فكِدني يا معاوية ما بدا لك!
«كتب الإمام السبط أبو عبد الله عليه السلام إلى معاوية:
أمّا بعد، فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي أمور لم تكن تظننّ بها رغبة بي عنها، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يسدّد إليها إلّا الله تعالى، وأمّا ما ذكر أنّه رقي إليك عني، فإنّما رقاه الملاقون المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الجمع، وكذب الغاوون المارقون...
ألستَ قاتل حجر وأصحابه العابدين المخبتين الذين كانوا يستفظعون البدع، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟ فقتلتَهم ظلماً وعدواناً من بعد ما أعطيتَهم المواثيق الغليظة، والعهود المؤكّدة، جرأةً على الله واستخفافاً بعهده.
أوَلستَ بقاتل عمرو بن الحمق الذي أخلقَتْ وأبلَتْ وجهَه العبادةُ؟ فقتلتَه من بعد ما أعطيتَه من العهود ما لو فهمته العِصَم نزلت من سقف الجبال...
سبحان الله يا معاوية! لكأنّك لست من هذه الأمّة، وليسوا منك...
وقلتَ فيما قلت: متى تكدني أكدكَ، فكِدني يا معاوية ما بدا لك، فلعمري لقديماً يُكاد الصالحون، وإنّي لأرجو أن لا تضرّ إلّا نفسك ولا تمحق إلّا عملك، فكِدني ما بدا لك، واتّقِ الله يا معاوية! واعلم أنّ لله كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها، واعلم أنّ الله ليس بناسٍ لك قتلَك بالظنّة، وأخذَك بالتّهمة، وإمارتك صبيّاً يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب، ما أراك إلّا قد أوبقتَ نفسَك، وأهلكتَ دينَك، وأضعتَ الرعيّة. والسلام».
(الشيخ الأميني، الغدير: 10/160-باختصار)
غزَّة هاشِم
-غزَّة مدينة في أول بلاد الشام ممّا يلي مصر، تبعد عن القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وتبلغ مساحتها 56 كم2.
- تعتبر أكبر مدن جنوب فلسطين وأهمّها لموقعها الاستراتيجي على طرق الانتقال والتجارة بين فلسطين ومصر، وبين البحر المتوسط والبحر الأحمر والجزيرة العربية.
-أطلق عليها غزَّة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف الجدّ الثاني لرسول الله صلَّى الله عليه وآله.. وذُكر أنّه أول مَن سنّ الرحلتين الشهيرتين اللتين وردتا في القرآن الكريم في سورة (قريش) «رحلة الشتاء والصيف»: رحلة الشتاء إلى اليمن والحبشة، ورحلة الصيف إلى غزَّة والشام؛ وكان «هاشم» قد وفد إلى غزَّة في تجارة فمات ودُفن فيها نحو عام 524م. وأقيم عليه مسجد هو جامع السيّد هاشم في حيّ الدرج.
-تعتبر غزَّة أكبر تجمع للفلسطينيين في فلسطين. وهي مدينة متّسعة الأقطار كثيرة العمارة حسنة الأسواق بها المساجد العديدة.
-حاول العدوّ الإسرائيلي تدمير الاقتصاد في غزَّة من خلال الحصار والصراعات المتكرّرة، وما تزال هذه المدينة تعاني الحصار حتى الآن.
(معجم البلدان ومصادر أخرى)