حكم
من وصية الإمام الباقر عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي:
«يا جابر إغتنم من أهل زمانك خمساً: إنْ حَضرتَ لمْ تُعرف، وإنْ غبتَ لمْ تُفتَقَد، وإنْ شَهِدْتَ لمْ تُشاوَر، وإنْ قُلتَ لمْ يُقبَل قَوْلُك، وإنْ خَطبتَ لم تُزوَّج. وأُوصيكَ بِخَمس: إنْ ظُلِمتَ فلا تَظلِم، وإنْ خانوكَ فلا تَخُن، وإنْ كُذِّبْتَ فلا تَغضبْ، وإنْ مُدِحْتَ فلا تَفرح، وإنْ ذُمِمْتَ فلا تَجزَع، وفَكِّر في ما قيل فيك، فإنْ عرفْتَ من نفسك ما قيل فيك، فَسُقوطك من عينِ الله عزَّ وجلَّ عند غضبك من الحقِّ أعظم عليك مصيبةً ممّا خفْتَ من سُقوطك من أَعْيُن النّاس. وإنْ كنتَ على خِلافِ على ما قيل فيك، فَثَوابٌ اكتَسبْتَه من غير أن يَتعب بدنك..».
لغة
* ق ت ب: القَتَب بالتّحريك: رَحْلُ البعير، صغير على قدر السّنام، وجمعه (أقتاب) كأسباب.
* ق ت ت: في الحديث «الجنّة مُحرَّمة على القتّات» والمُراد به النَّمّام المُزوِّر، من قتّ الحديث: نمّه وأشاعه بين النّاس. ومنه (يقتّ الأحاديث) أي ينمّها. وفيه: «مَن بَلَّغ بعض النّاس ما سمع من بعض آخر منهم فهو القتّات، فلا ينبغي سماع بلاغات النّاس بعضهم على بعض ولا تبليغ ذلك». وقيل النَّمّام هو الذي يكون مع القوم يتحدَّثون فَيَنمّ عليهم، والقتّات هو الذي يتسمَّع على القوم وهم لا يعلمون فينمّ حديثهم وقوله عليه السلام: «الجنّة محرَّمة على القتَّاتين المشَّائين بالنَّميمة» هو بمنزلة التأكيد للعبارة الأولى. والقتّات أيضاً: بائع القَتّ ".." وهي الرّطب من علف الدوابّ ويابسه، وعن الأزهري: ألقَتُّ حبٌّ برّي لا يُنْبِته الآدمي، فإن كان عام قَحْطٍ وفَقَد أهل البادية ما يقتاتون به من لبن وتمر ونحوه دقّوه وطبخوه [واكتفوا] به على ما فيه من الخشونة.
* ق ت د: في الحديث «إنَّ لصاحب هذا الأمر غَيبة، المُتمسِّك فيها بدينه كَالخارط للقَتَاد» [والقتاد] كَسَحَاب: شجرٌ صلب، شَوْكه كالإبَر تُضرب فيه الأمثال. و(القَتَد) بالتَّحريك: خشب الرَّحل، وجمعه أقتاد وقُتود.
(مجمع البحرين، الشيخ الطريحي)