أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ يومين

سورة النور

موجز في التّفسير
 سورة النور
________من دروس «المركز الإسلامي» ________

 
السورة الرابعة والعشرون في ترتيب سور المصحف الشريف. آياتها أربع وستّون. تقع في قلب الجزء الثامن عشر، وهي مدنيّة بإجماع المفسرين. سمّيت بسورة «النور» لقوله تعالى ﴿الله نور السماوت والأرض..﴾ في مطلع الآية الخامسة والثلاثين منها.  

ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «علّموهن [أي النساء] سورة النور، فإنّ فيها المواعظ». ويتّضح بتلاوة السورة المباركة أنّ تلك المواعظ تنصبّ بشكل أساس على تحصين المجتمع الإيماني من انحرافات الشهوة، وذلك عبر تشريع حدّ ارتكاب الزنا، وقذف المحصنات، وبيان حكم من يرمي امرأته بالزنا، والتحذير من الإسهام بإشاعة الفاحشة، والأمر بغضّ البصر، وحفظ الفرج من نظر الغير، وتشريع الحجاب، وعدم إبداء زينة المرأة للأجنبي، والدعوة إلى التحصّن بالزواج، والأمر بالإستئذان عند الدخول على الوالدين. 

هدف السورة


«تفسير الميزان»: [هدف السورة هو] ما يُنبئ عنه مفتتحُها: ﴿سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينّات لعلّكم تذكّرون﴾. فهي تذكُر نبذة من الأحكام المفروضة المشرّعة، ثم جملة من المعارف الإلهية تناسبها ويتذكّر بها المؤمنون.

ثواب قراءتها


«تفسير مجمع البيان»: النبيّ صلّى الله عليه وآله: «من قرأ سورة النور أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي».
* الإمام الصادق عليه السلام: «حصّنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور، وحصّنوا بها نساءكم، فإنّ من أدمن قراءتها في كلّ يوم أو في كلّ ليلة، لم يزْنِ أحدٌ من أهل بيته أبداً حتّى يموت، فإذا مات شيّعه إلى قبره سبعون ألف ملك، كلّهم يدعون ويستغفرون له حتّى يدخل في قبره».

خلاصة السورة


«تفسير الأمثل»: تنقسم آيات السورة تحقيقاً لهدفها المتقدّم إلى مراحل ستّ:
المرحلة الأولى: بيان العقاب الشديد للمرأة الزانية والرجل الزاني، وهو ما ورد حاسماً في الآية الثانية من هذه السورة.
المرحلة الثانية: بيان حدّ الزنا الذي لا تنبغي إقامته إلّا بشروط مشدّدة للغاية، إذ لا بدّ من أربعة شهود يشهدون أنّهم رأَوا بأمّ أعينهم رجلاً يزني بامرأة لا تحلّ له. ولو شهد الرجل على زوجته بالزنا لَلاعن القاضي بينهما، أو يُقرّ أحدهما أو كلاهما بالحقّ. ومن اتّهم محصنة ولم يأتِ بأربعة شهود، جلَده القاضي أربعة أخماس حدّ الزنا، أي ثمانين جلدة، لئلّا يتصوّر أحد أنّ بإمكانه الطعن على الناس وهتك حرماتهم، وهو في منجىً عن العقاب.
المرحلة الثالثة: تناولت السورة أحد السبل المهمّة لاجتناب التدهور الأخلاقي، من أجل ألّا يتصور أنّ الإسلام يهتمّ فقط بمعاقبة المذنبين. فطرحت حرمة نظر الرجال إلى النساء بشهوة أو بالعكس، وشرّعت حجاب المرأة المسلمة، لأنّ أحد أسباب الانحراف الجنسي المهمّة ناجم عن هاتين المسألتين. وإذا لم تحلّ هاتان المسألتان جذرياً، لا يمكن القضاء على الإنحطاط والتفسّخ.
المرحلة الرابعة: كخطوة للنجاة من التلوّث بما يخلّ بالشرف، دعت السورة إلى الزواج اليسير التكاليف، ليُحارب الإشباع الجنسي غير المشروع بإشباع مشروع.
المرحلة الخامسة: بيّنت الآيات جانباً من آداب المعاملة، ومبادئ تربية الأولاد، وعدم دخول الأبناء الغرفة المخصّصة للوالدين في ساعات الخلوة والإستراحة إلّا بإذن منهما، بُغية المحافظة على أفكارهم من الانحراف.
المرحلة السادسة: جاء ذكر مسائل خاصّة بالتوحيد، والمبدأ والمعاد، والإمتثال لتعاليم النبي صلّى الله عليه وآله. كلّ ذلك خلال البحوث المطروحة. ومن المعلوم أنّ الاعتقاد بالوحدانية والنبوة والمبدأ والمعاد، يدعم مناهج التربية الأخلاقية في الفرد والجماعة. فذلك الاعتقاد هو الأصل، وما عداه من أمور فروع عليه، تورق وتثمر إذا قوي الأصل واشتدّ. وتطرّقت بحوث هذه الآيات إلى حكومة المؤمنين الصالحين العالمية، وأشارت إلى تعاليم إسلامية أخرى، وهي تشكّل -بمجموعها- وحدة متكاملة شاملة.

تفسير آيات منها


«تفسير نور الثقلين»: قوله تعالى: ﴿الزاني لا ينكح إلّا زانية أو مشركة..﴾ النور:3، الإمام الصادق عليه السلام: «..من أُقيم عليه حدّ زنى أو شُهّر به لم ينبغِ لأحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة».

* قوله تعالى: ﴿والذين يرمون المحصنات ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم..﴾ النور: عنه عليه السلام أنّه نهى عن قذف مَن ليس على الإسلام إلّا أن يطّلع على ذلك منهم. وقال: «أيسر ما يكون، أن يكون قد كذب».

* قوله تعالى: ﴿إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم..﴾ النور:19، عنه عليه السلام: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من أذاع فاحشة كان كمُبتديها». وعنه عليه السلام أيضاً: «من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عزّ وجلّ ﴿إنّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم..﴾». وعن الإمام الكاظم عليه السلام: «..كذّب سمْعك وبصرك عن أخيك، وإن شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولاً فصدّقه وكذّبهم، ولا تُذيعنّ عليه شيئاً تُشينه به، وتهدم به مروّته، فتكون من الذين قال الله عزّ وجلّ ﴿إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم..﴾».

* قوله تعالى: ﴿..لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها..﴾ النور:27، الإمام الصادق عليه السلام: «الاستيناس، وقعُ النعل والتسليم».

* قوله تعالى: ﴿قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم..﴾ النور:30، عنه عليه السلام: «كلّ آية في القرآن في ذكر الفروج فهي من الزنا، إلّا هذه الآية فإنّها من النظر».

* قوله تعالى: ﴿وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله..﴾ النور:32، عنه عليه السلام: «من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظنّ بالله». وعنه عليه السلام: «جاء رجل إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله، وشكا إليه الحاجة. فقال صلّى الله عليه وآله: تزوّج. فتزوّج، فوُسّع عليه».

* قوله تعالى: ﴿وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يُغنيهم الله من فضله..﴾ النور:33، الإمام الصادق عليه السلام: «يتزوّجوا حتّى يغنيهم الله من فضله».

* قوله تعالى: ﴿الله نور السماوات والأرض..﴾ النور:35، الإمام الرضا عليه السلام: «هادٍ لأهل السماوات، وهادٍ لأهل الأرض». عن الإمام الصادق عليه السلام: «..أنا فرع من فرع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوّة، وأديب السفرة، وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور، وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفَين إلى يوم الحشر».

* قوله تعالى: ﴿في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه..﴾ النور:36، الإمام الباقر عليه السلام: «..هي بيوتات الأنبياء، والرسل، والحكماء، وأئمّة الهدى».

* قوله تعالى: ﴿رجال لا تُلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة..﴾ النور:37، كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا حضر الحرب يُوصي المسلمين: «تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها، وقد عرف حقّها مَن طَرقها، وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع، ولا قرّة عين، من مال، ولا ولد. يقول الله تعالى: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة..﴾».

* قوله تعالى: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم..﴾ النور:55، الإمام الصادق عليه السلام: «هم الأئمّة».

* قوله تعالى: ﴿..فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم تحيّة من عند الله..﴾ النور:61، الإمام الباقر عليه السلام: «هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثم يردّون عليه، فهو سلامُكم على أنفسكم». وعنه عليه السلام أيضاً: «إذا دخل الرجل منكم بيته فإن كان فيه أحد يسلّم عليهم، وإن لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربّنا».

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر 7

ملحق شعائر 7

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

نفحات