«..حتى يُقال قد أسرفْتَ ولم تُسرِفْ»
لا يتخطّى البلاءُ الصدقة
_____ إعداد: «شعائر» _____
قال النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، في خطبته في استقبال شهر رمضان: «..وتَصَدَّقوا على فُقرائِكُم ومساكينِكُم..».
في رحاب شهر الخير والكرم الإلهيّ، وعملاً بالحديث الشريف: «تخلّقوا بأخلاق الله»، مجموعة من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على العطاء، تليها كلمات للفقيه الشيخ النراقي من كتابه (جامع السعادات: 2/101) في حقيقة الصدقة، وأدب المتصدِّق مع المتصدَّق عليه.
- رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
* «إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً، فَتَصَدَّقُوا يَرْحَمْكُمُ الله».
* «بَكِّرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلَاءَ لَا يَتَخَطَّاهَا».
- الإمام الباقر عليه السلام:
* «..لأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أُشْبِعَ جَوْعَتَهُمْ، وأَكْسُوَ عَوْرَتَهُمْ، وأَكُفَّ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حَجَّةً وحَجَّةً وحَجَّةً، حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشْرٍ وعَشْرٍ وعَشْرٍ، ومِثْلَهَا ومِثْلَهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعِينَ».
- الإمام الصادق عليه السلام:
* «كَانَ فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ الله وسَلَامُه عَلَيْه: وأَمَّا الصَّدَقَةُ فَجُهْدَكَ جُهْدَكَ، حَتَّى يُقَالَ قَدْ أَسْرَفْتَ ولَمْ تُسْرِفْ».
* «مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ الصَّدَقَةَ فِي الدُّنْيَا، إِلَّا أَحْسَنَ الله الْخِلَافَةَ عَلَى وُلْدِه مِنْ بَعْدِه».
* «حُسْنُ الصَّدَقَةِ يَقْضِي الدَّيْنَ، ويَخْلُفُ عَلَى الْبَرَكَةِ».
* «إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً إِلَّا ولَه خَازِنٌ يَخْزُنُه، إِلَّا الصَّدَقَةَ فَإِنَّ الرَّبَّ يَلِيهَا بِنَفْسِه. وكَانَ أَبِي إِذَا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ وَضَعَه فِي يَدِ السَّائِلِ، ثُمَّ ارْتَدَّه مِنْه فَقَبَّلَه وشَمَّه، ثُمَّ رَدَّه فِي يَدِ السَّائِلِ. إِنَّ صَدَقَةَ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَمْحُو الذَّنْبَ الْعَظِيمَ، وتُهَوِّنُ الْحِسَابَ، وصَدَقَةَ النَّهَارِ تُثْمِرُ الْمَالَ وتَزِيدُ فِي الْعُمُرِ».
- الإمام الرضا عليه السلام:
عندما تلا عليه السلام هذه الآية: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ﴾، قال: «عَلِمَ الله عَزَّ وجَلَّ أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى فَكِّ رَقَبَةٍ، فَجَعَلَ إِطْعَامَ الْيَتِيمِ والْمِسْكِينِ مِثْلَ ذَلِكَ..».
وقال العلماء
«إنّ العاقل، بعد التأمّل، يعلم أن ما يعطيه قليل في مقابلة ما يأخذه، وأنّ الفقير محسِنٌ إليه. قال أمير المؤمنين عليه السلام: (ومَن علِم أنّ ما صَنعَ إنّما صَنعَ إلى نَفسِه، لمْ يَستبطِئ الناسَ في شكرِهم، ولم يَستزِدْهم في مودَّتِهم، فلا تلتمسْ من غيرِك شكرَ ما أتيتَ إلى نفسِكَ ووَقَيتَ بِه عِرضِك، واعلم أنّ الطالبَ إليكَ لحاجةٍ لمْ يُكرِمْ وجهَه عن وجهِك، فأكرِمْ وجهَكَ عن رَدِّه). وينبغي للمحترز عن المنّ والأذى أن يتواضع ويتخضّع للفقير عند إعطائه، بأن يضع الصدقة لديه، ويمثل قائماً بين يديه، أو يبسط كفّه ليأخذ الفقير، وتكون يد الفقير هي العليا».