جامعُ دُرَر الأخبار
المجلسي الثاني، صاحب كتاب (بحار الأنوار)
___________إعداد: أكرم زيدان__________
«لم يوفَّق أحدٌ في الإسلام، مثل ما وُفِّق هذا الشّيخ المعظَّم (المجلسيّ الثّاني)، من ترويج المذهب، وإعلاء كلمة الحقّ، ونَشْر آثار أئمّة المسلمين، بطرق عديدة، أجلّها وأبقاها، التّصانيف الكثيرة، التي شاعت في الأنام، ويَنتفِع بها العالِم والجاهل، والخواصّ والعَوام..».
ما تقدّم، فقرات من شهادة المحدّث الشيخ حسين النُّوري، في كتابه (الفيض القدسي في ترجمة العلّامة المجلسي)، وقد اعتمدت «شعائر» هذا الكتاب بشكلٍ أساس في إعداد هذه المادَّة. |
هو الشّيخ محمّد باقر ابن الشيخ محمّد تقي المجلسي، ينتهي نَسَبُه إلى أحمد بن عبد الله الأصفهاني المعروف بـ «الحافظ أبو نعيم»، صاحب كتاب (حلية الأولياء في طبقات الأصفياء)، المتوفّى سنة 430 للهجرة.
جاء في كتاب (رياض العلماء) للميرزا الجيراني: «ثمَّ اعلم أنّ الحافظ أبا نعيم هذا، كان الجدّ الأعلى للمولى محمّد تقي المجلسي ولولده ".." والمعروف أنّ الحافظ أبا نعيم كان من محدِّثي علماء العامّة ".." ولكن كان يتّقي كما هو الغالب في أحوال ذلك الزّمان».
المولد والأسرة
وُلد العلّامة محمّد باقر المجلسي في أصفهان سنة 1037 للهجرة من أُسرة علميّة معروفة، فوالده الشيخ محمّد تقي من تلامذة الشيخ البهائي، له مؤلّفات منها: شرحان لكتاب (مَن لا يحضره الفقيه) للشّيخ الصّدوق، بالعربيّة والفارسيّة، وشرح على بعض كتاب (تهذيب الاحكام) للشّيخ الطُّوسي، وشرح للزِّيارة الجامعة الكبيرة.
يقول الآغا أحمد حفيد المحقّق البهبهاني في كتابه (مرآة الأحوال): «حدّثني بعض الثُّقاة عن والده الجليل، المولى محمّد تقي رحمة الله عليه أنّه قال: عَرَضَت لي في بعض اللّيالي، بعد الفراغ من التَّهجّد، حالة عرفتُ منها أنّي لا أسأل الله تعالى شيئاً حينئذٍ إلّا استجاب لي، وكنت أتفكّر في ما أسأله عنه تعالى من الأمور الأخرويّة والدُّنيويّة، وإذا بصوتِ بكاء محمّد باقر في المهد، فقلت: إلهي بحقّ محمّد وآل محمّد عليهم السلام اجعل هذا الطّفل مُروِّج دِينك، وناشر أحكام سيّدِ رُسلِك صلّى الله عليه وآله، ووفّقه بتوفيقاتك التي لا نهاية لها».
* أمّا جدّه لأبيه، فهو الّشيخ مقصود علي، وإليه يرجع لقب المجلسي، فقد ورد أنّه كان بصيراً، وَرِعاً، جامعاً للكمال والحُسْن في المقال، ولِحسن محاضرته وجودة مجالسته سُمِّي بالمجلسي، وكذلك زوجته أمّ الشيخ محمّد تقي، كانت امرأةً عارفةً، مقدّسةً، صالحة.
وللمجلسيِّ الثّاني أخوَان أكبر منه: عزيز الله. وكان من العلماء الفضلاء، وله حواشي على كُتُب، منها (المدارك) و(التّهذيب). وُصف بأنّه كان مستجاب الدَّعوة.
وعبد الله. وكان أيضاً من الفضلاء، له تعليقات على كتاب (حديقة المتّقين) لوالده المجلسيِّ الأوّل.
وله أربعة أخوات، إحداهنّ الفاضلة آمنة بيكم زوجة العلّامة محمّد صالح المازندراني شارح كتاب (أصول الكافي).
أمّا أولاده، فكان له أربعة ذكور وخمس إناث. من أبنائه: الشيخ محمّد صادق، وكان فاضلاً من أهل العلم، وقد ألّف والده العلّامة المجلسي كتاب (مرآة العقول) بالتماس منه. توفّي في حياة والده.
مِن أساتذته ومَن رَوَى عنهم
1- والده الشّيخ محمّد تقي. 2- الملّا محمّد صالح المازندراني، وهو صهره على أخته كما تقدّم. 3- الشّيخ فخر الدِّين الطّريحي، صاحب كتابَي (مجمع البحرين) و(تفسير غريب القرآن). 4- السيّد محمّد مؤمن الحسيني الأسترآبادي، صاحب (الرّسالة في الرّجعة). 5- الشّيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي صاحب كتاب (وسائل الشِّيعة). 6- السيّد محمّد الحسيني النائيني، له حاشية على (أصول الكافي)، وحاشية على (الصّحيفة السّجاديّة). 7- السيّد علي خان الشيرازي، صاحب كتاب (رياض السّالكين)، وهو شرح للصّحيفة السّجاديّة.
مِن تلامذته والرَّاوين عنه
وُصف بأنّه كان له شوقٌ شديد للتَّدريس، وأنّه خرج من مجلسِه جماعة كثيرة من الفضلاء، بلغوا الألف نفس، ومِن أشهر هؤلاء:
1- السيّد نعمة الله الجزائري، صاحب (الفوائد النّعمانيّة) و(قِصص الأنبياء). 2- الشّيخ سليمان الماحوزي المعروف بـ«المحقّق البحراني». 3- الشيخ محمّد بن علي الأردبيلي، صاحب كتاب (جامع الرُّواة). 4- نجله، الشيخ محمّد صادق المجلسي. 5- الميرزا عبدالله بن عيسى الجيراني الشهير بـ«الأفندي»، صاحب كتاب (رياض العلماء وحياض الفضلاء) المتقدّم قوله بحقّ الحافظ أبي نعيم. 6- أبو الحسن بن محمّد العاملي، صاحب تفسير (مرآة الأنوار). 7- السيّد محمّد المشتهر بـ «علاء الدِّين كلستانه»، صاحب (حدائق الحدائق) في شرح نهج البلاغة.
من أقوال العلماء بحقّه
1ـ الشيخ يوسف البحراني (ت: 1171 للهجرة) في (لؤلؤة البحرين): «..لم يوجد له في عصره، ولا قبله ولا بعده، قرينٌ في ترويج الدِّين، وإحياء شريعة سيّد المرسَلين، بالتّصنيف والتّأليف، والأمر والنّهي، وقَمْع المعتدين والمخالفين من أهل الأهواء والبِدَع والمعاندين».
2ـ الشيخ محمّد الأردبيلي في (جامع الرُّواة) [قال في (الذّريعة): لم نظفر بتاريخ ولادته ولا وفاته]: «أُستاذنا وشيخنا وشيخ الإسلام والمسلمين، خاتم المجتهدين ".." المحقّق المدقّق ".." ثقةٌ ثبتٌ عَين، كثير العلم، جيّد التّصانيف».
3ـ الشيخ الحرّ العاملي (ت: 1104 للهجرة) في (أمل الآمل): «عالِم، فاضل، ماهر، محقِّق، مدقِّق، علّامة، فهّامة، فقيه، متكلِّم، محدِّث، ثقة، جامع للمحاسن والفضائل، جليل القدر، عظيم الشَّأن».
4- السيّد محمّد حسين الخاتون آبادي (ت: 1151 للهجرة) وهو سبْط العلّامة المجلسي، قال في (مناقب الفضلاء): «..ملاذ الأخيار ومرآة عقول أُولي الأبصار، مستخرج الفوايد الطَّريفة من أصول المسائل، مستنبط الفرايد اللّطيفة من متون الدَّلايل، مبيّن غامضات مسائل الحلال والحرام، ومُوضح مشكلات القواعد والأحكام..».
5- السيّد محمّد شفيع الجابلقي (ت: 1280 للهجرة) في (الرّوضة البهيّة): «..وهو الذي روّج الحديث ونشره، لا سيّما في بلاد العجم، وترجمَ لهم الأحاديث بالفارسيّة بأنواعها ".." مضافاً إلى تصلّبه في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وبَسْط يد الجُود والكرم لكلّ مَن قَصَده».
مؤلّفاته
ألّف العلّامة المجلسي باللّغتَين العربيّة والفارسيّة، وفي شتّى العلوم الشَّرعيّة، ومن أشهر كُتُبه:
1- (بحار الأنوار الجامعة لِدُرَر أخبار الأئمّة الأطهار)، وهو أشهر كُتبِه وأكبرها، في 25 مجلّداً ضخماً، وقد طُبع لاحقاً بـ 110 مجلّدات، وهو دائرة معارف لا مثيل لها، أثبت فيه جُلَّ أخبار أهل البيت عليهم السلام وعلومهم. يقول قدّس سرّه في مقدّمة الكتاب مبيّناً الدّاعي لتأليفه: «إنّي كنتُ في عنفوان شبابي حريصاً على طلب العلوم بأنواعها، مولعاً باجتناء فنون المعالي من أفنانها ".." فنظرتُ إلى ثمرات تلك العلوم وغاياتها، وتفكّرتُ في أغراض المحصّلين وما يحثّهم على البلوغ إلى نهاياتها، وتأمّلتُ في ما ينفع منها في المعاد، وتبصّرت في ما يوصل منها إلى الرَّشاد، فأَيقنتُ بفضله وإلهامه تعالى أنّ زُلال العِلم لا ينفع إلّا إذا أُخذ من عينٍ صافية نَبَعت عن ينابيع الوحي والإلهام ".." فوجدتُ العلم كلّه في كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل مِن بين يديه ولا مِن خلفه، وأخبار أهل بيت الرِّسالة الذين جَعَلهُم الله خُزّاناً لعلمه وتراجمةً لِوَحيه ".." فاخترتُ الفحص عن أخبار الأئمّة الطَّاهرين الأبرار سلام الله عليهم، وأخذتُ في البحث عنها..».
ويقول السيّد عبد الله بن نور الدِّين بن نعمة الله الجزائري، تلميذ العلّامة المجلسي: «سمعتُ والدي عن جدّي رحمة الله عليهما أنّه لمّا تأهَّب المولى محمّد باقر المجلسي لتأليف كتاب (بحار الأنوار)، وكان يفحص عن الكُتُب القديمة ويسعى في تحصيلها، بلَغه أنّ كتاب (مدينة العلم) للصَّدوق يوجد في بلاد اليمن، فأنهى ذلك إلى سلطان العصر، فوجّه السُّلطان [الشاه حسين الصفَوي] أميراً من أركان الدَّولة سفيراً إلى ملِك اليَمَن بهدايا وتحفٍ كثيرة لتحصيل ذلك الكتاب، وأنّه كان قد أوقف السَّلطان بعض أملاكه الخاصّة على كتاب البحار لتنسخ منه نُسخٌ وتُوقَف على الطَّلَبة».
وفهرس مجلدات (بحار الأنوار) الـ25 مختصراً كالتّالي: 1- في العقل والجهل وفضل العلم. 2- في التّوحيد. 3- في العدل والمعاد. 4- في الإحتجاجات. 5- في أحوال الأنبياء عليهم السلام. 6- في أحوال خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله. 7- في الإمامة. 8- في الفِتَن الحادثة بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله. 9- في أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 10- في أحوال الزّهراء والحسنَين عليهم السلام. 11- في أحوال السّجّاد والباقر والصّادق والكاظم عليهم السلام. 12- في أحوال الرِّضا والجواد والهادي والعسكري عليهم السلام. 13- في أحوال المهديّ عليه السلام. 14- في السَّماء والعالَم. 15- في الإيمان والكفر. 16- في الآداب والسُّنَن. 17- في المواعظ والحِكَم. 18- في الطَّهارة والصَّلاة. 19- في فضائل القرآن. 20- في الزَّكاة والصَّدقة والصَّوم. 21- في الحجّ والعمرة. 22- في الزِّيارات. 23- في أحكام العقود. 24- في الأحكام الشرعيّة. 25- في الإجازات.
2- (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرَّسول) وهو شرح لكتاب (الكافي) للكُليني في 26 مجلّداً بالطَّبعة الحديثة، وقد كَتَبه بالتماسٍ من ولده الشيخ محمّد صادق كما أشرنا. يقول في مقدّمته: «ولقد كنتُ علّقتُ على كُتُب الأخبار حواشي متفرّقة، عند مذاكرة الإخوان الطَّالبين للتَّحقيق والبيان، وطفقتُ أدوّنها مع تبدّد الأحوال، وابتدأتُ بكتاب (الكافي) ".." وأَزمعتُ على أن اقتصر على ما لا بدّ منه في بيان حال أسانيد الأخبار، التي هي لها كالأساس والمباني، وأَكتفي في حلّ معضلات الألفاظ وكَشْف مخبيّات المطالب بما يَتفطَّن به مَن يُدرك بالإشارات الخفيّة دقايق المعاني ".." ثمّ إنَّه كان ممّا دعاني إليه، وَحَداني عليه، التماسُ ثمرة فؤادي وأعزّ أولادي ومَن كان له أَرَقي وسُهادي، محمّد صادق رزقهُ اللهُ نَيْل الدَّقائق، وأَوْصَلَه إلى ذُرى الحقايق، وكان أهلاً للإجابة لبرّه ودقّة نظره ورعايته، وأرجو إنْ عاجلني الأجَل أن يوفّقه اللهُ سبحانه لإتمامه، وسمَّيته بكتاب (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول)».
3- (ملاذ الأخيار في شرح تهذيب الأخبار) وهو شرح لكتاب (تهذيب الأحكام) للشّيخ الطُّوسي. 4- (الفوائد الطَّريفة في شرح الصّحيفة). 5- (الوجيزة في الرِّجال). 6- (رسالة الإعتقاد). وهذه كلّها بالعربية.
4- أمّا كتبه بالفارسيّة فكثيرة جداً، منها: (عين الحياة) - (حقّ اليقين) - (حلية المتّقين) - (حياة القلوب) - (تحفة الزّائر) - (جلاء العيون) - (مقباس المصابيح) - (ربيع الأسابيع) - (زاد المعاد) - (ترجمة عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى مالك الأشتر) - (رسالة في الجنّة والنار) - (مفاتيح الغيب في الإستخارة) - (رسالة في صلاة اللّيل) - (رسالة في آداب الصّلاة) - (رسالة في الفرْق بين الصّفات الذاتيّة والعقليّة) - (رسالة في التّعقيب).
ومجموعة أخرى هي ترجمات من العربيّة إلى الفارسيّة لِكُتُب: (توحيد المفضل -توحيد الرِّضا عليه السلام - الزّيارة الجامعة - دعاء كميل - دعاء المباهلة - دعاء السّمات - دعاء الجوشن الصّغير - قصيدة دِعْبل الخزاعي وغيرها).
معالِمُ من شخصيَّته
* قال تلميذه السيّد نعمة الله الجزائري في كتابه (الأنوار النّعمانيّة): «قد كان حالي مع شيخي صاحب كتاب (بحار الأنوار) لمّا كنتُ أقرأ عليه في أصفهان، أنّه خصَّني من بين تلامذته، مع أنّهم كانوا يزيدون على الألف، بالتَّأهُّل عليه، والمعاشرة معه ليلاً ونهاراً، وذلك أنّه لمّا كان يصنّف ذلك الكتاب، كنتُ أبيتُ معه لأجل بعض مصالح التَّصنيف، وكان كثير المزاح معي، والضّحك والظّرايف حتى لا أملّ من المطالعة، ومع هذا كلّه كنتُ إذا أردتُ الدُّخول عليه أقف بالباب ساعةً حتى أتأهّب للدُّخول عليه، ويرجع قلبي إلى استقراره من شدّة ما كان يتداخلني من الهَيْبة له والتّوقير والإحترام حتّى أدخل عليه..».
* وعنه أيضاً: «وأمّا شيخنا صاحب البحار، فقد كان يَأمر النّاس بأن يكتبوا على أكفان موتاهم اسم أربعين من المؤمنين. وكيفيّتُه: أن يكتب كلُّ مؤمنٍ بخطّه: فلان بن فلان مؤمن، أو: لا ريب ولا شكّ في إيمانه، كتب شاهداً فلان بن فلان، ثمّ يختم بخاتمه. ورأيته [العلّامة المجلسي] في عشر السَّبعين بعد الألف في المسجد الجامع في أصفهان يوم الجمعة، وقد ارتقى المنبر لِيُلقي على النّاس أنواع العلوم، في الحِكَم والمواعظ، فأخذ أوّلاً في الإقرار والإيمان وتوابعه فقال: أيّها الناس! هذا اعتقادي وهذا إيماني، وأريد منكم أن تشهدوا بما سمعتموه منّي، وتكتبوا في كَفَني الشَّهادة لي بالإيمان، وكان قد أمر بإحضار كَفَنه إلى المسجد، فكتب النّاس شهادتهم على نحو ما تقدّم».
* يروي السيّد الجزائري أيضاً أنّه كان تعاهد والعلّامة المجلسي على أن يُخبر الميت منهما أوّلاً صاحبَه الحيَّ بحقيقة ما ينكشفُ له في تلك النّشأة. ولمّا مات المجلسي أخبره -في المنام- عن مشاهدات الموت، وممّا قاله: أنّه سُئِل عمّا أعدّه لهذا اليوم، فجعل يعدّد أعمالَه الحسنة، فلا تُقبل منه. وبينما هو في هذه الدَّهشة، إذ تذكَّر أنِّه رأى ذات يومٍ النّاسَ وقد اجتمعوا حول رجل مؤمنٍ كان متّهماً ظُلماً عند أهل البلد بِفَساد المذهب. فلمّا رآهم يضربونه ويطالبونه بحقوقهم، والرّجل لا يقدر على شيء، انتهرَهم بحدّة وردّهم عنه، ثمّ حملَه إلى منزله وأدّى عنه ديونه. وقال العلّامة المجلسي: «ثمّ إنّي عرضتُ ذلك على ربّي فتقبّلَه منّي وغَفَر لي، وسكنَ النّداء، وأَمَر لي بفتح بابٍ من الرّحمة تلقاء وجهي إلى جنّات الخلود..».
* نُقل عن الآغا أحمد، حفيد المحقِّق البهبهاني في كتاب (مرآة الأحوال): «كان شيخ الإسلام من قِبل السَّلاطين في أصفهان، وكان يباشر جميع المرافعات بنفسه، ولا تفوته صلاة الأموات، والجماعات، والضِّيافات، والعبادات».
وفاتُه ومدفنُه
يقول سبطه السيّد محمّد حسين الخاتون آبادي في (حدائق المقرّبين): «وتوفّي قدّس سرّه سنة عشرة ومأة وألف [1110 للهجرة] في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وكان عمره إذ ذاك ثلاثاً وسبعين».
وقال: «ومرقده الشّريف الآن ملجأ الخلائق بأصبهان في الباب القِبلي من الأبواب التّسعة من جامعها الأعظم العتيق. ومن المجرّبات لأهلها، المشهورات في جبلها وسهلها، استجابة الدَّعوات، وإصابة الرّجاء تحت قبّته المنيفة، وفوق تربته الشّريفة، وفي تلك البقعة الشّريفة أيضاً مقابر جملة من الصالحين غيره».
ومن كراماته رضوان الله عليه ما نقله العلّامة النوري في (الفيض القدسي)، قال: «وحدّثني بعض الفضلاء الأتقياء من المجاورين في النَّجف الأشرف، قال: حدّثنا أستاذنا شيخ الفقهاء في عصره، صاحب (جواهر الكلام) طاب ثراه يوماً في مجلس البحث والتّدريس، فقال: رأيتُ البارحة كأنّي بمجلس عظيم فيه جماعة من العلماء، وعلى بابه بوّاب فاستأذنتُه فأَدخلني، فرأيت فيه جميع مَن تقدّم وتأخّر من العلماء مجتمعين فيه، وفي صدر المجلس مولانا العلّامة المجلسي قدّس سرّه، فتعجّبتُ من ذلك، فسألت البوّاب عن سرّ تقدمه، فقال: هو معروف عند الأئمّة بباب الأئمّة عليهم السلام.