بصائر

بصائر

منذ يومين

الجمعة الأخيرة من شعبان

«..لِيُقبلَ شهرُ الله إليك وأنتَ مخلِصٌ لله تعالى»
الجمعة الأخيرة من شعبان
____من دروس «المركز الإسلامي»____


لا بدّ من وقفة عند الجمعة الأخيرة من شهر شعبان، وينبغي أن يكون واضحاً أنّ آخر شهر شعبان أهمُّ من أوّله، وإذا لم يوفَّق أحدُنا لخيرات شعبان المباركة، فلا أقلّ من اغتنام فرصة العشر الأواخر التي يُمكن فيها تدارُك ما فات. 

كيف نستقبل شهر رمضان هذا العام؟
هل سيكون الشّهر مختلفاً عمّا كنّا عليه في السّابق؟
أم أنّنا سنكرِّر ما حصل، ولا نستفيد من فرصة الضّيافة الإلهيّة حقّ الإستفادة؟
ماذا علينا أن نفعل لنأتي بجديد ونحصل على الجائزة الإلهيّة العظيمة؟

• نجد الجواب في رواية عن الإمام الرّضا عليه السلام:

عن أبي الصّلت -من أصحاب الإمام الرّّضا عليه السلام- قال: «دخلتُ على الرِّضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان فقال: يا أبا الصّلت، إنَّ شعبان قد مضى أكثرُه، وهذا آخر جمعةٍ فيه، فتدارَك في ما بقِي منه تقصيرَك في ما مضى منه:
1- وعليك بالإقبالِ على ما يَعنيك.
2-  وأكثِر من الدُّعاء، والإستغفار، وتلاوة القرآن.
3- وتُبْ إلى الله من ذنوبك، ليُقبلَ شهرُ الله إليك وأنتَ مخلِصٌ لله عزَّ وجلَّ.
4- ولا تدعنَّ أمانةً في عُنقك إلَّا أدَّيتها.
5-  ولا في قلبِك حقداً على مؤمنٍ إلَّا نزعتَه.
6-  ولا ذنباً أنت مرتكبُه إلَّا أقلعتَ عنه.
7-  واتَّقِ الله.
8- وتوكَّل عليه في سرِّ أمرك وعلانيَتِه، ﴿..ومَن يتوكَّل على الله فهو حسبُه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيء قدراً﴾ الطلاق:3.
9- وأكثِر مِن أنْ تقول في ما بقي من هذا الشهر: أللَّهمَّ إنْ لم تكُن غفرْتَ لنا في ما مضى من شعبان، فاغفِر لنا في ما بقي منه، فإنَّ الله تبارك وتعالى يعتقُ في هذا الشهر رقاباً من النّار لحرمة شهر رمضان
».

ما يلي وقفة عند درسَين:

الأوّل: التّوبة الصّادقة:

* وتُبْ إلى الله من ذنوبك، ليُقبلَ شهرُ الله إليك وأنت مُخلِصٌ لله عزَّ وجلَّ.
* أللَّهمَّ إنْ لم تكُن غفرتَ لنا في ما مضى من شعبان، فاغفِر لنا في ما بقي منه، فإنَّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشّهر رقاباً من النّار لِحُرمة شهر رمضان.
* التّوبة الصّادقة: علامتُها القرارُ بالمواظبةِ على ذِكر الموت.
* علامةُ هذه المواظبة: تحديدُ الموقف من الدُّنيا، هل هو الرُّكون إليها أم أنَّها المَمرّ.
* علامة هذا الموقف: التّعامل مع المال، هل القسم الأكبر منه للنّفس أم للغير: أي الأُسرة والآخرين.

الثاني:  واتَّقِ الله.

* نهجان وقافلتان: المتَّقون والفاسقون:


﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون﴾ الحشر:18-19.
* تكرار التَّقوى لبيان أهميّتها: ﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين﴾ المائدة:93.
* الهدف: حقّ التّقوى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ آل عمران:102.
* علامة المتَّقين: ﴿إن الذين اتقوا إذا مسَّهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون﴾ الأعراف:201.
* المُبصِر لا يُقيم على المعصية ولا يتعايش مع المنكرَات.
* العلامة:
المسامحة على أبواب الشّهر الكريم. القرار بأن يجعل الزَّوجان البيتَ مُضيئاً بنور الطّاعة وحُسن التّعامل والخُلُق عموماً، ليتخلَّصا بذلك من البيت المُظلِم بالمعاصي والنَّكَد وسوء التّعامل والخُلُق.

*المدخل إلى كلّ ما تقدَّم:

* الإكثار من الدّعاء والإستغفار.
* يتحقَّق الإكثار من الدّعاء والإستغفار، بالإكثار من قول «أستغفرُ الله» ومِن صِيَغ الإستغفار في شعبان: «أستغفرُ الله وأسأله التّوبة»، أو: «أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلّا هو الرّحمنُ الرّحيمُ الحيُّ القَيّوم وأتوبُ إليه» سبعين مرّة يوميّاً.
«أللّهمَّ إنْ لم تكنْ غفرتَ لنا في ما مضى من شعبان فاغفِر لنا في ما بقي»، واجعل هذه الأيّام التي تفصل بيننا وبين شهر رمضان مِن أَيمن أوقاتِنا، لنكون محمَّديّين، من أهل المودّة في القربى، أهلِ مكارم الأخلاق المحمّديّة، وتكرَّم علينا بضيافةٍ خاصّةٍ في شهرك، فإنْ كنّا بئس العبيد، فأنت نِعْم الرّب. وما ذلك على كرمِك ورحمتِك بعزيز.


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات