الملف

الملف

18/06/2012

رواية الشيخ الصّدوق عن الملَك «دَرْدَائيل»

رواية الشيخ الصّدوق عن الملَك «دَرْدَائيل»
«مولى الحسين بن علي، وابن فاطمة»


عن ابن عبّاس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: «أللّهمّ بحقّ هذا المولود عليك، لا بل بحقِّك عليه وعلى جدِّه محمّدٍ وإبراهيمَ وإسماعيل وإسحاقَ ويعقوب، إنْ كان للحسين بن عليّ [و] ابنِ فاطمة عندك قدْرٌ فارْضَ عن دَرْدائيل..».
روى الشّيخ الصّدوق هذه الرّواية الغريبة جدّاً، في كتابِه (كمال الدِّين وتمام النّعمة)، وسَندُ الرّواية معتبَر، ويشترك في السّند الرّواة الشّيعة والسُّنّة، فمِن الجهل التندُّر على الشّيعة بغرابةِ لفظ «دَرْدَائيل» كما حصلَ في بعض مواقع الشّبكة الإلكترونية.

قال الشيخ الصّدوق: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدّثني محمّد بن علي القَرشي قال: حدّثني أبو الرّبيع الزّهراني قال: حدّثنا جرير، عن لَيث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال ابنُ عباس:
«سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: إنّ لله تبارك وتعالى ملكاً يُقال له: "دَرْدَائيل"، كان له ستّة عشر ألف جَناح، ما بين الجَناح إلى الجَناح هواء، والهواءُ كما بين السّماء إلى الأرض، فجعلَ يوماً يقول في نفْسِه: أَفَوْقَ ربِّنا جلَّ جلالُه شيء؟
فَعَلِمَ اللهُ تبارك وتعالى ما قال، فزادَه أجنحةً مثلَها، فصار له اثنان وثلاثون ألف جَناح، ثمّ أوحى الله عزّ وجلّ إليه أنْ طِرْ، فطار مقدارَ خمسينَ عاماً فلَم يَنَل رأسَ قائمةٍ من قوائم العِرش، فلمّا علِم اللهُ عزّ وجلّ أتعابَه أوحى إليه: أيّها المَلَك، عُدْ إلى مكانك، فأنا عظيمٌ فوقَ كلِّ عظيم، وليس فوقي شيء، ولا أُوصَفُ بمكان، فسلبَه اللهُ أجنحتَه ومقامَه من صفوف الملائكة، فلمّا وُلِدَ الحسين بن علي عليهما السلام، وكان مولدُه عشيّة الخميس ليلةَ الجمعة، أوحى الله عزّ وجلّ إلى مالكٍ خازنِ النّار أنْ أخمِد النّيرانَ على أهلِها لكرامةِ مولودٍ وُلِدَ لمحمّد، وأوحى إلى رضوان خازنِ الجِنان أنْ زَخْرِف الجِنان وطيِّبها لكرامةِ مولودٍ وُلِدَ لمحمّدٍ في دار الدّنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين أنْ تَزَيَّنّ وتَزاوَرنَ لكرامة مولودٍ وُلِدَ لمحمّدٍ في دار الدّنيا، وأوحى الله عزّ وجلّ إلى الملائكة أنْ قوموا صفوفاً بالتّسبيحِ والتّحميد والتّمجيد والتّكبير لكرامةِ مولودٍ وُلِدَ لمحمّدٍ في دار الدّنيا، وأوحى اللهُ تبارك وتعالى إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبِط إلي نبيّي محمّدٍ في ألفِ قَبيل، والقبيل ألفُ ألفٍ من الملائكة على خيول بلْق، مسرّجة ملجّمة، عليها قِبابُ الدّرّ والياقوت، ومعهم ملائكة يُقال لهم: الرّوحانيّون، بأيديهم أطباقٌ من نور، أنْ هنِّئوا محمّداً بمولوده، وأخبِره يا جبرئيل أنّي قد سمّيتُه الحسَين، وهنِّئه وعزِّه وقُلْ له: يا محمّد، يقتلُه شِرارُ أُمّتِك على شِرار الدّواب، فويلٌ للقاتل، وويلٌ للسّائق، وويلٌ للقائد. قاتل الحسين أنا منه بريء وهو منّي بريء، لأنّه لا يأتي يوم القيامة أحدٌ إلّا و قاتلُ الحسين عليه السلام أعظمُ جرماً منه، قاتلُ الحسين يدخلُ النّار يوم القيامة مع الذين يزعمون أنّ مع الله إلهاً آخَر، والنّارُ أشوقُ إلى قاتلِ الحسين ممّن أطاعَ الله إلى الجنّة.
* أورد هذه الرّواية –أيضاً-
 العلّامة «الحمويني» وهو أحد
 أعلام العلماء المسلمين السّنّة
 -كما وصفَه علّامة عصرِه
 السيّد هاشم البحراني- في
 كتابه (فرائد السِّمطين)
 بسنده المتّصل بالشيخ الصّدوق
 عبر عددٍ من كبار علمائنا منهم
 العلّامة الحلّي والشيخ البهائي
 ووالده.
* يرتفعُ استغرابُ أوصاف الملَك
 «دردائيل» بالرّجوع إلى المصادر
 الإسلاميّة المختلِفة التي تبحث
 في الرّوايات حول عَظَمة خِلْقة
 «جبرائيل» وغيره من الملائكة
 عليهم السلام.
 

قال: فَبَينا جبرئيل عليه السلام يهبطُ من السّماء إلى الأرض إذ مرّ بدَردائيل، فقال له دَرْدَائيل: يا جبرئيل ما هذه اللّيلة في السّماء، هل قامت القيامة على أهل الدّنيا؟ قال: لا، ولكنْ وُلِدَ لمحمّدٍ مولودٌ في دار الدّنيا، وقد بعثَني اللهُ عزّ وجلّ إليه لِأُهنِّئه بمولودِه، فقال الملَك: يا جبرئيل، بالّذي خلقَك وخلقَني، إذا هبطتَ إلى محمّدٍ فَأَقْرِئهُ منّي السّلام وقُلْ له: بحقِّ هذا المولود عليك، إلّا ما سألتَ ربَّك أن يرضى عنّي فيردّ عليَّ أجنِحتي ومقامي من صفوف الملائكة، فهبطَ جبرئيل عليه السلام على النبيّ صلّى الله عليه وآله فهنّأَه كما أمرَه اللهُ عزّ وجلّ، وعزّاه، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله: تقتلُه أُمّتي؟ فقال له: نعم يا محمّد، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: ما هؤلاء بأُمّتي، أنا بريءٌ منهم، واللهُ عزّ وجلّ بريءٌ منهم، قال جبرئيل: وأنا بريءٌ منهم يا محمّد، فدخل النبيُّ صلّى الله عليه وآله على فاطمة عليها السلام فهنَّأَها وعزّاها، فبَكت فاطمة عليها السلام، وقالت: يا ليتَني لم أَلِده، قاتل الحسين في النّار، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: وأنا أشهدُ بذلك يا فاطمة، ولكنّه لا يُقتَل حتّى يكون منه إمام، يكون منه الأئمّة الهادية بعدَه، ثمّ قال عليه السلام: والأئمّةُ بعدي: الهادي عليّ، والمُهتدي الحسن، والنّاصر الحسين، والمنصور عليّ بن الحسين، والشّافع محمّد بن علي، والنفّاع جعفر بن محمّد، والأمين موسى بن جعفر، والرّضا عليّ بن موسى، والفعّال محمّد بن علي، والمؤتمَن عليّ بن محمّد، والعلّام الحسن بن عليّ، ومَن يُصلّي خلفَه عيسى بنُ مريم عليه السلام القائم عليه السلام. فـَ [لمّا] سَكَتَت فاطمة عليها السلام من البكاء أخبرَ جبرئيل عليه السلام النبيّ صلّى الله عليه وآله بقصّة المَلَك وما أُصِيب به.
قال ابن عبّاس: فأخذَ النبيُّ صلّى الله عليه وآله الحسينَ عليه السلام وهو ملفوفٌ في خرَق من صوف، فأشار به إلى السّماء، ثمّ قال: أللّهمّ بحقِّ هذا المولودِ عليك، لا بل بحقِّك عليه وعلى جدّه محمّدٍ وإبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويعقوب، إنْ كان للحسين بن عليّ [و] ابنِ فاطمة عندك قَدْرٌ فارضَ عن دَردائيل ورُدَّ عليه أجنحتَه ومقامَه من صفوف الملائكة، فاستجابَ اللهُ دعاءَه وغفرَ للملَك (ورَدَّ عليه أجنحتَه وردَّه إلى صفوف الملائكة) فالملَك لا يُعرَف في الجنّة إلّا بأنْ يُقال: هذا مولى الحسين بن عليّ وابن فاطمة بنتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله
».
(الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة: ص 282)



دَرْدَائيل وأخوه رَاحيل
«روى "ابنُ بطّة" من ستّة طُرق، منها أنّه قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله بالنّخيلة وحولَه سبعمائة وأربعون رجلاً، فنزلَ جبرئيل عليه السلام وقال: إنّ الله تعالى آخى بينَ الملائكة؛ بيني وبين ميكائيل، وبين إسرافيل وبين عزرائيل، وبين دَردائيل وبين رَاحيل، فآخى النبيّ صلّى الله عليه وآله بين أصحابَه، وآخى عليّاً من بينِهم».
(ابن جبر، نهج الإيمان: ص 424)

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

19/06/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات