الإمام الباقر عليه السلام:
* «قال عليّ بن الحسين عليه السلام: مرضتُ مرضاً شديداً، فقال لي أبي [الإمام الحسين] عليه السلام: ما تشتهي؟ فقلت: أشتهي أن أكون ممَّن لا أقترح على الله ربّي ما يُدبّره لي، فقال لي: أحسنتَ، ضاهيتَ إبراهيم الخليل عليه السلام حيث قال له جبرئيل عليه السلام: هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربّي، بل حسبيَ اللهُ ونِعمَ الوكيل».
* «إنَّ أبي عليّ بن الحسين ما ذَكر لله عزَّ وجلَّ نعمةً عليه إلَّا سجد، ولا قرأ آيةً من كتاب الله عزَّ وجلَّ فيها سجودٌ إلَّا سجد، ولا دفعَ اللهُ عزَّ وجلَّ عنه سوءاً يخشاه أو كيدَ كائدٍ إلَّا سجد، ولا فرغَ من صلاةٍ مفروضةٍ إلَّا سجَد، ولا وفِّق لإصلاحٍ بين اثنين إلَّا سجد، وكان أثرُ السُّجود في جميع مواضع سجودِه، فسُمِّي السّجَّاد لذلك».
الإمام الصادق عليه السلام:
* «كان عليُّ بن الحسين إذا أصبح خرج غادياً في طلب الرّزق فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدَّق لعيالي، قيل له: أتتصدّق؟ قال: مَن طلبَ الحلالَ فهو من الله عزَّ وجلَّ صدقةٌ عليه».
* «كان عليّ بن الحسين عليه السلام إذا كان اليوم الذي يصوم فيه، يأمر بشاةٍ فتُذبح وتُقطَّع أعضاؤها وتُطبخ، وإذا كان عند المساء أكبَّ على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القِصاعَ اغرفوا لآل فلان، واغرفوا لآل فلان، حتّى يأتي على آخر القدور، ثمّ يُؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه».
* «البكَّاؤن خمسة: آدم ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله، وعليّ بن الحسين عليه السلام. ".." وأمّا فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله: فَبَكَتْ على رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى تأذَّى بها أهلُ المدينة، وقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر، مقابر الشّهداء، فتبكي حتى تقضي حاجتها ثمّ تنصرف، وأمّا علي بن الحسين عليهما السلام: فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وُضِع بين يديه طعامٌ إلّا بكى، حتّى قال له مولىً له: جُعلتُ فداك يا ابنَ رسول الله، إنِّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنّما أشكو بثِّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إنِّي لم أذكُر مصرعَ بني فاطمة إلَّا خنقَتني لذلك عبرَة».
الإمام الرضا عليه السلام:
* «إنّ عليّ بن الحسين عليه السلام لمّا حضرته الوفاة أُغمِي عليه، ثمَّ فتح عينيه وقرأ (إذا وقعت الواقعة)، و(إنّا فتحنا لك)، وقال: ﴿..الحمد لله الذي صدَقَنا وعدَه، وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء، فَنِعمَ أجر العاملين﴾ الزّمر:74، ثمّ قُبض من ساعته ولم يقل شيئاً».