بنفسي أقمار تهاوت
أبيات في رثاء الإمام الحسين
ـــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــ
وردت هذه الأبيات في ديوان الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي ابن بلدة الطيبة في جبل عامل. وهذا الديوان من أوله إلى آخره -كما في تعريف «مركز الفقيه العاملي لإحياء التراث»- بخط العلامة الكبير السيد محسن الأمين العاملي الشقرائي قدس سره:
بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ إبراهيم بن يحيى الطيبي العاملي في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:
بنفسيَ أقمـــارٌ تهاوتْ بكـــربـــــلا
|
وليس لها إلّا القلوبُ لُحُــــــودُ
|
بنفسي سليلُ المصطفى وابنُ صِنوه
|
يذودُ عن الأطفالِ وهو فَريـــدُ
|
أذابَ فؤاديَ رُزؤهُم ومُصابُـهم
|
وعهدي به في النائباتِ جَليدُ
|
سأنثُرُ ياقوتَ المدامـعِ باكياً
|
على السِّبطِ إن كان البكاءُ يُفيدُ
|
فقلْ لابنِ سعدٍ أتعسَ اللهُ جَدَّه
|
أَحَظُّك من بعد الحسين يَزيـــدُ
|
نَسَجْتَ سَرابيلَ الضلالِ بِقتلِهِ
|
ومَزَّقْتَ ثَوبَ الدِّينِ وهوَ جَديدُ
|
قال السيد الأمين رحمه الله في (أعيان الشيعة) مترجماً لناظم القصيدة:
«الشيخ إبراهيم ابن الشيخ يحيى العاملي الطّيبي نزيل دمشق] التجأ إليها بسبب الإبادة التي قام بها الوالي العثماني أحمد باشا الجزّار في جبل عامل[. وُلد سنة 1154 بقرية الطيبة من جبل عامل، وتوفّي سنة 1214 بدمشق عن ستّين عاماً، ودُفن بمقبرة باب الصغير شرقي المشهد المنسوب إلى السيدة سكينة عليها السلام، وكان له قبر مبنيّ وعليه لوح فيه تاريخ وفاته؛ رأيته وقرأته، فهُدِم في زماننا .
كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً، ولمّا استولى الجزّار على جبل عامل (نهاية القرن الثامن عشر الميلادي)، وقبض على من قبض من رؤسائه وعلمائه، وقَتل من قَتل... كان المترجَم في جملة من خرج إلى بعلبك، ولقيَ في مسيره شدّة عظيمة؛ حتّى قيل إنه بقي أيّاماً لا يذوق الطعام. ثمّ تردّد بين دمشق وبعلبك، ثمّ سافر إلى العراق فأقام بها مدّة قرأ في أثنائها على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي، والشيخ جعفر النجفي (صاحب كشف الغطاء)، ثمّ سافر لزيارة الرضا عليه السلام، ثمّ عاد إلى دمشق وتوطّنها إلى أن مات، وكان يتردّد إلى بعلبك ويُكثر الإقامة فيها».