تاريخ
بَحِيرا الرّاهب
بَحِيرا الرّاهب: وكان مؤمناً على دين المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، واسم بَحِيرا في النّصارى جرجس، وكان من عبد القيس.
ولمّا خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله مع عمّه أبي طالب إلى الشام في تجارة، وهو ابنُ اثنتَي عشرة سنة، ومعهما أبو بكر وبلال بن رباح، مرّوا ببَحِيرا وهو في صوْمعته، فعرف رسولَ الله صلّى الله عليه وآله بصفته ودلائله وما كان يجِدُه في كتابه، ونظر إلى الغمام تُظلّه حيثما جلس، فأنزلهم بَحِيرا وأكرمهم واصطنع لهم طعاماً، ونظر إلى خاتم النبوّة بين كتفَي رسول الله صلّى الله عليه وآله، ووضع يده على موضعه، وآمن بالنبيّ صلّى الله عليه وآله، ".." وسأل أبا طالب أن يرجع به من وجهه ذلك، وحذّرهم عليه من أهل الكتاب، فرجع به.
فلمّا رجع من سفره، كان بدءُ قصّته مع خديجة وما أظهر اللهُ لها من دلائل نبوّته، وما أُخبرت به ممّا كان منه في طريقه.
(المسعودي، مروج الذهب - مختَصر)
بلدان
مُؤْتة
مُؤْتة: بالضمّ ثمّ واو مهموزة ساكنة، وتاء مثنّاة من فوقها، وبعضهم لا يهمّزه، البلد الذي قُتل به جعفر بن أبي طالب.
ومُؤْتَة: قرية من قرى البلقاء في حدود الشام. قال المهلبي: «مآب» و«أذرُح» مدينتا «الشَّراة»، وعلى اثني عشر ميلاً من «أذرُح» ضيعة تُعرف بمُؤتة، بها قبر جعفر بن أبي طالب، بعث النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إليها جيشاً في سنة ثمان، وأمّر عليهم زيد بن حارثة مولاه، وقال: إنْ أُصيب زيد فجعفرُ بن أبي طالب الأمير، وإنْ أُصيب جعفر فعبد الله بن رواحة. فساروا حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيَتْهم جموع «هِرَقْل» من الرُّوم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف، ثمّ دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها، فلقيتهم الروم في جمعٍ عظيم، فقاتل زيد حتى قُتل، فأخذ الراية جعفر فقاتل حتى قُتل، فأخذ الراية عبد الله بن رواحة فكانت تلك حاله.
(معجم البلدان، الحموي)