النّجمُ الثّاقب
في أحوالِ الإمام الحجّة الغائب
_____قراءة: سلام ياسين_____
الكتاب: النّجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب. (مجلّدان)
المؤلّف: المحدّث الشيخ حسين النّوري الطّبرسي. (1254 – 1320 هجريّة)
تحقيق: السيّد ياسين الموسوي.
الناشر: «لسان الصدق»، قم المقدّسة 2007. |
|
من أبرز نفائس المكتبة المهدويّة، لمؤلّفه خاتم المحدّثين، الشيخ حسين النّوري الطبَرسي قدّس سرّه، صاحب المؤلّفات القيّمة، وأبرزُها (مستدرك الوسائل)، كتبَه [النّجم الثّاقب] بالفارسيّة في ثلاثة أشهر، وذلك بطلبٍ من أستاذه المرجع المجدّد السيّد محمّد حسن الشيرازي قدّس سرّه، أيّام إقامته في سامرّاء، بعد تشييده للحوزة العلميّة فيها.
يقول تلميذ المؤلّف، الشيخ آغا بزرك الطّهراني في كتابه (الذّريعة إلى تصانيف الشيعة): «(النّجم الثّاقب في أحوال الإمام الغائب) لشيخِنا الميرزا حسين النّوري صاحب (مستدرك الوسائل)، فارسي، في غَيبة الإمام الثاني عشر عليه السلام، كتبَه في ثلاثة أشهر بأمرِ سيّدنا الشيرازي مرتّباً على اثنَي عشر باباً. أشار في أوّله إلى أسماء جملةٍ من كُتب الغَيبة، ثمّ أوردَ فهرس مطالب الكتاب».
ويروي المؤلّف في مقدّمة الكتاب كيف أنّ المجدّد الشيرازي كان قد طلب منه أوّلاً ترجمة كتاب (كمال الدّين وتمام النّعمة) للشيخ الصدوق رحمه الله من العربيّة إلى الفارسية، ولمّا أشار الميرزا النّوري إلى وجود ترجمةٍ للكتاب، أوكلَ إليه السيّد حينئذٍ مهمّة تأليف كتابٍ جديدٍ حول الإمام المهدي المنتظَر عليه السلام، فتهيّب شيخُنا المؤلّف الأمر، وعرضَ على السيّد –عوض ذلك- أن يقوم بطباعة ما في المجلّد الثالث عشر [الطّبعة القديمة، وهو الجز 53 من الطّبعة الحديثة] من كتاب (بحار الأنوار) المخصّص لقصص مَن تشرّفوا بلقاء الإمام عليه السلام في زمن الغَيبة، وأن يُضيف إليها قصصاً كان قد جمعَها في الموضوع ذاته، ضمن مؤلَّفٍ سمّاه: (جنّة المأوى في من فاز بلقاء الحجّة عليه السلام في الغَيبة الكبرى)، فوافقه السيّد على ذلك مشترطاً إضافةَ مطالبَ أُخرى ترتبط بالإمام عليه السلام.
يقول الشيخ الطبَرسي: «..فارتضى [السيّد] هذا الرّأي، ولكنّه قال: لا تقتصِر على ذلك، بل ضُمّ إليها شمّة من حالاته عليه السلام، ولو بنحو الإيجاز والاختصار.
فأقدمتُ على القيام بهذه الخدمة حسبَ أمرِه المُطاع مع نهاية اليأس من نفسي وحالي، ولم أجدْ وسيلةً إلّا التوسّل بحقّ مجاورتي للقِباب العالية لحرم العسكريّين عليهما السلام، وطلبتُ المددَ من تلك الأبواب العالية.
وقد تمكّنتُ -بحمد الله، وببركة محلِّ البركات الإلهيّة، وفي أقلِّ مدّة- من القيام بهذه الخدمة، فشكرتُ اللهَ جلَّ ثناؤه، وسمّيت هذه الرّسالة الجليلة بـ (النّجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب عليه السلام)..».
ومن ثمّ فقد حظِي الكتاب برضا أستاذه الشيرازي قدّس سرّه، وكتب عليه تقريظاً نصُّه: «قد كُتب هذا الكتاب بحمد الله تعالى وتأييده وحُسن توفيقِه، وببركات إمام العصر وليّ الله وحجّتِه في أرضه وبلاده، وخليفتِه على خلقِه وعبادِه، عليه وعلى آبائه البَرَرة الكرام أفضل الصلاة والسلام، بنهاية القوّة، وحُسنِ التّرتيب، وجودة التّهذيب، وإنّي لا أعرف كتاباً كُتِب في هذا الباب بهذا الحُسن، ويلزم على جميع المتديّنين الرّجوع إليه لدفع الشُّبُهات وتصحيح العقيدة، ليصلوا إنْ شاء الله تعالى ببريقِ أنوار هدايتِه إلى منزل الإيقان والإيمان، ومحلِّ الأمن والأمان.
جعل الله تعالى عزّ اسمُه كلَّ مَن له يدٌ في أمر الخير هذا من أنصارِه عليه السلام».
خطوات التحقيق
يُلخّص محقّق الكتاب، السيّد ياسين الموسوي، عملَه فيه بالتّالي:
1 ـ ترجمةُ الكتاب من لغتِه الأصليِّة التي كُتب بها -وهي اللّغة الفارسيّة- إلى اللّغة العربية.
2 ـ إرجاع النصّ العربي [الرّوايات، والمقتطفات من الأقوال،..] إلى أصلِه من مصادره.
3 ـ تحقيق النّصوص ومقابلتها مع عدّة مصادر وأصول للتّثبُّت منها.
4 ـ كتابة ترجمة وافية لحياة المؤلّف وجعلِها في مقدّمة الكتاب. [أنظر: باب «أعلام» من هذا العدد]
5 ـ التّعليق على الموارد التي رأى من المناسب التّعليق عليها وتوضيحها.
ميزةُ الكتاب
يتميّز هذا الكتاب بأنّ صاحبَه أثبت فيه -بعد اطّلاعٍ واسعٍ على المكتبة المهدويّة في زمنه- ما رأى أنّه ينبغي إلفاتُ النّظر إليه من مطالب متفرّقة لم تُجمع في كتاب واحد، ولذلك يجد القارئ في الكتاب –مثلاً- ما يتعلّق بقصّة مسجد جمكران، وقصّة الجزيرة الخضراء وأمثال ذلك.
يقول المؤلّف العلّامة النّوري بعد أن عدّد نحواً من أربعين مؤلّفاً في الموضوع: «ومع كلّ هذه التّصانيف، فقد بقِيتْ جملة من المطالب المتعلّقة به عليه السلام في زوايا كُتب الأصحاب لم تُجمَع في كُتب الغَيبة لحدّ الآن، وبما أنّه لم يكن مبنى هذا الضّعيف عديم البضاعة استقصاء جميع المطالب الموجودة في تلك الكُتب، لهذا ألّفتُ بين بعض مستطرفات حالاتِه، ونوادر الأمور المنسوبة إلى جنابه عليه السلام، وقُمتُ بتنظيم بعض المطالب الموجودة في تلك الكتب، على أمل أن لا تبقى تلك المحاسن والمنافع، واللّطائف والبدائع، مخفيّةً ومستورة على أهل الفضل والعلم».
فهرس مَضامين الفصول
قدّم المؤلّف الشيخ الطّبَرسي في مقدمّة كتابه عرضاً مُجملاً لما ورد في متنِه، وذلك من أجل تسهيل الحصول على كلّ مطلبٍ في بابه على ما صرّح به، نوردُه مختصَراً:
الباب الأوّل: في ذكر شمّةٍ من حالات ولادته صلوات الله عليه، وفيه إجمالٌ لأحوال السيدة حكيمة سلام الله عليها.
الباب الثاني: في ذكر أسمائه وألقابه وكُناه عليه السلام، بما جاء صراحة وتلميحاً في الكتاب والسنّة، وما صرّح به الرّواة والمحدِّثون وعلماءُ الرّجال وغيرهم. وهي مائة وإثنان وثمانون إسماً.
الباب الثالث: ويشتمل على فصلَين:
الفصل الأوّل: في شمائله عليه السلام، مع استقصاءٍ تامٍّ وإيجازٍ في الكلام.
الفصل الثاني: في خصائصه والألطاف الإلهيّة التي خُصَّ بها صلوات الله عليه، أو التي سوف يكون مخصوصاً بها، وتلك المنسوبة إلى جميع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام.
الباب الرّابع: في ذِكر اختلاف المسلمين فيه بعد اتّفاقهم على صحّة صدور الأخبار النبويّة في حتميّة مجيء رجلٍ في آخر الزمان باسمِه، ويلقّب بـ «المهديّ»، يملأُ الدّنيا عدلاً. وفي ذِكر الكُتب المؤلّفة من أهل السّنة في أحواله عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
الباب الخامس: في إثبات أنّ المهديّ الموعود هو الحجّة بن الحسن العسكري عليهما السلام، من نصوص أهل السنّة.
الباب السادس: في إثبات الدّعوى المذكورة عن طريق المعجزات الصّادرة منه عليه السلام.
الباب السابع: في ذكر الذين التَقوا به عليه السلام، أو وقفوا على معجزةٍ من مَعاجزه، أو على أثَرٍ من آثاره الدالّة على وجوده المبارك.
الباب الثامن: في الجَمع بين قِصص التشرّف باللّقاء، وما وصلنا من أخبار في ضرورة تكذيب مدّعي الرّؤية في الغَيبة الكبرى، وبيان وجوب صرف تلك الأخبار عن ظاهرِها، وذِكر تصريحِ جماعةٍ من الأعلام بإمكانِ الرّؤية في أيّام الغَيبة.
الباب التاسع: في عُذر دخول [أي في علّة إدخاله] عدّة حكايات عن المضطّرين في الصّحراء وغيرهم في ضمن حكايات التشرّف باللّقاء، [على الرّغم من] عدم وجودِ شاهدٍ على أنّ ذلك الذي أنجاهم وأجابَهم هو إمام العصر عليه السلام، وذلك [علّة اعتبارها من قصص التشرّف] لِما أثبتَه العلماء أنّ إغاثةَ الملهوف من المناصب الخاصّة بالإمام صاحب الزمان عليه السلام.
الباب العاشر: في ذكرِ نفحةٍ من تكاليف العباد تجاهَه، وآداب وعادات العبوديّة، وعبوديّة الخلْق في أيام الغَيبة.
الباب الحادي عشر: في ذكر بعض الأزمنة والأوقات المختصّة بإمام العصر عليه السلام، وتكليف الرعيّة في هذه الأوقات بالنسبة إليه عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
الباب الثاني عشر: في ذكر أعمال وآداب قد يُتوصَّل ببركتِها إلى يُمن ملاقاةِ إمام العصر صلوات الله عليه، سواءً عرف [مَن تشرّف باللّقاء] أم لم يعرف، في المنام أم في اليقظة.