي التي لم تُطبع بعد، تحت تصرّف المؤسسات، لكي تنظَّم وتحقَّق وتطبَع.

* تُجمع كتاباتي، التي تُعتبر حصيلة عمري، لتكون موضع استفادة.

* إذا رجعت من هذا السفر سالماً، ومتّ في إيران، أُدفَن في أرض قمّ. وحيثما أدفن من قمّ، فإنّني في حمى السيّدة المعصومة، وأودّ أن أُدفن في مقبرة «شيخان» على الأقل. [تقع هذه المقبرة بجوار مقام السيدة المعصومة، وفيها أضرحة عدد كبير من المحدّثين والعلماء والشهداء، منهم آدم بن زكريا، وإسحاق بن إدريس الأشعريّين، و(صاحب القوانين) القمّي، والفقيه الشيخ ملَكي تبريزي (صاحب المراقبات)..]

* اطلبوا ليَ المسامحة من الناس في أقرب فرصة بعد دفني، وخاصة في «ميانه» و«قمّ»، ومن الأصدقاء الذين هم أعلام الأمّة وهداتها، ومن أهالي «بورسخلو» حيث قضيتُ عهد الطفولة هناك، ومن المؤكّد أن احتمالات الزّلل كثيرة في تلك الفترة.

* اجتنبوا مظاهر البهرجة والتفاخر عند موتي، هذه الأمور التي تمثّل في حقيقة الحال كماليات الأحياء. ولا تكلّفوا أنفسكم مشقّة الأعراف الجارية بين الناس.

* لا تنسوني في مواضع استجابة الدعاء، واذكروني بالاستغفار والدعاء، وأقيموا مراسم العزاء في أيام شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ما استطعتم.

* لتكن علاقتكم مع بعضكم علاقة ودّ وتراحم وتواصل، فالدنيا لا تستحق التذمّر والتنازع والتباغض. الدنيا لا تساوي شيئاً حتى توقعوا أنفسكم من أجلها في ما لا يُرضي الله. فإنْ أطال الله في عمري ورجعت إليكم حيّاً، فسأكتب لكم إن شاء الله شيئاً، رغم قناعتي بكفاية ما كتبه غيري من العلماء الأعلام. وأوصيكم باحترام الكبار، ولا تنسوا الشفقة على الصغار والرأفة بهم.

* أوصيكم بالتقوى واجتناب المعاصي. وأدعوكم إلى أن توطّدوا ارتباطكم بأهل البيت عليهم السلام يوماً بعد يوم. وتوسّلوا بهم على الدوام، ولو بقراءة الزيارة الجامعة، أو زيارة أمين الله، أو زيارة عاشوراء. أشكوا إليهم همومكم، وتوسّلوا بهم، ولا تطرقوا باباً غير بابهم، وكونوا على صلة دائمة بالإمام المهديّ عليه السلام.

* في الختام أستودعكم الله جميعاً. لقد كنتُ على الدوام حريصاً على سعادتكم وقضاء حوائجكم، ولم تغيبوا عن بالي في الدعاء. وسأدعو لكم بالخير في عالم الآخرة أيضاً، إن شاء الله تعالى.

***

الفقيه المجاهد بالقلب والقلم... والسلاح

  • كان للعلّامة الفقيه الشيخ علي أحمدي ميانجي، المتحدّر من مدينة «ميانه» في محافظة آذربيجان الشرقية، حضور متميّز في الحوزة العلمية على مدى ستّين سنة. سعى جاهداً في نشر علوم أهل البيت عليهم السلام. تميّز بمهارة يندر مثيلها في تربية طلابه وتعليمهم، فتدريسه لـ(مكاسب) الشيخ الأنصاري، كان ممتعاً ومحبّباً إلى القلوب.
  • كانت دروسه الأخلاقية في الأوساط الثقافية والجامعية، وفي مسجده في شارع «إرَم» في قم، تثير الشغف لدى مستمعيه، وكثيراً ما تؤثّر فيهم وتجعلهم يذرفون الدموع، إذ كانت الموضوعات التي يختارها لمحاضراته جذّابة جداً. نذكر من بينها: شرح دعاء أبي حمزة الثمالي.
  • كان العلامة ميانجي فقيهاً ومجتهداً بلا ادّعاء؛ يُجيب محبّيه وهم يحثّونه على كتابة رسالة عملية، قائلاً: «توجد رسائل عملية بالقدر الكافي، ولله الحمد..».
  • بادر، رحمه الله، إلى تشييد عدّة مؤسسات اجتماعية تُعنى جدّيّاً بتأمين احتياجات الفقراء، مؤكّداً أن من لوازم التقوى خدمة المستضعفين.
  • شديد الاعتقاد بولاية الفقيه المطلقة، والامتثال لها وللأحكام الحكوميّة. وكان يرى وجوب الالتزام حتى بالقوانين والتعليمات العادية، ويقول: «إذا خالف أحد التعليمات المرورية، ولم يكن هناك شرطيّ يفرض عليه غرامة، يجب أن يبادر، هو من تلقاء نفسه، إلى دفع الغرامة المقرّرة إلى خزينة الدولة».
  • ينهض من النوم قبل ساعتين من أذان الفجر، للتهجّد والدُّعاء والتضرّع إلى الله. ويُعرّف تهذيب النفس بأنّه: أداء الواجبات وترك المحرّمات.
  • يتوجّه إلى جبهات الحرب المفروضة (على الجمهورية الإسلامية من قبل نظام البعث العراقي البائد) مرّتين في كلِّ سنة، ويتفقّد الخطوط الأمامية، كما قدّم أحد أولاده (جعفر) شهيداً مدافعاً عن حياض الإسلام.
  • للعلامة ميانجي، عدّة مؤلفات قيّمة تمتاز بطابعها المرجعي التوثيقي؛ منها: (مكاتيب الرسول صلّى الله عليه وآله) في ثلاثة مجلدات، ومثله كتاب (مواقف الشيعة)، فضلاً عن سائر مؤلفاته في أبواب الفقه، والحديث، والسيرة.
  • توفّي رحمه الله عن 75 عاماً، في جمادى الثانية من سنة 1421، ودُفن في مقام السيدة المعصومة عليها السلام بمدينة قم.

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات

إصدارات

منذ أسبوع

إصدارات

نفحات