موقف

موقف

منذ يومين

الشيعة ويوم عاشوراء

الشيعة ويوم عاشوراء

__ العلامة الشيخ محمد جواد مغنية__

 

لماذا لا يحيي الشيعة ذكرى النبيّ صلّى الله عليه وآله، والوصيّ عليه السلام، كما يفعلون ويذكرون الإمام الحسين الشهيد عليه السلام؟!

إنّ الشيعة الإمامية يعتقدون أنّ محمّداً لا يوازيه عند الله ملَك مقرّب ولا نبيّ مرسل، وأنّ علياً خليفتُه من بعده وخير أهله وصحبه، وإقامة عزاء الحسين في كلّ عام مظهر لهذه العقيدة، وعمل مجسِّم لها. وتتّضح هذه الحقيقة بعد معرفة التالي :

أوّلاً: انحصر نسل الرسول صلّى الله عليه وآله بفاطمة وولديها من عليّ، الحسن والحسين عليهم السلام، فهم أهله الذين ضمّهم وإياه «كساء» واحد وبيت واحد .

وقد كان هؤلاء الأربعة عليهم السلام بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم سلوة وعزاء للمسلمين عن فقد نبيّهم، وإنْ عَظُم الخطب، لأنّ البيت الذي كان يأويه ما زال مأهولاً بمن يحبّ، عامراً بأهله وأبنائه، وماتت فاطمة بعد أبيها بـ 72 يوماً، فبقي بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله، مزيّناً ومضيئاً بعليّ والحسن والحسين، ثمّ قُتل عليّ، فظلّ الحسنان، وكان حبّ المسلمين لهما لا يعادله شيء إلّا الحبّ والإخلاص لنبيّهم الكريم، لأنّهما البقية الباقية من نسله وأهل بيته، وبعد أن ذهب الحسن إلى ربّه لم يبقَ من أهل البيت إلّا الحسين، فتمثّلوا جميعاً في شخصه، فكان حبّ المسلمين له حبّاً لأهل البيت أجمعين، للنبيّ صلّى الله عليه وآله، وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وإذا أُقفِل بيتُ الرسول بقتل ولده الحسين، ولم يبقَ من أهله أحد، كان والحال هذه استشهاده استشهاداً لأهل البيت جميعاً، وإحياء ذكراه إحياء لذكرى الجميع .

ثانياً: إنّ وقعة الطفّ كانت وما زالت أبرز وأظهر مأساة عرفها التاريخ على الإطلاق، فلم تكن حرباً وقتالاً بالمعنى المعروف للحرب والقتال، وإنّما كانت مجزرة دامية لآل الرسول كباراً و صغاراً، فلقد أحاطت بهم كثرة غاشمة باغية من كلّ جانب، ومنعوا عنهم الطعام والشراب أيّاماً، وحين أشرف آل الرسول على الهلاك من الجوع والعطش انهالوا عليهم رمياً بالسهام، ورشقاً بالحجارة، وضرباً بالسيوف، وطعناً بالرماح، ولمّا سقط الجميع صرعى؛ قطعوا الرؤوس، ووطأوا الجثث بحوافر الخيل، وبقروا بطون الأطفال، وأضرموا النار في الأخبية على النساء.

فجدير بمَن والى وشايع نبيّه الأعظم صلّى الله عليه وآله، وأهل بيته عليهم السلام، أن يحزن لحزنهم، وأن ينسى كلّ فجيعة ورزية إلّا ما حلّ بهم من الرزايا والفجائع، معدّداً مناقبهم ومساوئ أعدائهم ما دام حيّاً .

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات