«فُطْرُس» من الكَرُوبيّين
«ولا يصلّي عند قبرِه مُصَلٍّ إلّا أخبرتَني بذلك..»
ــــ الشّجري (367 – 445 هجريّة) في (فضل زيارة الحسين عليه السلام)ــــ
«..قال النّبيُّ صلّى الله عليه وآله: إنَّ جبريل أخبرَني بقتلِ ابنِي هذا، وإنّي سألتُ الله أن يجعلَك خليفتي عندَ قبرِه، فلا يزورُه زائر، ولا يُصلِّي عند قبرِه مُصَلٍّ إلّا أخبرتَني بذلك لتأتيَه بشارةٌ منّي.. فهو عندَ قبره إلى يوم القيامة، ولا يزورُه زائرٌ ولا يصلّي عليه أحدٌ إلّا أتاه بذلك». |
قال «أبو عبد الله، محمّد بن عليّ بن الحسن العلويّ الشّجَري»:
حدّثنا القاضي محمّد بن عبد الله الجعفي، قال نا [حدّثنا] عليّ بن محمّد العَلوي الحسني، أخبرنا أحمد بن عبد الله القَرشي العامري العسقلاني، قال نا القاسم بن الحسن الزبيدي، قال حدّثني إسحاق بن إبراهيم الهرَوي، قال حدّثني علي بن محمّد التهيمي، قال نا عمر بن سليمان عن الأعمش، عن سعيد بن جُبير، قال:
«كان ملَكٌ من الكَرُوبِيِّين يقال له "فُطرس" بعثَه الله مَبعثاً فأَبطَأ، وكان يسرحُ مع الملائك، فكسرَ اللهُ جناحَه وطرحَه في جزيرةٍ من جزائر البحر، فلمّا كان صبيحةَ وُلِدَ الحسينُ بن عليّ، بعثَ اللهُ جبريلَ مع ألفٍ من الملائكة إلى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] يهنِّئه بولادة الحسين، فمرّ جبريل بذلك الملَك -وكان بينهما خِلّة- فقال: يا روحَ الله الأمين أينَ تريد؟ فقال: أريدُ النّبيَّ التّهاميّ، وهبَ اللهُ له مولوداً في هذه اللّيلة، لِأُهنّئه.
فقال له: ألا تحمِلُني معك لعلّه أن يسأل ربَّه أن يردَّ عليّ جَناحي فأسرح مع الملائكة كما كنتُ أسرح. فحملَه معه، ثمّ أتى النبيّ صلّى الله عليه [وآله] فهنّأَه بولادة الحسين ثمّ قال له:
يا محمّد، هذا ملَكٌ من الكروبيّين بعثَه الله مَبعثاً فأَبطأَ فكسرَ اللهُ جناحَه ثمّ طرحَه في جزيرةٍ من جزائر البحر، وهو يسألُك أن تسألَ ربَّك أن يردَّ عليه جناحَه فيسرحَ مع الملائكة كما كان يسرَح . فقام النبيّ صلّى الله عليه [وآله] فصلّى رَكعتين ودَعا، والحسين مُلتَفٌّ في خرقة، ثمّ قال له: قُم، فامسَح جناحَك على هذا المولود. فقام فَمَسَحَ جناحَه، فردَّ اللهُ عليه جناحَه، فنهضَ الملَك يسرَح، فقال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: أينَ تريد؟
فقال: أسرحُ مع الملائكة كما كنتُ أسرح. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنَّ جبريل أخبرَني بقتلِ ابنِي هذا، وإنّي سألتُ اللهَ أن يجعلَك خليفتِي عندَ قبرِه، فلا يزورُه زائر، ولا يُصلِّي عند قبرِه مُصَلٍّ إلّا أخبرتَني بذلك، لتأتيَه بشارة منّي، فهو عند قبرِه إلى يوم القيامة، ولا يزورُه زائرٌ ولا يصلّي عليه أحدٌ إلّا أتاه بذلك».
(محمد بن علي الشّجري، فضل زيارة الحسين عليه السلام: ص 35 – 37)