وفي تفاصيل المجزرة الأولى أنّ سرّية من كتيبة «البلماح» الثالثة التابعة لـ «الهاغاناه» أغارت يوم 15 شباط على قرية سَعْسَع تحت ذريعة أنّها قاعدة للمقاتلين الفلسطينيّين. وكانت الأوامر المُعطاة لقائد الكتيبة «موشيه كلمان» تنصُّ على نسفِ عشرين بيتاً، وإصابة أكبر عددٍ ممكن من الأهالي. وقد اقتحم المُغيرون القرية ليلاً، ووضعوا عبوات ناسفة في بعض المنازل، فكانت النتيجة أن دُمّرت عشرة منازل تدميراً كاملاً، والباقية تدميراً جزئيّاً، وأسفر ذلك عن مَقتل ستّين شخصاً من أبناء القرية.
هذا وقد اعترفت العصابات الصهيونيّة بارتكاب هذه المجزرة، وتمّ ذِكرها في عدّة مصادر لهم؛ منها: (تاريخ حرب الإستقلال - الرواية الإسرائيلية لحرب 1948)، وكتاب (تاريخ الهاغاناه) حيث وردَ التّصريحُ بتنفيذ أعمال قتلٍ جماعيّ من قبل القوات المُغيرة؛ منها أنَّ «موشيه كلمان» المذكور شاهد رجلاً يحفر بأظافره قبراً، ويُواري فيه جثّة طفلٍ قُتل في حِضن أمّه، ثمّ يُهيل عليه التّراب.

بدورها وثّقت –في حينه- كلٌّ من وكالة «أسوشيتد برس»، وصحيفة «نيويورك تايمز» تفاصيل المجزرة، وتحدّثت هذه الأخيرة بالخصوص عن مقتل خمسة أطفال، وجرح ثلاثة آخرين.
أما المجزرة الثانية فقد ارتُكبت في الثلاثين من تشرين الأوّل من العام نفسه، في سياق ما عُرف بـ «عملية حيرام»، حيث قُتل عدد كبير من أبناء قرية سَعسع، وهجُِّر الباقون إلى لبنان.
الصورة الأولى: من مجزرة قرية سعسع.
الصور الثلاث الأخرى: نقلاً عن منتدى فلسطيني على شبكة الإنترنت. يقال إنّها التُقطت أثناء تنفيذ المجزرة في قرية سعسع.
الخريطة: تظهر موقع قرية سعسع من الحدود اللبنانيّة.