...صَيَّروا مالَ الله دُوَلاً
دخل أبو ذرّ على عثمان وكان بين يديه مال كثير فسأله: ما هذا المال؟فقال: «مائة ألف درهم حملت إليَّ من بعض النواحي أريد أن أضم إليها مثلها، ثمَّ أكنزها»، فقال أبو ذرّ: «يا عثمان أيّما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير»؟ قال: «بل مائة ألف درهم»، فقال: «أما تذكُر أنِّي وأنتَ دخلنا على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم عشياً فرأيناه كئيبا حزينا، فلمَّا أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا، وسألناه عن ذلك فقال: «كان قد بقي عندي من فيئي المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها وخفت أن يدركني الموت.. وقد قسمتها اليوم واسترحت منها».فنظر عثمان إلى كعب الأحبار وسأله (ما تقول في رجل أدى زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيها بعد ذلك شيء)؟ قال: «لا، ولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة»، فقال أبو ذرّ : «يا بن اليهودية الكافرة ما أنت والنظر في أحكام المسلمين؟ قول الله أصدق حيث قال: ﴿الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ،...﴾ (التوبة:34) فقال عثمان: «يا أبا ذرّ إنَّك شيخ قد خَرفتَ وذَهبَ عقلك»، فقال:«كذبتَ يا عثمان..ما أذكرَني حديثاً سمِعته مِن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قال فيك وفي قومك قال: «إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلاً صيَّروا مال الله دولاً، وكتاب الله دغلاً...»
(روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه - المجلسي (الأول) - ج 12 - ص 256 )
غانا
«غانا» دولة في غرب إفريقيا، كانت تُعرَف بــــ«ساحل الذهب»، وقيل إنّ أصل «غانا» من الغِنى، أطلقه التجّار المسلمون على هذه الأرض لوجود الذهب فيها.
يحدّ «غانا» من الشرق دولة توغو، ومن الغرب ساحل العاج، ومن الشمال بوركينا فاسو، ومن الجنوب المحيط الأطلسي. مناخها استوائي معتدل. عاصمتها: «أكرا»، أما «كوماسي» و«تمالي» فالعاصمتان التجارية والإدراية، على التوالي، وهذه الأخيرة في شمال البلاد، حيث غالبية السكّان من المسلمين.
الإنكليزية هي اللغة الرسمية، ويشكّل المسلمون 35% من مجمل السكان، ووفق بعض التقديرات يبلغ عدد المسلمين الشيعة قرابة 2 مليون نسمة، أو ما نسبته 2 إلى 5 بالمائة من مجمل المواطنين.
يتركّز تواجد الموالين لأهل البيت عليهم السلام في مدن تمالي و کوماسي، ولهم تواجد بيّن وملحوظ في العاصمة أكرا، حيث افتتحوا سنة 2000م كلية جامعية لتدريس العلوم الإسلامية والإدارية.
ومن أشهر مساجدهم: «مسجد الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم»، و«مسجد أهل البيت عليهم السلام» و«مسجد الإمام جعفر الصادق عليه السلام»، في تمالي.