مرابطة

مرابطة

23/03/2012

كَسْرُ الإحتكار الغربي للعِلم، يمنع ديمومةَ سيادتِه على العالَم


 
الدّولُ المستكبرة سخّرت العِلم للهيمنة على الشعوب
كَسْرُ الإحتكار الغربي للعِلم، يمنع ديمومةَ سيادتِه على العالَم
_____إعداد: «شعائر»_____



مختصَر الكلمة التي ألقاها سماحة وليّ أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظلّه لدى استقباله في الثاني والعشرين من شباط الفائت مسؤولي وعلماء «المنظّمة الوطنيّة للطّاقة النوويّة»، حيث تناول سماحته جملةً من المفاهيم الحيويّة على صعيد التّقانة والعِلم، مؤكّداً أنّ أكبر نجاحات العلماء الإيرانيّين، هو كسرُ الإحتكار العلمي للدّول المستكبِرة.



".." كلّ النعم هي من عند الله ربّ العالمين. ﴿وما بكم من نعمة فمن الله..﴾ النحل:53. والتّوفّرُ على طاقات إنسانيّة كفوءة وواعية وعالمة وصاحبة أفكار حسنة ودوافع قويّة أيضاً من النِّعم الإلهيّة. ".."
من النّقاط الجديرة بالذِّكر، أنّ كلّ إنسان ينبغي أن يعرف قدْرَ الخدمة التي يقدِّمها في أيّ مكان أو مجال. إذا عُرف قدر هذه الخدمة من قبل الإنسان الخَدوم نفسه، فإنَّ هذا العمل وهذه الخدمة سوف تتواصل وتستمرّ على أحسن وجه. ".." وإذا كان غير عارف بأهمّية عمله الذي يقوم به، فمن الطّبيعي أن يغفل وينام ويُهمِل العمل. إذن، القضيّة الأولى هي أن نعلم أيَّ عملٍ كبيرٍ نقوم به في إطار مهمّتنا ووظيفتنا.
إنَّ لعملكم أبعاداً متنوِّعة، ومن أبعاده أنّه منح الشّعور بالعزّة الوطنيّة لهذا الشّعب ولهذا البلد. وهذا الأمر على جانب كبير من الأهمّية. تقع الشّعوب في الأَسر والمشاكل حينما تفقد عزّة نفسها. وعندما تنسى قيمة أنفسِها سوف تَقبل أن تكون خادمة للآخرين بالمجّان. ".." الشعب المظلوم ينهض ويثور -كما فعلت شعوب شمال أفريقيا وبعض البلدان الأخرى- حينما يشعر أنَّ له عزّة سُحِقَت على مرّ الزّمن، عندئذٍ سيثور، ولن تستطيع أيّة قوّة إخماده، وهذا ما تشاهدونه، وقد وقع فعلاً. ".." الثّورة منحت شعبنا وبلادنا عزّة النّفس. ".." كلّ تقدُّم علمي هو حركة كبيرة وبشارة كبيرة لهذا الشّعب القدير، وعملكم هذا -في المجال النّووي- استطاع أن يمنح الشّعب عزّة النّفس. هذا أحد أبعاد أهمّية العمل الذي تقومون به.
حاولوا ويحاولون في الإعلام [الغربي والمُعادي] أن يصوّروا أنَّ هذا العمل [النّشاط النووي] إيديولوجي صِرف، أي أنّه لا صِلة له بمصالح الشّعب والبلد، والحال أنَّ عملكم له صِلته المباشرة بالمصالح الوطنيّة. الطّاقة النوويّة مشروعٌ للشّعب والبلاد والمستقبل.


كسرتُم طَوْق الإحتكار العلمي

البلدانُ المُستكبرة والذين يَرون أنّ حُكْمَ العالم مِن حقّهم يُسمّون أنفسهم «المجتمعَ الدُّولي»، والحال أنَّ المجتمع الدّولي ليس هذا، إنّما هو الشُّعوب وحكوماتهم.
تبرِّر هذه البلدان هيمنَتها على العالم باحتكارها للعِلم والتقنيّة. جزءٌ من هذا الضّجيج الذي يُثيرونه [حول النّشاط النووي السِّلمي الإيراني] هو من أجل أن لا يُكسَر هذا الإحتكار. إذا استطاعت الشّعوب التقدّم في المجال النوويّ، وفي مجالات الفضاء والإلكترونيّات، ومختلف المجالات الصّناعيّة والتّقنيّة والعلميّة، فسوف لن يبقى مجال لسيادتهم التّعسُّفية المتغطرسة على العالَم.
من أكبر الجرائم التي ارتُكِبت ضدّ البشريةّ هي أنَّ العلم أصبح مع الثّورة الصناعيّة [في أوروبا] خلال القرنين أو الثلاثة الماضية وسيلة للتَّعسُّف. لقد استخدم [الغربيُّون] أدوات العلم (للإنطلاق إلى أنحاء العالم، وأَسْر الشعوب وتصفيدها في الأغلال)، وهذه أكبر خيانة للعلم وللبشريّة. يريدون [الغربيّون] لهذا الإحتكار أن لا يُكسر. أيّ شعب يتمكّن من النّهوض باستقلال -لا بفضل بطاقاتِهم، وتراخيصِهم، ولا تحت هيمنتهم، ولا في قبضتهم- يكون قد وجّه ضربة لهذا الإحتكار. وهذا ما حصل ويحصل اليوم لِحُسن الحظّ في إيران.
يجب أن تتابعوا بكلّ جِدّ هذا الحقل المهمّ وهذا العمل الأساسي الكبير. توكّلوا على الله وسوف يُعينكم الله تعالى. ".." أحياناً تكون هناك إمكانيّات طبيعيّة وبشريّة من دون أن تتوفَّر الإمكانيّات السّياسيّة، فلا تسمح هيمنة الأعداء لهذا الشّعب بأن يتنفّس، ولهذه الإمكانيّات البشريّة والطبيعيّة بأنْ تظهر. جاءت الثّورة [الإسلاميّة في إيران] فأوجدتْ ووفَّرت هذه الإمكانيّات والفُرص السّياسيّة. تستطيعون أن تتقدَّموا، ويجب أن تتقدَّموا.

الدّول المستكبرة تبرِّر هيمنَتها على العالَم باحتكارها للعِلم والتقنيّة. فإذا استطاعت الشّعوب التقدّم في المجال النوويّ، وفي سائر المجالات التّقنيّة والعلميّة، لن يبقى مجالٌ لسيادة المستكبرين التّعسُّفية والمتغطرسة على العالم.




لا نسعى للحصول على السّلاح النّووي

الضّجيج الذي يُثيرونه هدفه إيقافُنا وصدُّنا عن هذا الطّريق. ".." إنّني لا أشك في أنّ أجهزة اتّخاذ وصناعة القرار في البلدان التي تقف بوجهنا تعلم، وهي على اطّلاع بأنّنا لا نسعى للحصول على سلاح نووي. الواقع أنَّ السّلاح النّووي لا ينفعنا وهو غير مُجدٍ بالنّسبة لنا، مضافاً إلى أنّنا نعتبره مرفوضاً من النّاحية الفكريّة والنّظريّة والفقهيّة، ونعتبر التّحرُّك في هذا الإتّجاه تحرُّكاً مرفوضاً. إنّنا نعتبر استخدام هذه الأسلحة ذنباً كبيراً، والإحتفاظ بها عملاً عبثيّاً كثير الأضرار والمخاطر ولا نسعى له أبداً. وهم يعلمون ذلك، لكنّهم يضغطون على هذه النّقطة ليوقفوا هذه المسيرة.
نريد أن نثبت للعالم أنَّ امتلاك السّلاح النّووي لا يوفِّر الإقتدار، والدليل على ذلك أنَّ القِوى التي تمتلك السّلاح النّووي تعيش اليوم أصعب المشكلات. لقد تسلَّطوا على العالم بالتّهديدات النّوويّة، لكن هذه التّهديدات لم يَعُد لها مفعولها اليوم.
إنّكم تعلمون أنَّ الضُّغوط التي يُمارسونها -ضغوط الحَظر والتّهديد والإغتيالات وما إلى ذلك- علاماتٌ على ضعفهم، وهي دليل على أنّ كلّ ما يفعلونه يزيد من قوّة شعبنا وصموده ومتانته. بذلك يعلم الشّعب أنّه أصاب كبد الحقيقة، ويعلم أنّه اختار هدفه بشكل صحيح، ويسلك الدّرب بنحوٍ جيّد. ولذلك فقد أغضب العدوَّ وأغاظه.
ذريعتُهم اليوم هي الذّريعة النّوويّة  ".." الحظر موجود منذ ثلاثين سنة. لماذا كانوا يفرضون الحظر حينما لم يكن للقضيّة النّوويّة أيّ ذكر؟ القضيّة قضيّة مواجهة ومعارضة شعب أراد أن يكون مستقلّاً وأن لا يخضع للظُّلم، وأراد أن يفضح الظّالم ويقف بوجهه، وأن يوصل هذه الرسالة لكلّ العالم، وقد أوصلناها، وسوف نوصلها أكثر إن شاء الله تعالى.
".." ليست القضيّة هي أنّنا سنستطيع استخدام الصّناعة النّوويّة للموارد الإستهلاكيّة التي تنفع مصالح الشّعب، إنّما القضيّة هي أنَّ هذا التحرُّك يمنح شباب البلد وعلماء البلد وكلّ أبناء البلد العزم والتّصميم الرّاسخ، ويثبِّت أقدامهم في هذا الطّريق. هذا هو المهمّ. الحفاظ على الشّعب وعلى أبناء الشّعب صامدين متحفّزين أهمّ من المصالح والإستخدامات المُتاحة لهذه الصّناعة. وهذا ما تقومون به وسوف يُعينكم الله تعالى بإذنه ومشيئتِه. ".."

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

24/03/2012

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

نفحات