قصّة الملَك «فُطْرُس» في الرّوايات
ملَكٌ أبطَأ، فَأَوهى اللهُ جناحَه
ــــ الفقيه البحريني الكبير، الشّيخ الماحوزي (1075 - 1121 هجريّة)ــــ
بعد تقديم نماذج من كلمات العلماء تضمّنت الإشارة إلى قصّة الملك فُطرس، تقدّم «شعائر» هنا نصوص الرّوايات التي شرحت هذه القصّة، مع مراعاة اختيار الرّوايات التي أوردَها كبار العلماء، ومراعاة التّسلسل الزّمني للعلماء الأجلّاء، الذين أوردوا الرّوايات المصرِّحة باسم الملَك «فُطرس».
جديرٌ بالذّكر أنّه سيتمّ تقديم تعريفٍ موجز بالمؤلِّف، والمصدر الذي وردت الرّواية فيه، وربما اقتضى الأمر الإشارة إلى قيمة الرّواية من حيث السّنَد. |
* تتوزّع الرّوايات حول شفاءِ ملَكٍ ببركة الإمام الحسين عليه السلام، على الأقسام التالية:
1- ما لم يتمّ التّصريحُ فيه باسم الملَك. 2- التّصريح باسم «فُطرس». 3- التصريح باسم «دَرْدائيل». 4- التَّصريح باسم «صَلْصَائيل».
ولا دليلَ على التّعدُّد، بل القرائن متضافرة، على أنّ المسمّى واحد.
تمتاز هذه الرواية التّالية بأنّها من القسم الأوّل.
* قال الفقيه البحريني الكبير، الشيخ الماحوزي (1075-1121 هجريّة) في كتابه (الأربعون حديثاً):
«وَوجدتُ في الجزء الثّاني عشر من كتاب (شرح الأخبار، في فضائل الأئمّة الأطهار الأبرار) [للقاضي النّعمان المغربي، ت: 363 هجريّة] ما صوْرتُه:
وعن أحمد بن إسماعيل بإسناده عن محمّد بن عليّ عليهما السلام أنّه قال:
بعثَ اللهُ عزّ وجلّ أملاكاً، فأَبطَأَ أحدُهم، فَأَوهى اللهُ جناحَه، فسقطَ على جزيرةٍ من جزائرِ البحر. فلمّا دنا مولدُ الحسين عليه السلام بعثَ اللهُ جبرائيل عليه السلام ببشارتِه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فمرَّ بذلك الملَك، فقال له [لِجبرائيل]:
أيُّها الملَك الطيّب ريحُه، الحَسنُ وجهُه، الكريمُ على ربِّه، ألا تدعو لي ربَّك أنْ يطلقَ جَناحي هذا الوَاهي.
قال له جبرائيل: ليس ذلك لي، ولكنّي أُرسِلتُ إلى مَن هو أكرمُ عند الله منّي، وسَأسألُه أن يدعو اللهَ لك، فلمّا بشّر جبرائيل عليه السلام النبيّ صلّى الله عليه وآله بمولِد الحسين صلوات الله عليه، قال له:
يا محمّد، إنّي مررتُ بملَكٍ على جزيرةٍ من جزائر البحر، قد وَهى جناحُه، فسأَلني أن أدعو اللهَ له، فقلت: إنّي أُرسِلتُ إلى مَن هو أكرم على الله منّي، وسأسألُه أن يدعو اللهَ لك.
قال: فدعا اللهَ له النبيُّ صلّى الله عليه وآله، فأوحى الله إلى جبرائيل عليه السلام أن يأمرَ ذلك الملَك أن يدفَّ دفيفاً إلى المولود -يعني الحسين عليه السلام- فيمسَح جناحَه الواهي به فإنّه يصحّ، ففَعل، فصحَّ جناحُه، وعَرج إلى السّماء».
(الشيخ الماحوزي، كتاب الأربعين: ص 366؛أنظر: شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار، للقاضي النُّعمان المغربي:ج 3، ص 114 – 115، تحقيق السيّد الجلالي)
|